لا جلوس بعد اليوم!
العمارة والتشييد >>>> معارض معمارية
بدأ العمل على فكرة مشروع "نهاية الجلوس" End of Sitting بداية العام الحالي من قبل استديو RAAAF الهولندي والفنانة Barbra Viseer، حيث تمت دعوتهم لصنع نموذج تجريبي في المعرض الفراغي الجديد Looiersgracht 60 في مدينة Amsterdam.
يقول المعماري: إن تطبيق فكرة "نهاية الجلوس" End of Sittingجاء نتيجة التقاطع والتكامل بين الفنون والعمارة والفلسفة والعلوم التجريبية. معظم ما يوجد حولنا في مجتمعنا الحالي مصمَّم ليساعدنا على الجلوس، بينما الأدلة التي تصلنا من الأبحاث الطبية والعلمية تقترح أنَّ الجلوس لفترات طويلة له تأثير سلبي على صحتنا، حيث يزيد من إمكانية الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكري. لذلك تمت ترجمة فكرة التصميم كفراغ يتحول فيه الجلوس لمجرد خيار مطروح الى جانب العديد من الخيارات الأخرى.
يتساءل المعماريان Ronald و Erik Rietveld: لقد تم إعادة تصميم الكراسي والمقاعد ملايين المرات عبر السنين. لكن ماذا لو لم يكن هناك كراسي، هل تستطيع أن تقدِّم للناس وضعيات وقوف مناسبة للعمل؟ لقد قمنا بتطوير تصوُّر لمكان لا تعدُّ فيه الكراسي والمقاعد من المسلَّمات، عوضاً عن ذلك قمنا بالعمل على تصميم يطالب زوَّاره باكتشاف واختبار وضعيات وقوف مختلفة في بيئة عمل تجريبية.
الفراغ مكون من أشكال ثلاثية الأبعاد ذات أوجه متعددة، تتنوع ارتفاعاتها من ارتفاع الخصر حتى الكتفين، فهي عبارة عن تشكيلة من الأسطح المائلة، مطعَّمة بعدد من التجاويف والبروزات القادرة على تحويل أي شكل إلى قطعة أثاث غامضة، ترحِّب بالزائر وتشجِّعه على استكشافها، ليختار الوضعية التي تناسبه وتؤمِّن راحته.
عدد ممن استكشفوا الفراغ ارتكوا بشكل طبيعي على الشكل أو انحنوا بما يسمح لهم بوضع الكومبيوتر أو الجهاز اللوحي، البعض الآخر قاموا بحشر أنفسهم بين الفراغات، بينما فضَّل آخرون ببساطة الاستلقاء على السطح وممارسة عملهم.
يضيف المعماري Rietvelds: لقد كان علينا اكتشاف ما هي وضعيات الوقوف المناسبة لممارسة العمل. و بما أن هذه الفكرة لم يتطرق لها أحد بشكل جدِّي من قبل، قمنا بتجريب وبناء الوضعيات المريحة بأنفسنا. بالإضافة لذلك فنحن لم نكن نريد صنع قطع أثاث، بل عملنا على تصميم بيئة عمل متكاملة.
قام المصممون بتركيب النموذج خلال عشرة أيام، مستخدمين إطارات خشبية مكسوِّة بمكوِّن سرِّي وصفوه بأنه "يماثل قساوة الإسمنت عند تركيبه".
ان نموذج "نهاية الجلوس" End of Sitting يشكِّل نقطة البداية لمرحلة قادمة من التجارب التي ستساعد على اكتشاف المزيد من الاحتمالات التي ستحدث تغييرات ثورية في فراغات العمل وتصميمها. فمشروع من هذا النوع يفتح لنا الباب من جديد لنشكك في كل جوانب وأنماط حياتنا العصرية، ونتساءل هل هذه هي الطريقة الصحيحة أو الوحيدة لعمل الأشياء؟ لا ندري ما يخبئه لنا المستقبل، لكننا نعرف أنه علينا أن نستمر بالنظر بعين التساؤل والشك لكل ما حولنا، حتى لكرسي في زاوية الغرفة.
المصدر:
هنا