التربة الذكية مناخياً ... هل ستصلح الخلل المتصاعد في موازنة الكربون العالمية؟
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
قبل أن نبدأ، من الضروري إدراك بعض الحقائق:
يحتوي الغلاف الجوي للأرض حاليا على 830 بيتا جرام (أي تريليون كيلوجرام) من غاز الكربون ويزيد بمعدل 10 بيتا جرام سنوياً بسبب النفايات الزراعية والصناعية واحتراق الوقود الأحفوري. تحتفظ التربة بما يقارب 4800 بيتا جرام من الكربون على عمق مترين وهو ما يقارب كمية الكربون الموجود في الجو حالياً بحوالي 6 مرات، ومع كل ذلك، يمكن للتربة أن تتحمل المزيد. احتفاظ التربة بهذا القدر وقدرتها على استيعاب المزيد يؤكد بأنها جزء لا يتجزأ من وظيفة كل النظم البيئية الأرضية ناهيك عن دورها في إنتاج الغذاء والكساء.
دور الزراعة:
الزراعة، هي النشاط الأهم الذي يربط الإنسان بتربة كوكبته، وتعد المسبب الأول لغازات الدفيئة (أو الغازات المسؤولة عن ظاهرة البيت الزجاجي أو الاحتباس الحراري) وتحديداً الثلاثة الأكثر خطورة منهم؛ ثاني أكسيد الكربون (CO2)، الميثان (CH4)، وأكسيد النيتروز (N2O). تساهم الحراثة في تسهيل فقدان التربة لكربونها باتجاه الجو كما تطلق محطات تربية الماشية الكثير من الميثان؛ لذلك كان أي حل لمشكلة الانبعاثات ملزماً لمراعاة دور الزراعة وأثرها في التربة.
ما هي التربة الذكية مناخياً إذاً؟
يمكننا تقليل الكربون في الجو باستخدام التربة ونملك التقنيات اللازمة لاستخدام التربة في تقليل انبعاث غازات المسببة للاحتباس الحراري عن طريق احتجاز غاز الكربون واستخدام عمليات زراعية تساعد على ثبات دورة النيتروجين بالتربة؛ الأمر الذي يمكنه أن يحسن خصوبة التربة ويزيد إنتاج المحاصيل كما يقلل التآكل وتلوث المياه.
كيف نجعل من التربة ذكية؟
بشكلٍ أساسي عن طريق إجراء الأبحاث الهادفة لتحسين النماذج التنبؤية، وتوسيع نطاق شبكات الرصد للتحقق من صحة هذه النماذج. تجمع هذه النماذج البيانات القادمة من أنواع استخدام الأراضي، والعوامل البيئية وما يرتبط بذلك من انبعاثات ليصار إلى تقليل أثرها. وعلى الصعيد العملي فإن الإجراءات تشمل خفض الانبعاثات بتقليل الحراثة، تحسين إدارة المراعي، تناوب المحاصيل والإدارة المثلى للعناصر المغذية في التربة، استخدام المحاصيل المغطية للتربة cover crops وتوفير الغطاء النباتي الدائم في الحقول غير النشطة.
إن التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال إدارة التربة على مستوى العالم يتطلب المضي قدماً في مسارات ثقافية وسياسية واجتماعية واقتصادية للتفاهم، مع مراعاة أن يعطى مستخدمو الأراضي الأهمية الأكبر من خلال إشراكهم وتوعيتهم على سبيل تأسيس نموذج جديد لإدارة التربة الذكية مناخياً.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا