الهِند تُطلق مركبةً فضائيّةً مُصغّرة
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
لم يُطلق بعد أي أسم على هذه المركبة الفضائيّة التي يمكن إعادةُ توظيفها في عدّة رحلات. يَبلغُ طولها 7 أمتار ووَزنُها طِنٌ ونِصف. وقد تمّ إطلاقها السّاعة السّابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي للهند من القاعدة الفضائيّة "ساتيش دهوان" في ولاية "شيركاهوتا"، حيثُ وُضِعت المَركَبةُ على قمّة صاروخ دفعٍ بالوقود الصّلب من نوع HS9.
قام هذا الصّاروخ برفع المركبة إلى إرتفاع 56 كيلو متر، ثُمّ إنفصلت عنّه ودفَعت نفسها اعتماداً على قوةِ الدفع الذاتيّة إلى ارتفاعٍ يبلُغُ 65 كيلومتر، و من ثُم أخذت بِالهبوط و حَطَت في خليجِ البنغال كما كان مُخططًا لها. الهدف الرئيسي من هذه الرِّحلة هو تَحديدُ مدى قُدرةِ أنظِمَةِ المَركَبة على تحمُّل ظُروفِ العَودَةِ إلى الغِلافِ الجّوي، عِندَما تَدخُلُهُ المركَبةُ بِسُرعَةِ 6000 كيلومترٍ في الساعة.
تمّ تَوجيهُ المركبة بِنجاحٍ اعتمادًا على نِظامِ تَوجيهٍ آلي، ونَجحت أنظمتُها في الصّمود عِندَ عَودَتها إلى الغِلافِ الجوّي، حيثُ طارَت لِمُدةِ عَشرِ دَقائِق قَبلَ أَن تَهبِطَ في البَحرِ عَلى بُعد 450 كم مِن منصَّةِ الإطلاق.
تُعتَبَرُ عَمليّةُ الإطلاقِ هذهِ بدايّة مرحلةٍ جديدةٍ لبَرنامَجِ الهند الفضائي، بعد نجاحها سابقاً في إرسالِ مَكُوكٍ حَولَ المرّيخ عام 2013. أثبتَت هذهِ المَركبةُ نجاحًا باهِرًا على مُستوى كُلٍ من أنظِمَةِ التّوجيه وأنظِمةِ إعادةِ الدّخول والحِمايّةِ الحراريّة القابلة لإعادةِ الاستخدام. نَجَحَت كلُّ هذهِ الأنظمَةِ في هذا الإختبار الحَاسِم وثَبُتَ أنّهُ من المُمكن توسيعُ نِطاقِ عمَلِها لِتشمَلَ مَركباتٍ فضائيّةٍ بالحجمِ الكامل.
تُقدّرُ كُلفَةُ تطويرِ وبناءِ هذهِ المركبة بِنحوِ 14 مليونَ دولارًا. و تَطمحُ وكالةُ الفضاء الهنديّة خِلالَ العَشرِ سَنوات القادِمة إلى أَن تَمتَلِكَ مركبةً كبيرةً قابِلةً للاستخدامِ المُتكرر، يَصِلُ حَجمُها إلى سِتةِ أضعافِ حَجمِ المَركبةِ المُصغّرة التي تمّت تجرُبتها مؤخراً. و يَنصبُ اهتمامُ وكالة الفضاءِ الهنديّة نحو مُهمّات الفضاء مُنخفِضةِ التكاليف، إذ أنَ مُهمَتها التي تَوجَهت إلى المَريخ لَم تُكلّف سِوى 73 مليونِ دولار. وهذا مبلغٌ قليلٌ جداً مُقارنةً بالبَرامِجِ السّابقة المُشابهة التي استَهدفت الكوكب الأحمر.
النّجاحُ الذي حَققتهُ وِكالةُ الفَضاءِ الهِنديّة قَد يَكونُ عامِلَ جذبٍ كبير للعَديدِ مِنَ الدّول الأُخرى الّتي تَرغَبُ بإجراءِ عملياتِ إطلاقٍ مُنخفضة التّكاليف للأقمار الصّناعيّة. هُناك العًديدُ مِن الشّركات المُختصة في مَجالِ الرِحلاتِ الفَضائيّة المُنخَفِضةِ التكاليف في العالم، مِثلَ شَركةِ SpaceX و شركة Blue Origin الأمريكيتين الخاصّتين. حيثُ تقومُ هاتينِ الشّركتين بإجراءِ التّجارُب على العديد من التِقنياتِ الجديدة. وكذلك هو الحال مَع وكالة الفضاء الأوروبيّة.
من يعلم؟ رُبّما تُصبٍحُ الرَحلاتُ الفضائيّة رَخيصةً جداً في المستقبل. وَ قد تقضي إجازتكَ يوماً ما في مُنتجعٍ على سطحِ المريخ مثلاً !
Image: boolmberg.com
المصدر: هنا