لدى الأرض مشكلة!... ليس هناك ما يكفي من الفضلات!
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
يقول الباحث في علم الأحياء في جامعة فيرمونت جو رومان "إن هذه الدورة العالمية التي كُسرت قد تُضعف صحة النظام البيئي، والثروة السمكية والزراعة".
السماد المفقود:
رغم أن شكل الفضلات (الروث) لا يبدو أبداً فاتحاً للشهية، لكنها تعتبر وسيلةً فعالةً جدًا في نشر المواد المغذية. وقد كانت الحيوانات المنقرضة مثل الماموث، الصناجة (حيوان منقرض يشبه الفيل)، والكسلان العملاقة فعالةً جداً في تسميد التربة، واليوم هذه الحيوانات الضخمة انقرضت. ونتيجة لذلك فإن التسميد الناتج عن الفضلات الطبيعية للحيوانات البرية قد انخفض إلى 8% عما كان عليه في نهاية العصر الجليدي الأخير.
ويزداد الوضع سوءًا في المحيطات، حيث أن نقل المغذيات عن طريق الفضلات يقدر حالياً بـ 5% من القيمة التاريخية، فقد خفض الإنسان من خلال الصيد نسبة الحيتان الضخمة إلى 34% مما كانت عليه.(بعض التقديرات تشير إلى أن أعداد الحيتان انخفضت 100 مرة عما كانت عليه قبل بدء صيد الحيتان)
إن فضلات هذه الحيوانات التي تغوص في الأعماق تنشر الفوسفور في جميع أنحاء المحيط، لذلك أدى الانخفاض في أعدادها إلى هبوط معدل نقل المغذيات. فالحيتان على وجه الخصوص تتغذى في أعماق المحيطات، لكنها تفضي حاجتها من الفضلات الغنية بالمغذيات في المياه الضحلة، وهذا يعني أن هذه المُغذيات لا تُفقد على شكل رواسب في أعماق المحيطات. وعموماً وجد الباحثون أن قدرة الحيتان والثدييات البحرية الأخرى في نقل الفوسفور انخفضت بمعدل 77% عما كانت عليه قبل الصيد على نطاق واسع.
هذه الأرقام وخيمةٌ ولا سيما في بعض المناطق، ففي المحيط الأطلسي الشمالي على سبيل المثال قدرة الحيتان الحالية على نقل المغذيات هي 14% من القيمة التاريخية، ووجد الباحثون أنها في شمال المحيط الهادئ 10% وفي المحيط الجنوبي 2%.
وبالمثل فإن انخفاض نقل المواد الغذائية من الحيوانات البرية غير متساوٍ. ففي أفريقيا حيث الحيوانات الضخمة مثل الفيلة التي لاتزال متواجدةً فإن نقل المواد المغذية من السماد هو 46% عما كانت عليه قبل نحو مليون سنة. أما في جميع القارات الأخرى فإن الرقم هو أقل من 5%، وفي أمريكا الجنوبية 1% من طاقتها الأصلية.
من البحر إلى الأرض.
تُعد الفضلات أيضاً وسيلةً فعالةً لنقل المواد الغذائية من البحر إلى الأرض، فالطيور البحرية تصطاد الأسماك من المحيطات ثم تعود لأعشاشها وتُخرج فضلاتها بغزارة (بقع فضلات طيور البطريق مثلاً يمكن مشاهدتها من الفضاء)، وهناك شكل آخر من أشكال نقل المغذيات من البحر إلى البر بوساطة الأسماك الميتة، فالسلمون وغيرها من الأنواع التي تسبح ضد التيار إلى الأنهار لتضع بيضها ومن ثم تموت تُدعى بالأسماك الصاعدة، تُصبح أجسامها المتعفنة جزءًا من النظام البيئي الأرضي.
لكن كلاً من انهيار الثروة السمكية وانخفاض أعداد الطيور البحرية قد عرض خط نقل المغذيات من البحر إلى الأرض إلى الخطر، فانخفضت حركة الفسفور عن طريق فضلات الطيور والأسماك الميتة بما يُقدر بنحو 96%.
أجرى الباحثون هذه التقديرات باستخدام نماذج رياضية مبنية على التقديرات التاريخية، بالإضافة إلى أعداد الأنواع الحالية ونطاقاتها التي تم الحصول عليها من الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
مع ذلك لم يستطع العلماء إثبات أن الفضلات المفقودة قد أدت إلى انخفاض في خصوبة الأرض; ببساطة إن البيانات التي تحدد ذلك غير موجودة هذا ما كتبه الباحثون.
وأضاف العلماء أن الانخفاض في معدلات الخصوبة في بعض المناطق هو أمر مرجح.
يقول كريستوفر دوتي" لم يكن يُعتَقَد سابقاً أن الحيوانات تلعب دوراً مهما في حركة المغذيات" كان ذلك عبارةً عن سوء فهم نتج عن سبب وجيه هو أنه وبحلول الوقت الذي بدأ به البشر دراسة نقل المواد الغذائية، كانت معظم الثدييات الكبيرة التي لعبت دورًا في هذا الأمر قد اختفت.
يقول رومان" في يومٍ ما كان في الأرض حيتاناً أكثر بـ 10 مرات، وأسماكاً صاعدةً (مثل السلمون) أكثر بـ 20 مرة; وضعف عدد الطيور البحرية، وعشر مراتٍ أكثر من الكسلان العملاق والصانجان والماموث".
ووجد الباحثون أن الحيوانات الداجنة كالمواشي محصورةٌ ومركزةٌ ضمن نطاقٍ ضيقٍ لا تستطيع ضمنه أن تلعب هذا الدور في نقل المغذيات.
ويقول رومان "يمكن تطبيق تدابير الحفظ في المكان المناسب لاستعادة نظام النقل هذا". إن قطعاناً أكبر من ثيران البيسون يمكن إعادة إنشائها في السهول الكبرى في الولايات المتحدة على سبيل المثال.
ويقول " يمكننا تخيل العالم مع أعداد حيتانٍ وفيرةٍ نسبياً مرة أخرى"
Image: staticflickr.com
المصدر:
هنا