كيف يقود النمل الطعام نحو مساكنه؟
البيولوجيا والتطوّر >>>> منوعات بيولوجية
لتحريك جسمٍ كبيرٍ، يقوم النمل بإحاطته من جوانبه ويتم رفعه من الخلف وسحبه من الأمام. ولكن كيف يعملون بشكل متناغم بدلاً من السحب في اتجاهات مختلفة وبشكلٍ عشوائي؟ هذا ما حاول الدكتور فراينرمان وفريقه الإجابة عنه عن طريق تحليلهم لفيديو مصوّر قُدم فيه للنمل من نوع P. longicornis قطعة طعامٍ دائرية كبيرة الحجم، وتمّ ملاحظة سلوكها في اقتياد الطعام نحو المسكن.
يقول الباحث أنه كلما ازداد عدد النملات العاملات على السحب إلى ما يصل 15 نملة تقريباً، كلما ازدادت سرعتها ورغم أن الاتجاه بشكل عام هو نحو المسكن دائماً إلا أن المسارات تخضع لتصحيح دائم لضمان التوجيه نحو المكان المطلوب تماماً.
كما لاحظ الباحثون بأنّ طريقة توزع النمل حول قطعة الطعام لا يكفي لاتمام المهمة إذ لا بدّ من توافر سلوكٍ آخر يحافظ على طاقة الفريق القائم على حمل الطعام وكفاءة عمله وتوجيه مساره بشكلٍ دقيق.
ومن خلال تصويرمقطع فيديو لسلوك النمل خلال حمله الطعام لمسكنه، يلاحظ بأنّ هناك نملات معيّنات تعملنَ على حمل الطعام لفترةٍ قصيرةٍ، سرعان ما يتم استبدالهنَّ بنملاتٍ جددٍ تحركن الطعام الذي تحمله مجموعة ثالثة وهكذا.
(لمشاهدة الفيديو المصوّر يرجى زيارة الرابط: هنا ).
ولكن المميز أن تصحيح الاتجاه يتم دوماً من قبل النملات الجديدات اللاتي توجهن لمكان المسكن قبل أن يبدأن بالدفع، ثم تقوم النملات المرتاحات بتقفّي مكان المسكن من جديد ثم تأتين وتدفعن الطعام نحوه بدل النملات العاملات وهكذا. فيكون العمل على الشكل التالي: تقصّي المسار ثم المشاركة بالدفع نحوه ثم تسليم الدفع لمن تقصى المسار الجديد وهكذا.
يبدو هذا السلوك مهماً، إذ يُقلل من فترة نقل الطعام نحو المسكن وحمايته من التعرّض للمنافسة من الآخرين، كما أّنّه يصون طاقة النمل من خلال توازع الأدوار والتنسيق بشكل فعّال بين الأفراد، وطريقة توزع الأحمال خلال عملية النقل.
حتى أن العلماء طوروا نموذجاً رياضياً لتعاون النملات أثناء دفع الطعام ويظهر هذا النموذج توازناً مذهلاً عند النمل بين الانسياق الجماعي والعمل الفردي والذي يُمكّن النملات من دفع الطعام بشكل فعّال ويعتبر هذه النموذج أحد تغايرات النموذج المستخدم في الفيزياء الإحصائية.
مايعلمنا إياه النمل في هذا النموذج بحسب الدكتور فراينرمان أنّ الحكمة لا تأتي دائماً من المجموع أي العمل الجماعي فقط، بل من أفرادٍ يعملون كأدمغة ليقودوا غيرهم اللذين يعملون كعضلات في سبيل تحقيق الهدف.
المصدر: هنا
البحث الأصلي: هنا