العناية الفموية للمرأة الحامل
الطب >>>> طب الأسنان
يراود العديدَ من الأشخاص مخاوفُ كثيرةٌ من زيارة طبيب الأسنان وبالأخصّ النساء، لاسيما في فترة الحمل وما يترتب عليها من مخاوفَ عن سلامةِ الجنين والحمل. نستعرض في هذا المقال أهمَّ النقاط الخاصةِ بالصحة الفموية للمرأة الحامل والأسئلةِ الشائعة عنها.
إنّ الحفاظ على صحةٍ فموية جيدة له تأثيرٌ إيجابيّ على أمراض القلب والشرايين والسكري والعديدِ من الاضطرابات الأخرى حيث ترتبط اضطراباتُ صحةِ الفم والأسنان ارتباطاً مباشراً مع العديد من الأمراضِ مثلِ أمراض الجهاز التنفسي وغيرِها فضلاً عن هشاشة العظام في تجويف الفم.
لذلك فإنّ زيارة طبيب الأسنانِ بشكل دوري كلَّ 6 أشهرٍ كفيلةٌ بالكشف المبكر لسرطان الفم حيث يتمُّ تشخيصُ ما يقارب 37 ألفَ حالةٍ جديدة لسرطان الفم في كل عام.
ويجب تعزيزُ الصحةِ العامة والفموية الجيدة لدى النساء من خلال نشرِ التوعية والنصائحِ حول العادات الفموية الجيدة طوالَ حياتهنَّ وبشكلٍ أخصَّ خلال فترة الحمل حيث أثبتت الدراساتُ أن الأمهات ذوات الصحةِ الفموية الجيدة خلالَ فترة الحمل تقلُّ لديهِنّ إمكانيةُ انتقال البكتيريا المسببةِ للتسوّس للطفل من خلال مشاركة الملاعق ولعق اللهايات كما أن التغيراتِ الوظيفيّة والهرمونية التي تطرأ على المرأة أثناء فترة الحمل تؤدي إلى تغيراتٍ ملحوظةٍ في بيئة التجويف الفموي.
وتشتمل هذه التغيرات على التهاب اللثة الحملي (نزيف اللثة)، آفاتِ الفم واللثة الحميدة وحركة وتآكل الأسنان والتسوس
وتعاني ما يقارب ال 40 % من النساء الحوامل من بعض هذه المشاكل وهي أكثرُ انتشاراً بين النساء ذات الأصول الإفريقية والمدخنات
وفيما يلي أهمُّ الأسئلة التي تكررها بعض الأمهات الحوامل بشأن صحتهنّ الفموية:
هل أنا بحاجة لزيارة طبيب الأسنان أثناء الحمل؟
نعم، بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل لذلك قد تحتاج بعضُ النساء للمزيد من العنايةِ الفموية خلال هذا الوقت.
على سبيل المثال، تكون اللثة في هذه الفترة أكثرَ احمراراً وأكثرَ قابليةً للنزف
لماذا تنزف اللثة؟
تصبح اللثةُ أكثرَ حساسيةً وتتورّم بسبب التغير الهرموني الذي يطرأ على الجسم وتزداد حساسيةُ الأوعية الدموية فيها ويصبح النزفُ بشكلٍ أكبرَ لذلك يجب الحفاظ على أسنان نظيفة
هل علاج الأسنان آمنٌ خلال فترة الحمل؟
نعم آمن، ويجب طمأنةُ الأمّ الحاملِ بأن التشخيصَ والعلاجاتِ السنيةَ ليست أمنةً في وقتنا الحاليّ فحسبْ، بل مُوصى بها أيضاً ولكن يجب تجنّبُ الأشهرِ الثلاثة الأولى خلال فترة تكوين الجنين، والثلثُ الثاني من الحمل ابتداءً من الشهر الرابع هو أكثرُ أماناً وتقترح بعض المراجع العلمية عدمَ وضع أو استبدال حشواتِ الأملغم خلال فترة الحمل ويجب استخدام حشواتٍ من نوعٍ آخرَ ويتم مناقشة ذلك مع الطبيب المختص
ماذا عن التصوير الشعاعي والتعرضِ للأشعة السينية؟
يفضلُ تجنبُ الصور الشعاعيةِ بكل أنواعها خلال فترة الحمل بشكلٍ عام وخلالَ الأشهر الثلاثة الأولى بشكلٍ خاص حيث تكمنُ حساسيةُ هذهِ الفترة في تكون أعضاء الجنين، وعند الضرورة للتصوير الشعاعي بالحالات الإسعافية خلال فترة الحمل يجب أخذُ الاحتياطات الواجبة مثلِ تدريعِ البطن والغدةِ الدرقية
ماذا عن تأثير التدخين وتناول الكحول في فترة الحمل؟
إنّ التدخين وشربَ الكحول يمكن أن يؤدي إلى ولادةِ أطفالٍ يعانون من نقصٍ في الوزن
كما أنه يؤثرُ على الصحة الفمويةِ للجنين الذي لمّا يولد بعد من خلال حدوثِ مشاكلَ أثناءَ تكوّن ميناء الأسنان فتتكون أسنانٌ ضعيفة جداً والجديرُ بالذكر أن الأطفال الذين كانت أمهاتُهم من المدخنات أثناء فترة الحمل كانت لديهم أسنانٌ دائمة سيئةٌ للغاية.
ماذا عن الأدوية المستخدمة لعلاج الأسنان خلال فترة الحمل؟
يُفضّلُ تجنبُ التداخلات العلاجية أو الدوائية غيرِ الضرورية خلالَ فترةِ الحمل ولكن غالباً ما يتطلب الإجراءُ العلاجيُّ السنيُّ للتخدير الموضعي وهو المادةُ الأكثرُ أماناً على الرغم من عبوره المشيمة علماً بأن البريلوكائين يصل ﻷعلى تركيزٍ بالعبور أما البوبيفيكائين يصل ﻷقلِّ تركيزٍ في عبوره المشيمةَ ويأتي الليدوكائين - المخدرُ المشهور- بدرجةٍ متوسطة في عبور المشيمة بين تلك المادتين. والذي صُنف من الفئة (ب) للسلامة وهو آمن خلال فترة الحمل، والمضاداتُ الحيوية مثل البنسلين، أموكسيسيلين، والكليندامايسين، التي وصفت أيضاً فئة (ب) آمنة في فترة الحمل، يمكن وصفه بعد العلاج السني الخاص بك.
ويرجى الحذرُ من الأدوية المستخدمة في المعالجة السنية من تأثيرها المحرّضِ للإجهاض
ويفضل التخفيفُ من استخدام مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية NSAIDs في جميع مراحلِ الحمل مثل البروفين لاتهامه بالتأثير على زيادة مدة المخاضِ وتجنبِ الأدوية الحاوية على الميترانيدازول أيضاً
هل يسبب الحمل ضرراً لأسناني؟
لا ليس صحيحاً بأن الحملَ يسبب مشاكلَ سنيةً من خلال نقص الكالسيوم أو أنّكِ سوف تفقِدين سنّاً مقابل كلِّ طفلٍ تنجبينه
ماذا عن نظامي الغذائي أثناء الحمل؟
يجب أن يكون لديكِ نظامٌ غذائي متكاملٌ ومتوازن يحتوي على جميع الفيتامينات والمعادن المهمةِ لكِ ولطفلكِ ويجب الاهتمامُ بالكالسيوم على وجهِ الخصوص لإنتاج عظامٍ قويةٍ وأسنانٍ صحية لدى المولود الجديد ويفضل الحدُّ من السكريات والمشروبات الغازية أثناء فترة الحمل وإذا كان لديكِ غثيانٌ أو إقياء صباحيٌ عليكِ بشطف الفم (المضمضة) عدةَ مرات بالماء أو بغسول فموي حاوي على الفلوريد أو محلول (بيكربونات الصودا) بعد الإقياء للحد من بقاء حمض القيء في الفم لتجنب تآكل الأسنان.
