فيروس الكورونا (coronavirus) الوباءُ القادمُ من الشرق
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
كما أعلنت اللجنة أنَّ عدد الحالات المُسجلّة عالميّاً بلغ حتى الآن 584 حالةً (575 منها في الصين)، مع تسجيل 17 وفاة.
ورغم أنَّ معظم الإصابات بالفيروس كانت ذات شدة معتدلة؛ إلا أنَّ ربعها (25%) كانت شديدة.
ونبهّت اللجنة في تقريرها أنَّ معظم الوفيات كانت لديهم حالات مرضيَّة مرافقة، مثل ارتفاع الضغط الشرياني والسكري؛ لكن دون نقصٍ في المناعة.
أمَّا بالنسبة للانتقال من الإنسان إلى الإنسان فهو حتى الآن محصور بالصين دون دلائل على حدوثه خارجها، ويحدث خصوصاً لدى أقارب المرضى وموظفي الرعايَّة الصِّحيَّة الذين على تماس مع المصابين.
أخيراً لم تدعُ اللجنة إلى أيّ تشديدات على حركة السفر أو التجارة حالياً، إلا أنَّها أوصت بإجراءِ المسح للمغادرين لمنع تفشي الوباء (1,2).
فيروس الكورونا الجديد- 2019/ (2019-nCoV) هو الاسم الذي أطلقه العلماء على هذا الفيروس الذي ينتمي لعائلةٍ كبيرةٍَ من الفيروسات تسمى (coronaviruses)، وتعني بالعربيَّة الفيروسات التاجية بسبب شكلها الذي يشبه التاج تحت المجهر (3,6)، وتسبب هذه الفيروسات أمراض تنفسيَّة عديدة لدى البشر، مثل المتلازمة التَّنفسيَّة الحادة الشديدة (SARS)، وغيرها من الالتهابات التَّنفسيَّة .
ويمتاز هذا الفيروس بالقدرة على التَّكيف والانتقال بين الأنواع البيولوجيَّة المختلفة (الثدييات والطيور)، مما يمكنه من التحوّل لأصنافٍ جديدةٍ أكثر فعاليَّة، قد تنتقل من الحيوانات للإنسان؛ إذ أكدت الدِّراسات أنَّ معظم -إن لم يكن جميع- أنواع فيروس الكورونا التي تصيب الثدييات ومنها الإنسان قد نشأت وتطوَّرت من الخفافيش (4).
ظهرت أوَّل حالة من فيروس الكورونا الجديد (2019-nCoV) في الصين في آخر يوم من سنة ٢٠١٩، تحديداً في مدينة ووهان في مقاطعة هوبى، وبدأت الانتشار في معظم أنحاء الصين؛ إذ بُلِّغ عن مئات من الحالات خارج هذه المدينة، وقد فرضت السلطات الصينية إجراءات عدة لعزل مدينة ووهان والمدن الأخرى المجاورة، مثل إغلاق وسائل النقل العامة وغيرها.
كما أُكِد عدد من الحالات في بلدان أخرى مثل تايلاند، واليابان، وكوريا الجنوبيَّة، وسنغافورة، والولايات المتحدة الأمريكيَّة، وفييتنام (2, 1).
ولم يتأكد حتى الآن من مصدر العدوى الأوّلي، ولكن العديد من المصابين أبلغوا عن علاقة - بصورةٍ ما- بسوق للمأكولات الحيوانيَّة والبحريَّة في مدينة ووهان الصينيَّة، مما قد يشير لمصدر حيواني للعدوى.
كما ظهرت شكوك عن إمكانيَّة أن يكون مصدره من الأفاعي، وذلك بعد نشر دراسة تقارن بين تسلسل RNA الفيروس في عدة مستودعات حيوانيَّة، وبين تسلسل RNA الفيروس المُحدِث للوباء الذي أعلنته السلطات الصينية؛ إذ حملت الأفاعي الفيروس ذي الصيغة الأقرب (7).
إلا أنَّ عدداً من المرضى الآخرين لم يكن لهم أية علاقة بسوق المأكولات البحرية السالف ذكره، مما قد يشير لانتقالٍ مباشرٍ بين البشر، وهذا يذكرنا بوباء السارس(SARS) وبفيروس كورونا الشرق الأوسط (MERS)، الذي نشأ من الحيوانات ثم انتقل إلى البشر، ثمَّ اكتسب القدرة على الانتقال بين البشر عن طريق رذاذ الجهاز التنفسي (السعال والعطاس) (3,7).
إنَّ الأعراض الموصوفة حتى الآن تشمل أعراض التهاب الرئة الفيروسي، مثل الترفع الحروري، والألم العضلي، والعرواءات، والسعال.
أمَّا بالنسبة للوقاية، فتوصي منظمة الصحة العالميَّة بالآتي:
- تجنب الاحتكاك الوثيق مع الأشخاص الذين يعانون من التهابات الجهاز التنفسي الحادة.
- تكرار غسل اليدين، خصوصاً بعد الاتصال المباشر مع المرضى أو بيئتهم المحيطة.
- تجنب الاتصال غير المحمي مع الحيوانات.
- يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض التهاب الجهاز التنفسي الحاد التقيد بآداب السعال (الحفاظ على مسافة أمان مع الأشخاص، وتغطية الفم والأنف عند السعال، والعطس بالمناديل التي يمكن التَّخلص منها، وغسل اليدين).
- تعزيز ممارسات الوقاية من العدوى ومكافحتها في المستشفيات، وخصوصاً في أقسام الطوارئ.
- لا توصي منظمة الصحة العالميَّة بأي تدابير صحية محددة للمسافرين، وفي حالة ظهور أعراض تشير إلى مرض تنفسي حاد سواءً في أثناء السفر أو بعده، فينصح بزيارة الطبيب على الفور (5).
المصادر:
1- هنا-emergency-committee-regarding-the-outbreak-of-novel-coronavirus-(2019-ncov)
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا;
6- هنا
7-هنا