هل تقومين بتناول حبوب منع الحمل بالشكل الصحيح؟
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة
تُعتبر حبوب منع الحمل مسؤولةً عن الوقاية من الكثير من حالات الحمل غير المُخطط لها في كل أنحاء العالم يومياً بل ومَنحت مجلة Forbes الأمريكيّة حبوب منع الحمل جزءاً من الفضل في مساعدة حركة حقوق المرأة للحصول على المساواة، ووفقاً للكليّة الأمريكيّة لأطباء النساء والتوليّد، يكون احتمالُ حدوث الحمل هو 1 من بين 100 امرأة عند استخدام هذه الحبوب بالطريقة المثاليّة، أمّا عند استخدامها بالطريقة المعتادة فيرتفع هذا الرقم إلى 8.
إذاً ما سرُّ إصرار الأطباء على السيدات بتناول الحبة يومياً في نفس الوقت؟
في الحقيقة يتعلّق ذلك بآلية تأثير الحبوب على جسد المرأة. ولنتعرف على آلية عملها.
- كيف تعمل حبوب منع الحمل؟
تبتلع الكثير من النساء هذه الحبة الغامضة يومياً، وهنَّ عالماتٌ بأنَّها ستبقي احتماليّة حدوث الحمل بعيدةً عنهنَّ ولكن من دون فهم ما يحدث بيولوجيّاً.
بدايةً هناك نوعان من حبوب منع الحمل، الحبوبُ الحاوية على البروجيستين فقط والحبوب الحاوية على مزيجٍ دوائيٍّ من البروجستين والإستروجين. حيث تعمل هذه الهرمونات على منع حدوث الحمل بعدّة طرق: أولاً تمنع الإباضة عن طريق خداع الجسم بحيث لا يتمكن من تحديد وقتٍ مناسبٍ لتحرير البويضات، وتقوم هذه الهرمونات نفسها بزيادة ثخانة مخاطيّة عنق الرحم فيصعب بذلك عبور النطاف ودخولها، بالإضافة إلى جعل بطانة الرحم أرق، وبالتالي لن تتمكن البيضة الملقحة من التثبّت على بطانة الرحم (أي التعشيش) في حال حدوث الإلقاح.
- إذاً لماذا يعتبر عامل الوقت جوهرياً؟
تعد حبوب البروجستين - المعروفة بالحبوب الصغيرة - الأقلُ انتشاراً من بين نوعي حبوب الحمل، وهي النوع الوحيد من أدوية تنظيم الحمل التي تُعدُّ حسّاسةً للوقت وهي أقلُّ تأثيراً بشكلٍ طفيفٍ من حبوب المزيج ولكنها بنفس الوقت مرغوبةٌ أكثر من قبل النساء لأنّها أقلُّ قدرةً على التسبّب بتعقيداتٍ صحيّةٍ خطيرةٍ.
وترى منظمة تنظيم الأسرة أنَّ استعمال نوعٍ آخرٍ من موانع الحمل، كالواقيات الذكريّة، هو أمرٌ ضروريٌّ في حال التأخرِ بتناول حبوب البروجستين لحوالي الثلات ساعات، وذلك لأنّ المركب الفعّال (البروجستين) لا يبقى متواجداً في الجسم لفترةٍ طويلةٍ (حوالي الـ 24 ساعة فقط)، وعند التأخر في تناول الحبّة اليوميّة، يحصل جسم المرأة على المُدةِ الكافية من الوقت ليتمكن من العودة إلى نظام الخصوبة وتحرير البويضات، وإذا مارست المرأة الجنس بعد أخذ الحبة المتأخرة، فإنَّها تمتلك فرصةً عاليةً لحدوث الحمل، لذلك حتى ولو تأخرتِ لبضع ساعاتٍ فقط في تناول الحبة، فمن الضروري جداً استخدام وسيلةٍ مُساعِدةٍ لمنع الحمل.
كذلك الأمر بالنسبة للحبوب المحتوية على المزيج الدوائي حيث ينصح الأطباء بتناول الحبة في الوقت نفسه يومياً وذلك لجعل تناولها عادةً وتجنّب مرور يومٍ بدون تناولها، أمّا من ناحيةِ الفعّاليّةِ، فنتيجة لوجود المزيج الثنائي من الهرمونات في هذه الحبوب، تبقى المرأة محميةً حتى لو تأخرت بضع ساعات في تناول المانع.
في بعض الأحيان، قد تتأخر المرأة عن تناول حبوب منع الحمل ليومين متتاليين أو أكثر وفي هذه الحالة تكون معرضةً لحدوث الحمل ويُنصح عندها بأن تبدأ مجدداً في تناول حبوب المنع وفق النظام اليومي واستخدام وسيلةٍ أخرى لمنع الحمل في الأسبوع اللاحق حتى نهاية الدورة. والمقصود بتناول الحبوب وفق النظامي اليومي أي تخطي الحبوب التي تم نسيانها والمتابعةُ بشكلٍ طبيعي.
المصدر:
هنا