ورم الخلايا الميلانينية Melanoma
الطب >>>> السرطان
تصيب الميلانوما سنوياً حوالي 76.000 شخصاً، وتتسبب بوفاة حوالي 10.000 شخصاً سنوياً، وذلك في الولايات المتحدة وحدٍها.
تحدث الميلانوما نتيجةَ التطورِ الشَّاذِ في الخلايا الميلانينية التي تُصنِّع صباغَ الميلانين، وهو الصباغ الذي يعطي الجلدَ لونَه.
لا يقتصر حدوث الميلانوما على الجلد، حيث من الممكن أن يحدث هذا النوع من السرطانات في العين ونادراً ما يحدث في الأعضاء الداخلية كالأمعاء.
مع أن السببَ يبدو غيرَ واضحِ تماماً، إلا أن التعرُّض للأشِّعة فوقِ البنفسجية يزيدُ من نسبةِ الإصابة، وبالتالي فإنَّ تجنُّبَها يمكن أن يقلِّل من هذه النسبة.
• الأعراض:
غالباً ما تظهر الميلانوما في المناطق الأكثرِ عرضةً للشمس مثل الظهر والساق والوجه واليدين.
وربما نلاحظ عند حدوثها:
1. تغيُّراً في شامة موجودة سابقاً.
2. نمواً غيرَ طبيعي للجلد.
3. ظهورَ مناطق متصبغة جديدة على الجلد.
ليس بالضرورة أن تبدأ الميلانوما كشامة (أو خال Mole) ... فقد تبدأ على حساب جلد طبيعي (ظاهرياً).
• ذكرنا أن الورم يتمثل أحياناً بتغير في شامة... فما هي الشامة الطبيعية؟
يكون غالباً للشامات مظهرٌ موحَّد، بنّيَّة أو سوداء بحدودٍ واضحةٍ تفصلُها عن الجلد الطبيعي، بيضويَّة أو دائرية، بحجمٍ أصغر من 6 ملم (أي ما يعادل حجم ممحاة القلم الرصاص).
لدى أغلب الناس ما يقارب 10-45 شامة، منها ما يظهر بعد عمر الـ40 ومنها ما يختفي مع الزمن.
• كيف إذاً تحدث هذه التغيرات؟ وكيف نستطيعُ ملاحظتها؟
لتسهيل التعرّف على المواصفات غير الطبيعية للشامة والتي قد تشيرُ إلى الإصابةِ بالميلانوما أو بغيرِها من سرطانات الجلد علينا التفكير بالأحرف التاليةABCDE، فكلُّ حرفٍ من هذه الحروف يشير إلى صفة من صفات الخباثة السرطانية :
A : Asymmetrical shape : أي الشكل غير المتناظر أو غير المتناسق، خاصة عندما يكون نصفا الشامة غيرَ متطابقين.
B : irregular Border : حواف غير منتظمة، مثلّمة، شئزة.
C : Changes in color : الآفات الحاوية على عدة ألوان (غير متجانسة) أو انتشار متقطع (غير مستمر) للون.
D : Diameter : الشامات التي يتجاوز قطرها 6 ملم (1/4 إنش).
E : Evolving : علينا الانتباه إلى التغيرات التي تصيب الشامات مع مرور الزمن كزيادة الحجم، أو تغير اللون والشكل، كما أنها قد تتقرح أو تنزف.
تختلف الشامات السرطانية في الصفات التي تظهرها، فمنها ما يجمعُ كلَ الصفات السابقة، ومنها ما يبدي صفةً أو اثنتين.
• الميلانوما المخفية:
وهي الميلانوما التي تحدث في مناطق لا يتمُّ كشفها وفحصها عادة، ورغمَ أن أغلبَ الحالات تكون في المناطق التي تتعرض للشمس، إلا أن ذلك لا ينفي إمكانية حدوث الميلانوما في أماكن لا تتعرض كثيراً للشمس، مثل الأفوات (المناطق بين أصابع القدم) وأخمص القدم وراحة اليد والمناطق التناسلية وفروة الرأس أو سرير الظفر، ويكثر هذا النمط عند العرق الأسود والأشخاص ذوي البشرة الداكنة حيث أنها تميل للحدوث عندهم في المناطق الخفية سابقة الذكر.
ومن الميلانومات الخفية نذكر:
ميلانوما ما تحت الظفر: أو ما يسمى بـ "الورم الميلانيني النمشي بالنهايات" وهو شكل نادر، يحدث تحت ظفر القدم أو ظفر اليد، ويمكن أيضاً أن يصيب مناطقَ في راحة اليد أو أخمص القدم، وهو أكثر شيوعاً عند أصحاب الجلد الداكن.
ميلانوما الفم، السبيل الهضمي، السبيل البولي، أو المهبل: يتطور فيه الورم في الغشاء المخاطي الذي يبطن الأنف، الفم، المري، المستقيم، أو السبيل البولي، ويصعب اكتشاف هذا النوع من الأورام بسبب توضعها.
ميلانوما العين: أو الميلانوما البصرية(ocular melanoma) غالباً ما تحدث في العنبية Uvea (وهي الطبقة التي تتوضع خلف الصلبة أو بياض العين). يسبب هذا النوع مشاكلَ بصريةً و يُكشَف الورم عند زيارة الطبيب بسبب هذه المشاكل.
