القراد
الطب >>>> مقالات طبية
هنا
إنَّ الأمراضَ الناتجةَ عن لسعةِ القُرَاد منتشرةٌ في أنحاءِ العالم، وقد تلتصقُ هذه الكائنات المُتطفِّلَة عليكَ إذا مشيتَ في مناطقِ وجودِها، لذلك من المُفيدِ اتِّباعُ النَّصائحِ التالية لتفادي لسعتها:
- لبسُ الثيابِ ذاتِ الألوانِ الفاتحة.
- وضعُ نهايةِ البنطالِ تحتَ الجَورَبَين لتفادي ترك أيَّ منطقةٍ من الجلدِ قد تتعرَّضُ للسعة القُرَاد مكشوفةً.
- تفادي مناطقَ انتشارِ القُرَاد قدرَ الإمكان.
- التفقدُ اليوميُّ لجسمِكَ وأجسامِ أفرادِ العائلةِ وحيوانِك الأليفِ للكشف عن وجودِ أيِّ قُرَاد.
- استعمالُ مستحضراتِ طارداتِ الكائنات المفصلية كالبيرمثرين.
في حينِ أنَّ معظمَ لسعات القُرَادِ غيرَ مؤذيةٍ ولا تتطلّبُ علاجاً، فإنَّ بعضَها (كقُرَاد الخشبِ وقُرَادِ الغَزالِ الذي قد يَبلُغُ من الصّغرِ حجمَ رأسِ قلمِ الرّصاصِ وهو بذلك صغيرٌ للغاية مقارنةً بأنواعٍ أخرى من القُرَاد التي تكون كبيرةً ويَسهُلُ تمييزُها) قدْ يحملُ بكتريا قد تسبّبُ حُمَّى الجِبالِ الصَّخْرِيَّةِ المُبَقَّعَة وداءَ لايم كما أسلفنا سابقاً..
ما الأعراضُ المرافقةُ للسعة القُرَاد؟
من الممكنِ أنْ يظهرَ طفحٌ مرافقٌ للسعة، لكنَّ ذلك ليسَ قاعدةً! ففي 10% من الحالاتِ قد لا تُرافَقُ العضةُ بأيّ طفحٍ، ما يؤدّي إلى تأخيرِ تشخيصِ المرض، وربما ينتهي بكارثةٍ كتلك التي حدثتْ لامرأةٍ في أوكلاهوما بعد إصابتِها بحُمَّى الجِبالِ الصَّخْرِيَّةِ المُبَقَّعَةِ بسبَّب لسعةِ قُرَادٍ أدّتْ في النهاية إلى بترِ أطرافِها الأربعةِ.
تفاصيلُ القصةِ تبعاً لـ CNN أنَّ هذه المرأةَ واسمها جو رودجرز البالغةَ من العمرِ 40 سنةً تعرَّضت للسعة قُرَادٍ أثناءَ رحلتِها في بحيرةِ غراند في أوكلاهوما، وبعد أربعةِ أيامٍ من الرحلةِ، عانَت من أعراضٍ شبيهةٍ بأعراضِ الزُّكام، ونُقِلَت بعد يومٍ من ذلك إلى المشفى، حيثُ أجرى الأطبَّاءُ الفحوصَ المُناسِبةَ لكشفِ ما إذا كانت مصابةً بفيروسِ غربِ النيل أو التهابِ السحايا أو عدوى أخرى قبلَ أنْ يتوصَّلوا إلى تشخيصِها بحُمَّى الجِبالِ الصَّخْرِيَّةِ المُبَقَّعَة التي تسبِّبُها بكتريا الرِّيكتسيا ويَنقُلها القُرَاد، وبعد ذلك تحوَّلَت يدا ورجلا رودجرز إلى اللون الأزرق والأسود ما اضطُّرَ الأطباءَ إلى بترِ ذراعيها وساقيها.
وتعليقاً على هذه الحالةِ يقولُ الطبيبُ Amesh Adalja المُتخصِّصِ في الأمراضِ المعدية: "على الرَّغم من نَدرةِ بترِ الأطرافِ في حالةٍ كهذه، إلَّا أنَّه يصبحُ ضرورياً إذا لم يُعالجِ المريضُ باكراً، إذ يعملُ المضادُّ الحيويُّ بالشَّكل الأمثل عندما يُستخدم قبلَ اليومِ الخامسِ من حدوثِ المرض، ولأنَّ هذا الشرطَ لم يتحقَّق في حالةِ رودجرز، كانتْ نتيجةُ الإصابةِ خطيرةً وأدَّت إلى البتر. مع العلمِ أنَّ نسبةَ الوَفيَاتِ النَّاتجةِ عن حالةٍ كهذه (دون علاجٍ) تقاربُ الـ 75% وفقَ إحصائيَّاتِ عيادةِ كلينك، ولكنَّ العلاجَ المبكِّرَ يُشفي دونَ الحاجةِ للمشفى.
