متل العادة بمقالاتنا عن الطبيعة منحكي عن شي غريب وغير مألوف مشان نقدّر أكتر هالطبيعة اللي حوالينا.. اليوم رح نحكي عن حشرة أو بالأحرى عن يرقة هالحشرة تحديداً.. بطلتنا اليوم هي يرقة ذبابة الكاديس.

ان ذبابة الكاديس ليست ذبابة حقيقية بل هي أقرب الى الفراشات والعث منها الى الذباب. تعيش ذبابة الكاديس حوالي السنة وتمضي معظم حياتها في مرحلة اليرقة ثم تتحول الى حشرة كاملة في فصل الخريف لغرض التزاوج ووضع البيض.
تعيش يرقة ذبابة الكاديس في المجاري المائية كالبرك والبحيرات تحت سطح الماء حيث تستعمل الحرير الذي تفرزه من غدد خاصة حول فمها في بناء هياكل تحميها وتخفيها عن عيون أعدائها. تنقسم اليرقات بحسب استخدامها للحرير الى نوعين:
النوع الأول يقوم باستخدام الحرير بشكل مباشر في حياكة ما يشبه شبكة العنكبوت تنسجها بين النباتات تحت سطح الماء لتلقط فيها غذائها من الأشنة وبعض الأحياء الدقيقة بالاضافة الى استخدامها كملجأ.
النوع الثاني يقوم باستخدام الحرير بشكل غير مباشر في حياكة ما يشبه المعاطف أو الدروع الاسطوانية الشكل المصنوعة من الحصى أو الاعشاب والتي تلصقها مع بعضها باستخدام الحرير.
يمكن للنوع الثاني أن يستخدم أي نوع من مواد البناء المتوافرة في البيئة المحيطة وبذلك تحقق الحشرة الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة بالاضافة الى حصولها على أفضل شكل من أشكال التمويه المتوافق مع الوسط المحيط.
عندما لاحظ الفنان الفرنسي "هوبرت دوبرا" هذه الموهبة لدى يرقة ذبابة الكاديس قرر أن يوفر لليرقات مواد فنية غالية وينتظر ليرى ماذا ستفعل. وهكذا وضعها "دوبرا" في أحواض مائية تحتوي على حبيبات ناعمة من الذهب بالاضافة الى شذرات من الأحجار الكريمة المتخلفة الألوان والتصاميم.

لن أتحدث أكثر من هذا وسأترك لك التعليق على هذه اليرقات المبدعة!

عن:
هنا
هنا

للاطلاع على المزيد:
هنا
هنا