ما علاقةُ التهاب اللثة بالولادة المبكرة؟
أثبتت دراسة عام 1996 وجود علاقةٍ ما بين التهاب اللثة والولادة المبكرة
ومنذ ذلك الحين أُجريت العديدُ من الأبحاث لدعم هذه الدراسة ومن الناحية النظرية فمن الممكن انتقالُ الجراثيم اللاهوائية السلبية من تجويف الفم إلى أنسجة المشيمة وكذلك إلى الرحم وعنق الرحم وهذا يؤدي إلى حدوث التهاباتٍ في تلك المنطقة مما قد يسبب الولادةَ المبكرة وبالمثل فهناك نتائجٌ متضاربة فيما يتعلق بتأثير أمراض اللثة على تسمم الحمل والولادة المبكرة ولذلك لا زلنا بحاجةٍ إلى مزيد من البحوث في هذا المجال وأخيراً إليكِ أهمُّ الاقتراحات للمعالجة السنية أثناء الحمل:
1- توصي جمعية أطباء الأسنان الأمريكية (ADA) النساءِ الحوامل باتباع نظامٍ غذائي متوازن مع تنظيف الأسنان بمعجون حاوٍ على الفلوريد مرتين أو ثلاثَ مراتٍ يومياً ويُفضّلُ التنظيفُ صباحاً وقبل النوم وإن أمكن بين الوجبات الغذائية أيضاً.
2-من الهامِّ جداً بأن تخبري طبيبَ الأسنان الخاصَّ بكِ بأنك حاملٌ حتى يتمَّ تجنبُ المخاطرِ وتأجيلُ المعالجاتِ غيرِ الطارئة حتى الثلث الثاني من الحمل أو بعد الولادة وفق الإمكانيات المتاحة.
3- الحفاظ على الدورة الدموية صحيةً عن طريق الحفاظ على ساقيكِ غيرَ متصالبةٍ أثناء الجلوس على كرسي طبيب الأسنان.
4- الاستعانة بوسادة للاستناد عليها لإعطائكِ راحةً أكبرَ أثناء وقت المعالجة.
5- جلب سماعات الرأس ووضعُ بعض الموسيقى المفضلة لديكِ.
6- بحال عدم الشعور بالراحة وأنتِ في كرسي المعالجة يفضلُ أن تخبري طبيبكِ بذلك.
7- يفضل الجلوس على الجانب الأيسر للحصول على المزيد من الراحة أثناء المعالجة .
8- للوقاية من جفاف الفم الحاصل نتيجة التغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل، يُنصح بشرب كميات كافية من الماء ويفضلُ مضغُ العلكة الخالية من السكر والحاوية على مادة الكزايلاتول.
9-يفضلُ تبديل فرشاة الأسنان بعد استخدامها لمدة 3-4 أشهر.
10- يمكن استخدام غسولٍ فمويٍّ يومياً ومن المفضل ألا يحوي كحولاً ويرجى مناقشةُ الطبيب المشرف في ذلك.
الخلاصة:
العناية المنتظمة بالفم والأسنان هي مفتاح لصحة جسدية جيدة وعنصرٌ أساسي لصحة الفم كما يجب تثقيفُ الأمهات الحوامل بزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري ما لا يقل عن مرة كل 6 أشهر عن طريق نصائحِ الطبيب والتدريب العملي بكيفية الشكل الصحيح للعناية بالأسنان وينبغي علينا طمأنةُ الحامل بأن المعالجاتِ الفمويةَ خلال فترة الحمل وخاصةً في الثلث الثاني من الحمل هي علاجاتٌ آمنة. ولا تنسَي الحفاظَ على نظام غذائي متوازن خلال فترة الحمل وتذكري دائماً بأن صحةً فمويةً جيدة ستؤدي إلى صحةٍ جسديةٍ قوية لكِ ولطفلك القادمِ الجديد.
المصادر:
Medical problems in dentisry -skull-2014
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
حقوق الصورة:
هنا