ارتفاعُ الضغطِ لدى الشبابِ يؤدي إلى ضعفِ القلب
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
بدأتِ الدراسةُ في عام 1985، وشملَت 5115 رجلاً وامرأةً بعمر 18-30 سنة من كلا العِرقَين الأبيضِ والأسودِ، يقيمون في أربعِ مدنٍ أمريكية. تمت مراقبةُ وقياسُ الضغطِ الشريانيِّ لدى هؤلاءِ الأشخاصِ بفواصلَ مُنتظَمةٍ وحتى عام 2011، حيث أصبحت أعمارُهم بين 43-55 سنة، أي على مدى أكثرَ من 25 سنة، وفي نهاية هذه الفترةِ خضع جميعُ المشاركين لتصويرِ القلبِ بالأمواج فوقِ الصوتيةِ (إيكو القلب) لقياس الوظيفةِ القلبيةِ وتحديدِ المعاييرِ الأخرى التي تشكّل مُؤشِّراً لعمل القلبِ أثناء الانقباضِ والانبساط.
وقد أظهرَتِ الدراسةُ بشكلٍ واضحٍ أنّ وظيفةَ القلبِ قد تراجعتْ لدى هؤلاءِ الأشخاصِ مما كانت عليه عندما كان ضغطُهم الشريانيُّ مرتفِعاً قليلاً ضمن المجالِ الطبيعيِّ؛ الأمرُ الذي قد يؤهّب لحدوث فشلٍ قلبيٍّ ونقصِ ترويةٍ قلبيةٍ في المستقبل.
وقد عزا الباحثون ذلك للتأثيرات التراكميةِ التي أدّت إلى اضطرابِ عملِ البُطَينِ الأيسرِ خلال فترةِ المتابعةِ، وقد شوهد ذلك حتى عندما كانت قيمُ الضغطِ الشريانيِّ لدى بعضِ المشاركين في الدراسة في الحدودِ العليا للمجالِ الطبيعيِّ طوالَ فترةِ الدراسةِ دون أن تكون فوقَ المجالِ الطبيعي.
كما لاحظ الباحثون أن الضغطَ الانقباضيَّ بدأ بالارتفاعِ تدريجياً بعد عمر الـ 35، في حين بدأ ارتفاعُ الضغطِ الانبساطيِّ والضغطِ المتوسطِ عند اقتراب المشاركين من عقدهم الرابعِ "أي في حوالي الثلاثين من العمر".*
إن النقطةَ الرئيسيةَ التي تؤكد عليها الدراسةُ هي أن مقدارَ الارتفاعِ في الضغط لا يشكل العاملَ الوحيدَ المهمَّ في التأثير على القلبِ، وإنما أيضاً للمدةِ الزمنيةِ التي يبقى خلالُها الضغطُ مرتفِعاً دورٌ مهمٌّ، فحتى لو بقي الضغطُ مرتفعاً بشكل بسيطٍ ولكن لمدةٍ طويلةٍ فإن ذلك من شأنه أن يؤديَ إلى تعبِ القلبِ والإصابةِ بأمراضِ الأوعيةِ الدمويةِ على المدى الطويل.
وبذلك فإن السيطرةَ المُبكرةَ على الضغطِ الشريانيِّ قد تعني الكثيرَ لهؤلاءِ الأشخاص، ويتوجب أن يقوم الشبابُ بقياسِ الضغطِ الدمويِّ بمعدلٍ أكبرَ مما هو منتشرٌ بين الناس في الوقتِ الحاليِّ، كما يجب على الأطباءِ ألا يهملوا المرضى من الشباب الذين يعانون من ارتفاعٍ خفيفٍ في الضغطِ أو الذين يقتربُ ضغطُهم من الحدودِ العليا للمجالِ الطبيعي. ولا يعني ذلك بالضرورةِ إعطاءَ العلاجِ الدوائيِّ في جميع الحالاتِ، حيث يُنصَح هؤلاء المرضى بشكلٍ خاصٍّ باتّباعِ التوصياتِ المعروفةِ لتخفيف عواملِ الخطورةِ القلبية الوعائيةِ مثلَ الإقلالِ من الملح، وتناولِ الغذاءِ الصحي، وتخفيفِ الوزنِ، وممارسةِ الرياضةِ بشكل منتظم، والإقلاعِ عن التدخين.
ويخطّط الباحثون في المستقبل لإجراء دراساتٍ جديدةٍ تستمر لمدةٍ أطولَ، بحيث يبدأ إجراءُ الدراسةِ لدى الأطفالِ وتتم متابعتُهم مدى الحياةِ، وذلك لتحديد أولئك الذين سيرتفعُ ضغطُهم الشريانيُّ في سنِّ الشبابِ، وكيف يمكن لذلك أن يؤثرَ على وظيفة القلبِ لديهم.
*للضغطِ نوعان:
ضغطٌ انقباضيٌّ، وهو الصوتُ الأولُ الذي نسمعه في عمليةِ قياسِ الضغط، ويمثل ضغطَ الدمِ في الأوعيةِ الدمويةِ لحظةَ انقباضِ القلب.
ضغطٌ انبساطيٌّ، وهو الصوتُ الأخيرُ الذي نسمعه في عملية قياسِ الضغط، ويمثل ضغطَ الدمِ في الأوعيةِ الدمويةِ لحظةَ انبساطِ "ارتخاء" القلب.
أما الضغطُ المتوسط فيمكن حسابه بالمعادلة التالية:
الضغط المتوسط = [(2×الضغط الانبساطي)+الضغط الانقباضي] ÷ 3
المصادر:
هنا
هنا
هنا
حقوق الصورة محفوظة لمبادرة "الباحثون السوريون"
(تصوير: علي المير ملحم Ali Almir Melhem)