ما الذي سبَّبَ بترَ الأطراف؟
في حالةِ كحالةِ رودجرز تصِلُ العدوى إلى الخلايا التي تحدُّ بطانةَ الأوعيةِ الدموية، فتؤذيها مسبِّبةً نقصاً في تدفُّقِ الدَّم ما يؤدي إلى انخفاضِ الضَّغط الذي يؤدي بدوره إلى حدوثِ صدمةٍ تأقِيَّةٍ - يكونُ ضغطُ الدَّمِ منخفضاً لدرجةٍ مُهدّدَةٍ للحياة- فيحاولُ الجسمُ المُعاوضةَ فيحوِّلُ الدَّمَ إلى الأعضاءِ الحياتيةِ الهامَّة ويقلّلُ تدفَّقَ الدَّمِ للأطرافِ البعيدة فتبدأ أنسجتُها بالتموُّت، وهذا هو السَّببُ الفعليُّ الذي سبَّبَ البتر. كما أنَّ ردَّ الفعلِ المناعي تُجاه البكتريا يسبِّبُ أضراراً أخرى للجسم أيضاً.
الأعراضُ والعلاماتُ المُرتبطةِ بلسعة القُرَاد:
- ارتفاعٌ محمَّرٌ يظهرُ على البشرة، محاطٌ بطفحٍ أحمرَ يظهرُ على شكلِ الهدف وذلك في داء لايم. (الصورة1)
- نقطٌ حمراءُ منتشرةٌ على البشرةِ في مناطقِ المعصمِ والكاحلِ كما في حُمَّى الجِبالِ الصَّخْرِيَّةِ المُبَقَّعَة. (الصورة2)
- أعراضٌ مشابهةٌ لأعراضِ الزُّكامِ كارتفاعٍ في درجةِ الحرارة وصداعٍ وتعبٍ عام وتقيؤ وآلامٍ في العضلاتِ والمفاصلِ.
Image: fre
إذا كانت القُرَادةُ ما تزالُ مُلتصقةً على البشرة، اتَّبع التعليماتِ التاليةَ:
١- استعملْ ملقطاً لالتقاطها بإحكامٍ من فمِها أو رأسِها وذلك بالقربِ من الجلد.
٢- اسحبْها على نحوٍ تدريجي وبإحكامٍ إلى أن تنفصلَ عن الجلد، ولا تثنِها أو تحرِّكْها عند التقاطِها. أمّا إذا بقي جزءٌ منها داخلَ الجلد، فلا تقلق، فستخرجُ تلقائياً عاجلاً أم آجلاً.
٣- إذا أردتَ معرفةَ نوعها لاحقاً، ضعِ القُرَادةَ في كيسٍ بلاستيكي أو وعاءٍ بعدَ التقاطها.
٤- استخدم الماءَ والصابونَ لغسلِ يديكَ ومنطقة الجلد التي تعرَّضت للسعة.
٥- امسح المنطقة بالكحول الطبي.
لا تستعمل مشتقاتِ النفطِ أو عودَ الثقابِ لقتل القُرَاد، فهذه الطُّرق لا تخرِج القُرَادَ من الجلد، بل على العكسِ تماماً قد تسبِّبُ دخولَ القُرَادِ داخل الجلد على نحوٍ أعمقَ وإفرازَ اللُّعاب الذي يزيدُ بدوره احتمالَ انتقالِ المرض.
اطلب العنايةَ الطبيةَ في حال:
• بقاءِ القُرَادُ ملتصقاً على الجلدِ لأكثرَ من ٢٤ ساعة.
• بقاءِ جزءٍ من القُرَادِ ملتصقاً على الجلد بعد محاولةِ إزالته.
• ظهورِ أيِّ نوعٍ من الطَّفح (خاصة إذا كان بشكل هدف أو نقطٍ حمراءَ منتشرةٍ على المعصم أو الكاحل)
• ظهورِ أيِّ علامةٍ من علامات الإنتان في مكانِ اللسعة (كارتفاع حرارةِ المكان والورمِ والألمِ وخروجِ القيح)
• ظهورِ أعراضٍ كالحمى والصداعِ والتّعبِ العام وتيبُّسِ الرَّقبةِ أو الظهر وتطوّر ألمٍ في العضلاتِ أو المفاصل.
في النهايةِ، نقدِّمُ النصائحَ التالية للوقاية من لسع القُرَاد:
• عندَ خروجَك إلى العراء، تفقَّد مناطقَ الجلدِ المكشوفةِ والشعرَ خصوصاً ومنطقةَ خلفِ الأذن وحولَ الرقبة ومنطقةَ الإبط.
• عند الخروج إلى الغابة أو الأحراج، يجبُ ارتداءُ الثيابِ ذاتِ الأكمامِ الطويلة، ووضعُ نهايتي البنطال تحت الجورَبّين.
• استعمل المستحضراتِ المتخصصةَ لمكافحةِ هذه الكائنات.
المصادر:
هنا
هنا
هنا