• كيف تحدث الميلانوما؟
في الحالة الطبيعية تعطي خلايا الجلد خلايا جديدة طبيعية بطريقة منظمة ومحكمة السيطرة، فتدفع الخلايا الجديدة الخلايا القديمة إلى سطح الجلد، حيث تتموت وتسقط لتعوضَ مكانَها الخلايا الجديدة.
ولكن عندما يتأذى الحمض النووي DNA الخاص بالخلية الميلانينية ستنمو هذه الخلايا بشكلِ خارج عن السيطرة لتُحدثَ في النهاية كتلةً من الخلايا الورمية.
إن هذه العملية غير واضحة تماماً في هذا النوع من الأورام، وغالباً ما تتسبب عدةُ عوامل بيئية ووراثية في إحداثها. ومع ذلك يعتقد الأطباءُ أن للأمر علاقةً بالأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس أو الأجهزة التي تستعمل لجعل الجلد أكثر اغمقاقاً.
تزداد نسبة حدوث الورم الجلدي (الميلانوم) عند مَن أعمارهم أقل من 40 سنة، وخاصة عند النساء.
وكما في أغلب الأورام، فإن الكشف المبكِّر قبل أن ينتشر الورم يجعل علاجه ناجحاً.
• العلاج:
يعتمد العلاجُ على حجم ومرحلة الورم والحالة العامة للمريض والأمراض الأخرى المرافقة.
في المراحل الباكرة (أي قبل انتشار المرض) قد يكون الاستئصال الجراحي للورم كافياً مع أخذ جزء من الجلد السليم المحيط بالورم.
أما في المراحل المتقدمة (أي بعد انتشار الورم إلى الأعضاء الأخرى كالكبد والرئتين والدماغ) فتتضمن الخيارات العلاجية ما يلي :
أولاً_ الجراحة:
يتم فيها إزالة الورم الأولي في كلّ مراحله، وتُزال أيضاً بعض المناطق الطبيعية المحيطة بالورم، من الممكن أن نلجأ بعدها لتطعيمِ الجلد بأخذ قطعة جلد من مكانٍ آخر ووضعها مكان الاستئصال.
من المهم أن نعرف مدى انتشار الورم وخاصةً معرفة انتشاره للعقد اللمفاوية، وفي حال إصابتٍها يتمُّ استئصال هذه العقد، كما تُستأصل الأجزاء التي انتشرَ الورمُ إليها مثل أجزاء من الجهاز الهضمي أو الرئة بهدف تحسين نوعية حياة المريض والتحكم بالأعراض الناتجة (فالعلاج يصبح هنا تلطيفياً وليس بغرض الشفاء).
كما يستخدم العلاج الكيميائي بعد الجراحة لضمان القضاء على الخلايا الورمية وعدم عودة الورم.
ثانياً_العلاج الكيميائي:
وهي أدوية تستخدم بهدفِ الحد من نمو الخلايا الورمية، سواءً بقتلها أو بإيقاف انقسامها.
يُعطى العلاج الكيميائي "الجهازي" حقناً ضمن الوريد أو كحبوب فموية وبدورها تصل إلى الخلايا الورمية، أما في العلاج الكيميائي "الموضعي" تُحقن المواد في العضو المصاب مباشرة.
ثالثاً_العلاج الإشعاعي:
باستخدامِ الأشعة السينية أو غيرها من الأشعة بهدف القضاء على الخلايا الورمية أو الحد من نموِّها.
للعلاج الإشعاعي أنواع فقد يكون استخدام الأشعة خارجياً بتوجيه الأشعة من جهاز نحو الورم، أو داخلياً باستخدام مواد مشعَّة يتم زراعتها مباشرة في الورم (وهي ما تسمى المعالجة الكثبية Brachytherapy) وغالباً ما يستخدم العلاج الإشعاعي الخارجي في الميلانوما.
رابعاً_العلاج الحيوي (البيولوجي):
عن طريق تحريض جهاز المناعة عند المصاب بالميلانوما لمهاجمة الورم، باستخدام موادّ تحرِّض الجهاز المناعي لتهاجم الورم مثل: الانترفيرون، الانترلوكين-2، عامل النخر الورمي TNF.
تتضمن التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية أعراضاً شبيهة بأعراض الإصابة بالإنفلونزا كارتفاع الحرارة والعرواءات والتعب والوهن العام والصداع، والألم العضلي.
خامساً_العلاج الهدفي Targeted Therapy :
وهنا يتم استخدام أدوية تستهدف نقاط الضعف في الخلايا السرطانية (كسبل النقل داخل الخلوية)، وتستخدم فقط في حال وجود طفرات معينة في جينوم الخلايا السرطانية (حيث يتم فحص الخلايا السرطانية لمعرفة الطفرات الموجودة قبل إعطاء الدواء)، ومن ثم يعطى الدواء بناء على نوع الطفرة الموجودة.
ومن أهم الأدوية الهدفية نذكر :
• Vemurafenib (Zelboraf)
• Dabrafenib (Tafinlar)
• Trametinib (Mekinist)
وللعلاجات الهدفية تأثيراتٌ جانبية أقل مما يسببه العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
المصادر:
هنا
هنا
حقوق الصورة:
www.ashcroftsurgery.co.uk