ما الهدف من تعديل الوقت لتوقيت صيفي و توقيت شتوي؟!
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> اقتصاد
من مشجّعي تغيير الوقت في الصيف أو – Daylight saving time - كان (بينجامن فرانكلن)، حيث كان الهدف من تقديم الوقت أن يساعد الناس على فعل أشياء ومهام أكثر خلال الجزء الإضافي من النهار. وفي الحرب العالمية الثانية، استخدام هذا التوقيت في أميركا أدى إلى رفع الإنتاجية ، ولكن تقديم الساعة في الربيع لم يبدأ رسمياً إلا في عام 1987.
خلال الأعوام الماضية، كان الإعتقاد سائداً بأن هذا التغيير في الوقت يؤدي إلى توفير الطاقة والكهرباء، حيث أنه وفقاً لإحدى الدراسات 25% من مجمل الكهرباء المستهلكة في المنازل الأميركية تستعمل في الإضاءة. وبالتالي فإن استهلاك الأضواء سينخفض خلال الصيف نتيجة للزيادة في ساعات النهار.
ولكن، يجادل البعض بأن تغيير الوقت لا يساعد في التخفيف من استهلاك الكهرباء ، بل على العكس، إنه يعمل على الزيادة منها. فوفقاً لدراسة أجريت في ولاية (إنديانا) الأمريكية عام 2006، وُجد أن تقديم الساعة أدّى إلى زيادة استهلاك الكهرباء المنزلية بمقدار8،6 مليون دولار. فحيث أن الناس يخفضون استهلاكهم للأضواء، ولكنهم يستعملون الدفّايات الكهربائية في أوائل الربيع خاصة، والمكيّفات الكهربائية في الصيف.
ومع أن زيادة عدد ساعات النهار سيتيح للعالم الخروج والإستمتاع الوقت، ولكن معظم الأشخاص يقابلون تغيير الوقت بالأرق، ما يؤثر سلباً على صحتهم وحياتهم العاطفية. حيث أجريت دراسة في جامعة (آلاباما) ووُجد فيها أن تغييراً مفاجئاً للروتين اليومي يضاعف خطر إصابة الشخص بجلطة إلى 10%. هذا الخطر يرتفع في اليوم الأول من الأسبوع الذي تغيّر فيه الوقت، ولكن ينخفض بشكل كبير في اليوم الأول من الأسبوع الذي ينتهي فيه التوقيت الصيفي وذلك في شهر تشرين الأول. إن هذه الدراسة تثبت بأنها دقيقة بشكل معقول حيث أن أوّل شعور ينتاب الشخص عند بداية التوقيت الصيفي هو الخوف من عدم الاستيقاظ باكراً صباح اليوم التالي ليلحق بأعماله.
ولكن، هل الجميع مقتنع بهذا الأثر الضار للتوقيت الصيفي يا ترى ؟
لنحاول أن ننظر إلى الأمر من وجهة نظر اقتصادية، وجهة نظر الشركات والأعمال بشكل خاص، فبالنسبة لهم ، العمل لساعات أطول خلال الجزء الإضافي من النهار له تأثير كبير جداً على استهلاك الطاقة وبالتالي على الإنفاق.
فلكل ساعة إضافية من ضوء النهار، هناك انخفاض بمقدار ساعة واحدة من كل الوقت اللازم لإضاءة -وأحياناً تدفئة- منازلنا أو مكاتبنا.
إحدى الدراسات التي أجريت في اليابان عام 2004 والتي تعدّ من أهم الدراسات إلى وقتنا الحاضر وجدت أن الأثر المباشر لتطبيق التوقيت الصيفي هو تقليل استهلاك الكهرباء وهذا التقليل يعادل الطاقة التي قد تستهلك ما إذا شاهد جميع المواطنين التلفاز يومياً ولمدة 66 يوم.
تقليص استخدام الأضواء والتدفئة في الشركات والمكاتب، يؤدّي إلى توفير كبير في نفقات الشركة، مما يؤدّي إلى تأثير لا يستهان به على الحسابات التجارية الفردية وربحيتها.
من جهة أخرى، بعض آثار التوقيت الصيفي والتي تبدو بأنها آثار إيجابية اجتماعية فقط، يمكنها في الحقيقة أن تكون آثار إيجابية اقتصادية تؤثر على الإقتصاد ككل. فمثلاً انخفاض نسبة الجريمة وذلك بسبب طول وقت النهار، قد يؤدّي إلى ان جهاز الشرطة لا يعمل تحت ضغط عال وبالتالي انخفاض تكاليفه. وأيضاً تقليل حوادث السير يعني انخفاض تكاليف إصلاح السيارات والطرقات، و تقليص تكاليف التأمين.
في الحقيقة، إن مشجعي تطبيق التوقيت الصيفي يعلمون أن آثاره الإيجابية قد لا تتضح في المنازل والمنشئات الفردية أو الصغيرة ويعلمون الآثار السلبية النفسية التي قد تتسب بها نتيجة التغيير المفاجئ في الوقت، ولكنهم يدعون إلى النظر بعين وبرؤية أوسع إلى الآثار الاقتصادية المهمة التي قد تلحق بإقتصاد الدول والمجتمع على المدى البعيد، لما تبيّن من أن التوقيت الصيفي له أثر كبير على الطاقة وآثار مالية مهمة.
ماهي وجهة النظر الأصلح برأيك؟ وهل أنت مع التوقيت الصيفي؟ أم مع الوقوف عن العمل به ؟
الجدير بالذكر أن معظم أو جميع البلدان الأووربية والغرب بشكل عام يتبع التوقيت الصيفي، بينما لا نجده مُتّبعاً كلما اتجهنا شرقاً وجنوباً.
المصادر:
هنا
هنا