لا، لا يمكننا التقاط صورة لثقب أسود، لكن يعدنا علماء الفلك بتصوير الفوضى الموجودة على عتبة الثقب الأسود؛ أي المنطقة التي تعرف باسم أفق الحدث، ولالتقاط صورة لهذه المنطقة اضطر علماء الفلك في أبريل (نيسان) عام 2017 إلى ربط عدة تلسكوبات من مناطق مختلفة من أنحاء العالم وتوجيهها مدة خمسة أيام نحو أقرب الثقوب السوداء الضخمة، الذي يعرف باسمSagittarius A، ويقبع في مركز مجرتنا درب التبانة، إضافة إلى ثقب أسود هائل يقع في مركز المجرة القريبة (M87)، وقد نبَّه الباحثون آنذاك إلى أنَّ استخلاص البيانات يتطلّب بعض الوقت.

وأعلن الفريق -منذ ذلك الحين- عدة مرات أنَّ النتائج ستُنشر قريبًا، ليتأجل الأمر بسبب التأخر في معالجة البيانات التي من الممكن أنها تطلبت فترة طويلة، ولكن يبدو أنّ الوقت قد حان، وذلك استنادًا إلى المؤتمر الصحفي القادم -المقرر عقده في 10 أبريل (نيسان)- أننا على وشك رؤية الصورة الأولى لأفق حدث الثقب الأسود.

العمل بروح الفريق الواحد:
إنَّ تلسكوب أفق الحدث (Event Horizon) أو (EHT) هو في الواقع مجموعة تلسكوبات تعمل معًا في عملية تعرف باسم "قياس التداخل" أو "interferometry"، إذ يتيح ذلك للتلسكوبات المتصلة أن تتصرف كما لو كانت تلسكوبًا ضخمًا يرصدُ رقعة كبيرة من السماء.

ويمتلك كل تلسكوب مزايا مختلفة تتكامل مع تلك التي للأخرى، ويزودنا كل تلسكوب برؤية مختلفة للثقب الأسود، فأسهم ذلك الأمر في زيادة دقة الصورة الناتجة، ولكن الطريقة التي جُمِّعَتْ بها كل هذه البيانات معًا معقدة للغاية، إذ إنها فسَّرت الوقت الطويل الذي استغرقه الباحثون لتحليل بيانات عام 2017 إلى صورة قابلة للعرض.

ليس واضحًا بعد صورة أي من الثقبين الأسودَين اللذين استهدفهما التلسكوب (EHT) هي التي ستكون ظاهرة أمام الجمهور، ولكن نأمل بعد هذا الانتظار  ألَّا يتأجل الموضوع مرة أخرى وأنْ تكون الصور مذهلة حقًّا!

المصادر:
هنا
هنا
هنا