فخ للخلايا السرطانية: طريقة جديدة للحدّ من انتشار الأورام الثانوية في الجسم
البيولوجيا والتطوّر >>>> منوعات بيولوجية
يعلّق الباحث Lonnie Shea من جامعة ميتشيغان على تجربتهم لهذه الفكرة على الفئران، وعن طموحهم لاستخدام هذه التقنية لتشخيص الأورام عند البشر. حيث سيكون بإمكان الطبيب أن يزرع داخل جسم المريض فخّاً على هيئة طُعم ليمسك بالخلايا السرطانية أثناء هجرتها. وعندها، يمكن مسح هذا الطعم دون نزعه من الجسم للكشف عن الخلايا السرطانية التي وقعت بالفخ. وفي يوم ما، قد يصبح بالإمكان إجراء عملية المسح هذه دون مساعدة الطبيب، وإنما بواسطة أجهزة بسيطة كالهاتف الذكي مثلاً!
يتعاون Lonnie Shea مع أخصائية جراحة أورام الثدي Jacqueline Jeruss و التي لاحظت مدى شيوع أوّل عارضة "ضيق التنفس" بين مرضاها المصابين بسرطان الثدي. تقول Jacqueline Jeruss: إنّ هذه العارضة هي أوّل دليل على انتشار الورم في الجسم ووصوله إلى الرئتين.
ولتنفيذ فكرة الفخ، قام Lonnie Shea و Jacqueline Jeruss بالتعاون مع زملائهم بتصميم طُعم (implant) مصنوع من مادة مسامية خاملة تُستَخدَم كثيراً للأغراض الطبية، ثمّ قاموا بإشباعه بجزيء تأشير (Signaling molecule) يُدعى CCL22. إذ يقوم هذا الجزيء بجذب أنواعا ً معينة من الخلايا المناعية القادرة على جذب الخلايا السرطانية. وبالتالي، تنجذب الخلايا السرطانية لهذه الخلايا المناعية وتتبعها حتى تصل إلى الطعم.
ففي تجربتهم لهذا الطعم على الفئران، قام الباحثون بزرعه تحت جلدِ فأرٍ مصابٍ بأحد أنواع سرطان الثدي. وبعد مضي اسبوعين، وجدوا الخلايا السرطانية متجمّعةً حول هذا الطُّعم. وفي تجارب على مجموعة أخرى من الفئران، تبيّن للباحثون بأنهم قادرين على كشف الخلايا السرطانية المُصطادة داخلَ الطعم باستخدام نظام ماسح ضوئي جديد يعتمد في أداءه على التصوير الطبقي المتماسك (OCT)، والذي يتيح لهم مسح محتويات الطعم وهو في مكانه دون نزعه من الجسم.
تعتمد تقنية المسح الضوئي هذه على تغلغل الضوء لبضعة ملميترات داخل النسيج الحي، مما يسمح بقياس مدى تبعثر الضوء النافذ من الجزيئات والبُنى الكبيرة داخل الخلية. وبما أنّ كثافة الخلية السرطانية أكبر من كثافة الخلية الطبيعية، فإنّه يمكن استخدام هذه التقنية في الكشف عن الخلايا المسرطنة. وفي الوقت الحالي تحاول عدد من الشركات تطويرَ أجهزةٍ تسمحُ باستخدام تقنية الماسح الضوئي (OCT) بالهواتف الذكية ليستطيع أي شخص أن يفحص خلايا جسمه في أي وقت وبسهولة.
أظهرت التجارب على الفئران بأنّ الطُّعم المزروع يعمل على خفض في عدد الخلايا السرطانية المهاجرة إلى مواقع ثانوية في الجسم كالرئتين. يقول Lonnie Shea: ربما هذه التقنية لن تكون كافية لالتقاط جميع الخلايا السرطانية، و لن تكون بمثابة علاج مضاد للسرطان، و لكن عملية زرع هذا الطُّعم بالتأكيد ستزيد من فُرَص نجاة المرضى وذلك بالكشف المبكر عن الخلايا السرطانية خلال تحركها، وهذا بدوره سيساعد كثيرا في تحديد ضرورة بدء العلاج الكيماوي.
تقوم مجموعة أخرى من الباحثين بدراسة وتصميم أفخاخ لالتقاط خلايا ورمية من نوعٍ معيّن اعتماداً على إشارات كيميائية أكثر تحديدا.ً ويتطلّع هؤلاء الباحثون إلى استخدام هذه الأفخاخ في النساء الأكثرعُرضةً للإصابة بسرطان الثدي، كاللواتي خضعن لجراحة استئصال الورم ومازلن ضمن خطر الإنتكاسة المرضية. فإذا أظهر الماسح وجود الخلايا الورمية في أجسامهم، يتمّ حينها استخراج الطُّعم المزروع والحاوي على الخلايا السرطانية المُتجمّعة داخله، لتتمّ دراستها لتحديد نوعية العلاج الذي تتأثّر به.
يقول Gerhardt Attard أحد أعضاء مركز أبحاث السرطان في لندن: يوجد نمو متزايد في الاهتمام بتخصيص العلاج المضاد للسرطان عن طريق تصميم علاج نوعي خاص لكلّ مريض بشكل مستقل اعتماداً على اختبار و تحليل خلاياه. وبنجاح هذه التجارب ستحصل البشرية على أسلوب علاج جديد أكثر جدوى و أقل خطراً على الإنسان.
المصدر: هنا
البحث الأصلي: هنا