رُهاب العناكب:Arachnophobia
علم النفس >>>> القاعدة المعرفية
من الممكن عند بعض الأشخاص إثارة رهاب العناكب لمجرّد التفكير بها أو رؤية صورة عنها، المصابون بهذا الرّهاب يعانون من الأعراض الكلاسيكيّة للرّهاب كالذّعر والتّعرق الغزير وتسرع التنفس والنّبض والغثيان والدّوار.
بعض المصابين برهاب العناكب يقومون بالبحث عن العناكب أو آثار شباكها عند دخولهم لأماكن جديدة ليقوموا برصد تحركاتها بدقةٍ شديدة، وآخرون يجبرون أنفسهم على الإبتعاد عن أماكن تواجدها، وعند رؤيتهم لشباكها يقومون بتجاهلها قدر الإمكان تجنباً لرؤيتها.
هناك أسباب تاريخية وثقافية لرهاب العناكب، حيث اعتبرت العناكب قديماً في العصور الغابرة رمزاً لتلوّث الطّعام والماء، ومسبباً للطاعون، بينما المسبب الحقيقي له هو الفئران والبراغيث، وقد تم التّأكد من عدم صحة هذه المعتقدات منذ القرن العاشر الميلادي.
غالباً مايكون الرّهاب ملازماً للمريض منذ الصّغر، ويكون السّبب الأساسيُّ لبدايته حادثةً في الصّغر، ولّدت لديهم نوبة من الذعر الذي تطوّر إلى رهاب، إلّا أن الكثيرين لا يذكرون الحادثة المسببة لهذه الفوبيا لديهم، حيث يتمكن العقل من خلق رهاب استناداً إلى أجزاء من الثانية من الفزع.
علاج رهاب العناكب:
يستخدم العلاج طريقةً تدعى الحساسيّة المفعّلة أي التعرُّض والتفاعل مع المحرّض المسبّب للفوبيا. حيث تبدأ المعاناة بالزوال تدريجياً بمساعدةِ المختصين، ويستطيع المرضى مواجهة مخاوفهم مع الوقت.
بدايةً يقوم المعالج باستحضار صورة للعناكب في مخيّلة الشخص، ومع استمرار العلاج يستطيع المرضى مواجهة عناكب حقيقية، وقد يصل بهم الأمر إلى الإمساك بها دون مواجهة نوبات الذّعر والخوف، ويتحررون تماماً من رهاب العناكب بعد العلاج لبقيّة حياتهم.
تطوّر التكنولوجيا أضاف تسهيلاتٍ لعلاج فوبيا العناكب من خلال محاكاة الواقع (Virtual reality) حيث يستطيع المصابون ارتداء كفوفٍ ونظاراتٍ لأجهزةِ المحاكاة تجعلهم يشعرون تماماً بأنّ ما يواجهونه حقيقي، ويتمكنون من لمسه ومشاهدته وكأنّه موجود أمامهم. بهذه الطّريقة يمكن للمرضى مواجهة مخاوفهم دون خوف أو ذعر، مما اختصر العديد من المراحل الصعبة، وشجّع الكثيرين للخضوع للعلاج.
المصادر:
هنا