لغز انتشار السرطان
الطب >>>> السرطان
أحد الألغاز العظيمة لمرض السرطان هو كيف ينتشر وينتقل في الجسم؟ ولكن بعض الباحثين قد يكونون وجدوا حلاً لهذا اللغز.
تحرّى الباحثون عن انتقال خلايا دماغية لمريض عمره 68 سنة مصاب بالسرطان، تم علاجه بزرع نقي عظم مأخوذ من أخيه. هذا النقي هو الذي يولّد خلايا البلاعِم macrophages في الجسم ( نوع من الكريات البيض)، وتكون البلاعم القادمة من نقي المتبرّع مختلفة وراثياً (أو جينياً) عن نقي العظم للمريض الذي نُقل إليه.
تبيّن أنّ النقائل الدماغية (الأورام المنتشرة من موضع آخر إلى الدماغ) تحتوي على مورّثات من المريض و المتبرّع (أخو المريض الذي تبرع له بنقي العظم).
من الواضح –بحسب ما ذكر أحد الباحثين- أنّ هذا الورم هو هجين بين خلايا المريض والمتبرّع، حيث يعدّ هذا أول دليل على اتّحاد أو اندماج خلوي في الورم السرطاني البشري.
قد توجّه تلك النتائج شركات الأدوية نحو أهداف جديدة للأدوية، كمهاجمة الخلايا الهجينة (الخلية الورمية + الخلية البلعمية) لمنع انتشار السرطان.
وكما نعلم تكون الأورام الخبيثة أكثر استجابة للعلاج بنسبة شفاء أكبر، ما لم تنتشر إلى أماكن أخرى في الجسم، ويموت معظم مرضى السرطان في المرحلة التي ينتشر فيها الورم في أنحاء الجسم.
ويقصد بالنقائل السرطانية metastases (أو انتشار الورم) انفصال الخلايا السرطانية من الورم الأصلي وهجرتها نحو الخلايا الأخرى، ثم انتقالها عبر الأوعية الدموية أو اللمفية، مخترقةً النسج، لتنمو بشكل خارج عن السيطرة.
أين تكمن أهمّية الاكتشاف؟ إذا استطعنا إيقاف الانتقالات بملاحقة هذه الهجائن قد نتمكّن من إنقاذ أرواح كثيرة، هذا ما يأمله العلماء.
على الرغم من احتواء السرطان في دماغ مريضنا بالتأكيد على خلايا هجينة، إلا أن هذا المريض لم يكتشف لديه ورم أولي (أصلي) في أي مكان آخر من الجسم. وبالتالي ربّما كان هذا الهجين هو نفسه الورم الأولي الناشىء من اندماج البلاعم مع الخلايا الدماغية.
يُذكر أنّ الباحثين في الدراسة لم يتمكّنوا من الحصول على عيّنات ورميّة من مكان آخر في جسم المريض- عدا الدماغ- لذا لا يمكنهم التحقّق تماماً من صحّة افتراضهم، فربما لم يكن هناك ورم آخر (أولي) قد انتقل ليصل في النهاية إلى الدماغ!
يقترح البعض دور آخر للخلايا الهجينة الورم المنتشر: وهو أنّها قد تعمل على إحداث تبدّلات في الخلايا الورمية تُكسبها القدرة على الهجرة إلى أماكن أخرى من الجسم.
فهل يحلّ اللغز؟ و نسمع عن وجود دواء ناجح للشفاء من هذا المرض الذي حصد، وما زال يحصد، الكثير من الأرواح؟؟!!!
المصدر: هنا
حقوق الصورة لـ Juan Gaertner
هنا