البعد الرابع
المعلوماتية >>>> عام
معظمنا معتاد على رؤية أفلام ال2D و بالرغم من أن الشخصيات تبدو على الشاشة ذات عمق و بنية , إلا أنها فعلياً لا تتجاوز كونها صورة مسطحة . لكن عندما نضع النظارات ثلاثية الأبعاد فإننا نرى عالماً ذو شكل , عالماً يمكن أن نمشي فيه . نحن يمكن أن نتخيل الوجود في عالم كهذا لإننا نعيش في عالم مثله ! الأمور في حياتنا اليومية لها ارتفاع , عرض , و طول . لكن بالنسبة لشخص اعتاد الحياة في عالم ذو بعدين , فإنه من الصعب عليه أن يستوعب فكرة الأبعاد الثلاثة .
يعمل الفيزيائيون على افتراض وجود عشر أبعاد , لكن أغلبيتنا لن يراها أبداً . لأننا نعرف فقط الحياة في الأبعاد الثلاثة , أدمغتنا لا تفهم كيف تنظر لأكثر من هذا .
في العام 1884 قام الكاتب (إدوين أبوت ) بنشر رواية قامت بوصف مشكلة رؤية الأبعاد خارج إدراكنا . في رواية (فلاتلند : قصة خيالية متعددة الأبعاد ) , قام أبوت بوصف الحياة في مربع ذو بعدين . الحياة في بعدين تعني أن المربع محاط بدوائر , مثلثات و مستطيلات , لكن كل ما يراه المربع هو مجرد خطوط . في أحد الأيام , تقوم كرة بزيارة المربع . للوهلة الأولى , تبدو الكرة مجرد دائرة بالنسبة للمربع , و لا يستطيع المربع أن يدرك ما معنى الكرة عندما يفسر الأجسام ثلاثية الأبعاد . إنه لا يرى مجرد خطوط , بل يرى أشكالاً كاملة ذات عمق . تجرأ المربع و سأل الكرة ماذا يوجد خلف العالم ثلاثي الأبعاد ؟ عندها الكرة أصابها الفزع ! إن الكرة لا تستطيع أن تفسر عالماً أبعد من ذلك , و بهذه الطريقة , تقف عند هذا الحد و تترك الباقي للقارئ .
إن أدمغتنا ليست مدربة لترى أي شيء عدا عالمنا , لذلك من المرجح أنها ستأخذ شيئاً من بعد آخر لجعلنا نفهم .
لكن ما هو هذا البعد ؟ يرى الصوفيون هذا الشيء بأنه مكان حيث عاشت الأرواح , إذ أنها لم تكن مقيدة بقوانينا الأرضية .
و في نظريته عن النسبية الخاصة , قام أينشتاين بتسمية البعد الرابع بالزمن , لكنه نوَّه أن الزمن منفصل عن المكان .
و في الواقع , فإن فكرة تواصل الزمن بالمكان قد تم نشرها عبر كتّاب الخيال العلمي لقرون عديدة .
قام أيشنتاين بوصف الجاذبية على أنها منعطف في (الزمان-المكان) . اليوم , بعض الفيزيائيين يصفون البعد الرابع بأنه أي فضاء يعامد مكعب , المشكلة تبقى أن معظمنا لا يمكنه تصور شيء معامد لمكعب !
قام الباحثون باستخدام أفكار أينشتاين لتحديد إذا ما يمكننا السفر عبر الزمن .
بينما يمكننا التحرك في أي اتجاه في عالمنا الثلاثي الأبعاد , يمكننا التحرك للأمام فقط في الزمن . لذلك , تم اعتبار السفر الى الماضي قريباً من المستحيل , بالرغم من ذلك لا زال بعض الباحثين متمسكين بأمل إيجاد ثقوب تقوم بإيصالنا الى أجزاء مختلفة من (المكان- الزمان).
و هنا السؤال الذي يجول في أذهاننا , إذا كنا لا نستطيع استخدام البعد الرابع للسفر في الزمن , بل و لا يمكننا حتى أن نراه , فما هي الغاية من معرفته ؟
إن فهم هذه الأبعاد الأوسع مهم للرياضيين و الفيزيائيين لأنها تساعدهم على فهم العالم . نظرية الأوتار مثلاً , تعتمد على وجود عشرة أبعاد على الأقل حتى تبقى فعالة . بالنسبة لهؤلاء الباحثين , فإن إجابات المسائل المعقدة في العالم الثلاثي الأبعاد قد توجد في البعد التالي , و ربما أبعد.
Reference: هنا