أول مسرع جسيمات في الشرق الأوسط
الفيزياء والفلك >>>> فيزياء
عندما رغبت ألمانيا في تفكيك وايقاف أحد مسرعات الجسيمات لديها عام 1997 خطر للفيزيائي هيرمان وينيك من جامعة ستانفورد فكرة مختلفة تماما. وقد أدت فكرته للتخطيط لبناء منشأة حديثة جدا كمسرع للجسيمات بطاقة تبلغ 2.5 جيغا الكترون فولط ومختبرات للأبحاث يقع مقرها في منطقة علان بالقرب من مدينة البلقاء الاردنية, باستخدام أجزاء من مسرع الجسيمات الألماني المذكور الذي تم التبرع به. حيث سيتم في هذه المختبرات تسريع الالكترونات لسرعات قريبة من سرعة الضوء في مسارات دائرية ضمن ما يسمى السينكروترون. وقد اطلق على المشروع تسمية SESAME.
وبشكل عام فعندما تتحرك الجسيمات المشحونة كالالكترونات أو البروتونات بشكل دائري او بسرعات متغيرة فإنها تصدر اشعة تتعلق طاقتها بطبيعة حركة الجسيم المشحون, كالأشعة السينية (والتي تستخدم بطاقة منخفضة نسبيا في التصوير الشعاعي) بالاضافة للأشعة مافوق البنفسجية وما تحت الحمراء حيث تدعى مجتمعة باشعاع السينكروترون أو اشعاع الفرملة في حال كان الجسيم تعرض لما يسبب تباطئ حركته.
وكما يسمح لنا الضوء المرئي برؤية بعض التفاصيل الدقيقة كالخلايا فإن الأشعة السينية ذات الموجات الأقصر تسمح برؤية تفاصيل صغيرة أكثر كالبروتينات مثلا وفي واقع الأمر ان اكتشاف الشكل الحلزوني المزدوج للـ DNA تم باستخدام الأشعة السينية وبأجهزة أضعف بمليون مرة من SESAME. مما يجعل التطبيقات التنكولوجية للسينكروترون تتراوح مابين الكيمياء والفيزياء وعلم الأحياء وحتى علم الاثار ودراسة المواد. بالأضافة لأحد تطبيقاتها الأساسية كالعلوم البيئية.
فمكافحة التلوث الناجم على سبيل المثال عن تسرب النفط خلال عمليات التنقيب او المواد السامة الناتجة عن ذلك تستلزم دراسة التركيب الكيميائي لهذه المواد ويمكن سبر تركيب جزيئاتها بواسطة الاشعاعات الناتجة عن السينكروترون. مما يضع هذا التطبيق في قلب احتياجات منطقة الشرق الأوسط البيئية.
ولكن الفوائد المرتقبة ليست تطبيقية فقط بقدر ما هي اكاديمية وعلمية واجتماعية فوجود منشأة بهذا الحجم و القدرة في المنطقة سيحد من حاجة الباحثين في هذه المجالات للتواجد في مختبرات خارج الشرق الأوسط لمتابعة ابحاثهم بل على العكس فإن قدوم العديد من الباحثين الدوليين وبخاصة ممن هم أساسا من احد الدول المشاركة في المشروع للمساهمة في الأبحاث والنشاطات العلمية الجارية سيكون ذو تأثير هام على الحركة العلمية ضمن العديد من المجالات.
وبسبب عدم وجود مختبرات مشابهة في المنطقة فإن غالبية الباحثين الذين من المرتقب ان يعملوا ضمن المشروع كانو بحاجة للتدريب و الدراسة ليتكمنوا من تشغيل و متابعة البحث ضمن مشروع SESAME لذلك تم ارسال 18 باحثا من الشرق الأوسط لدراسة تقنيات السينكروترون وذلك بمنح مقدمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمركز الدولي للفيزياء النظرية و جامعات دول الباحثين انفسهم. كما قام وينيك بجمع الدعم المالي اللازم من وزارة الطاقة الأميركية لجلب عشرين باحثا شرق أوسطي لمختبرات السينكروترون الموجودة في الولايات المتحدة لتدريبهم وتعريفهم بالمجالات التطبيقية لاشعاعات السينكروترون.
وقد بدأ بناء المسرع عام 2002 برعاية اليونيسكو. وفي عام 2004 وقعتCERN مع اليونيسكو والأردن اتفاقية تعاون دعما للمشروع وبرامج التطوير. ويضم مجلس المشروع حتى الان باحثين مشاركين من البحرين وقبرص ومصر وفلسطين وايران واسرائيل والأردن وباكستان وتركيا. ويتم ذلك تحت رقابة مجلس من الباحثين المشاركين من فرنسا وألمانيا واليونان وايطاليا واليابان والكويت والبرتغال والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
حقوق الصورة محفوظة ل: R. Sarraf
بعض المصادر:
هنا
هنا
هنا