هل ينذر نيزك تشيليابنسك بكارثة محتلمة حسب نتائج الأبحاث الأولية؟
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
"إذا لم تشأ البشرية أن تنقرض كما انقرضت الديناصورات يجب علينا أن ندرس هذا الحدث بالتفصيل" بهذه الكلمات عبر البروفيسور في قسم علوم الأرض والكواكب في جامعة UC Davis في كاليفورنيا Qing-Zhu Yin عن النيزك الذي انفجر فوق منطقة تشيليابنسك في روسيا في شباط الماضي. ويعد نيزك تشيليابنسك أكبر نيزك يضرب الأرض منذ حادثة تانغوسكا عام 1908 والشكر للتقنيات الحديثة , من كاميرات الفيديو العادية و الى التقنيات المخبرية المتقدمة التي أعطت فرصة غير مسبوقة لدراسة هذا الحدث . وينتمي هذا النيزك الى نوع شائع من النيازك من الفئة الصخرية . فإذا حدثت ضربة نيزكية كارثية مستقبلا , فسوف يكون نيزكاً من هذا النوع. وقد ترأس الفريق "أولغا بوبوفا" من الأكاديمية الروسية للعلوم في موسكو و بيتر جينيسكنز من وكالة ناسا و تضمن الفريق 57 من الباحثون من 9 بلدان.ويقول أحد الباحثين أن هدفهم كان فهم كل الظروف التي أدت الى موجة الصدمة الضارة التي أرسلت أكثر من 1200 شخص إلى المستشفيات في ذلك اليوم. كان الانفجار يعادل حوالي 600 ألف طن من مادة تي ان تي، وبالاعتماد على مشاهد من زوايا متعددة لمقاطع الفيديو المسجلة للكرة النارية , وجد الفريق أن النيزك دخل الغلاف الجوي للأرض بما يقارب سرعة 19 كيلومتر في الثانية. وأظهرت النماذج أن الضربة تسببت بها قطعة صخرية بطول 20 متراً والتي تجزأت بشكل كبير على ارتفاع 30 كم. . بلغ سطوع النيزك ذروته على علو 29,7 كم. ونتيجة لمراقبات قريبة, بدا لفترة وجيزة أكثر إشراقا من الشمس. ويُقدر الفريق أن ثلاثة أرباع كتلة النيزك تقريبا تبخرت في تلك النقطة . وأن معظم الكتلة الباقية تحولت الى غبار ونسبة صغيرة جداً سقطت على الأرض كنيازك . غيمة الغبار كانت حارة جداً و توهجت باللون البرتقالي . أما الموجات الاهتزازية الناتجة من التفجيرات الجوية للنيزك أدت الى تكسير النوافذ وهز المباني وسقوط الناس على الأرض . ووجدت أكبر قطعة من النيزك والتي تزن حوالي 650 كيلوغرام في قاع بحيرة تشيباركول في تشرين الثاني.ومن المحتمل أن تفتت النيزك كان سهل بسبب التشققات الصخرية الناتجة بتاثير ملايين السنين في بنية الكتلة الصخرية . حيث أن هذه التشقات قد أضعفت بنية النيزك الأصلي. و باجراء دراسات وتحاليل على عينات من النيزك في مختبرات جامعة UC Davis تبين أن نيزك تشيليابينسك الصخري تعرض لحدث تصادمي عنيف بعد تشكل النظام الشمسي بـ 115 مليون سنة, أي بعد الزمن المعتاد للنيازك الصخرية مما يدل على تاريخ تصادمات عنيف للنيزك. كما أظهرت الحسابات أن النيزك قادم من مجموعة كويكبات فلورا في حزام الكويكبات, ولكن القطعة التي ضربت منطقة تشيليابينسك على ما يبدو لم تتجزأ في الحزام نفسه وذلك لأن التحاليل أظهرت أن النيزك تعرض للأشعة الكونية لفترة أقصر من النيازك القادمة عادة من حزام الكويكبات. ويعتقد أن نيزك تشيليابينسك ينتمي الى "كومة أنقاض" كويكبية أكبر جراء تفتت كويكب منذ 1.2 مليون سنة نتيجة لتعرضه لجاذبية الأرض في الماضي ربما. أما بقية الأنقاض يمكن أن تكون لا تزال في الأنحاء القريبة من الارض . ويشير البروفيسور Yin أننا بحاجة لتكنولوجيا للكشف المبكر عن هذه الأجسام . ومثال على ذلك تلسكوب المسح الإجمالي الكبير والذي يجري تطويره حالياً من قبل فريق دولي برئاسة أستاذ الفيزياء أنتوني تايسون من جامعة كاليفورنيا في ديفيس . هل من الممكن أن نسمع في الأيام القادمة بنيزك أكبر يضرب مكان أقرب لنا على الأرض؟ حقوق الصورة: Science/AAAS المصدر: هنا