بريطانيا بعد Brexit .. كيف تأثر الاقتصاد البريطاني والعالمي بعد قرار الخروج من الاتحاد؟
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> اقتصاد
كيف يبرر كل من الداعمين والمعارضين لخروج بريطانيا وجهات نظرهم؟
يرى الدّاعمون بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيعطي الحكومة قدرةً أكبر على التّحكم بملف الهجرة الشّرعية وغير الشّرعية، إذ يشير مختصون إلى أن 53% من الزّيادة السكّانية بين عامي 1994-2014 تعزى إلى تدفّق المهاجرين، وبالتالي تخفيف الضّغط عن قضايا الإسكان والخدمات العامة، بالإضافة إلى إتاحة مجال أكبر للوظائف بالنسبة للبريطانيين. وأيضاً يرى هذا الفريق أن خروج بريطانيا يُمكّنها من تأسيس التّجارة الحرّة الخاصة بها وتحريرها من البيروقراطية المرتبطة بقوانين الاتحاد، وأخيرًا، فإن خروج بريطانيا من الممكن أن يوفر ملايين الجّنيهات التي تنفق ضمن عضوية الاتّحاد الأوروبي.
على الطرف الآخر، يشير المعارضون إلى أنّ خروج بريطانيا سيخلق الحدود بينها وبين أوروبا التي تعتبر أكبر سوق تجاري في العالم، الأمر الذي ينطوي على خسارة فرص تجارية كبيرة قد تؤثّر على حياة الرّخاء التي يعيشها البريطانيون. بالإضافة إلى خسارة عدد كبير من الاستثمارات نتيجة القيود على التنقّل والتّجارة الحرّة. أيضاً خسارة العمالة التّقنية االقادمة من أوروبا والتي سيكون لها تأثير على الشركات الناشئة "Startups" بشكلٍ خاص، إذ أنّ أكثر من ربع العمالة التّقنية التي تعمل في تلك الشّركات هي من المهاجرين. وأخيراً فيما يتعلّق بالبحث العلمي، فستخسر بريطانيا والتي تمتلك الحصة الأكبر من التّمويل المخصّص لها من الاتّحاد الأوروبي والذي يقدّر ب 15.4% من إجمالي الانفاق المخصص للبحث العلمي.
كيف تأثر الاقتصاد البريطاني بعد Brexit؟
الجنيه الاسترليني: هبطت قيمة الجنيه الاسترليني بمجرّد صدور نتائج التّصويت بما يقارب 10%، الأمر الذي دفع بأسواق الأسهم إلى الهبوط أيضاً مدفوعاً بتأثير الدومينو الذي وصل إلى أسواق آسيا. اليوم يتم تدوال الجنيه بقيمة تقارب 1.36 مقابل الدولار بعد أن كانت تلك القيمة حول 1.5 قبل التّصويت. الجدير بالذكر أن هذا الانخفاض لم يحدث منذ ثلاثة عقود منذ ازمة عام 1987. وفي افتتاح سوق اليوم الاثنين عاد الجّنيه للهبوط لمستوى جديد وصل ل 1.32 مقابل الدولار، وهو أدنى سعر منذ سنة 1985.
بورصة لندن: تكبّد مؤشّر سوق لندن خسائر كبيرة في افتتاح الأسواق في اليوم الذي تلا التصويت، إذا انخفض مؤشّر فوتسي والذي يضمّ أكبر 100 شركة بريطانية في بورصة لندن بمقدار 8.67% في الدقائق الأولى وهو الهبوط الأكبر منذ الأزمة العالميّة التي حصلت عام 2008. إلا أن المؤشّر عاد للتحسّن بعد وعود البنك المركزي البريطاني بدعم الأسواق ليستقر الانخفاض عند مستوى 3.15%. وحتّى صبيحة اليوم الاثنين، استمر مؤشّر فوتسي 100 بالانخفاض بنسبة ضئيلة، بينما هبط مؤشّر فوتسي 250 (والذي يضم مجموعة الشركات الافضل بعد فوتسي 100) بمعدل يقارب 2%. وعن أسهم البنوك ترواح الهبوط بنسب بين 4.4 – 7%.
التضخّم: انخفاض قيمة الجنيه ستؤدي إلى التضخّم بشكل طبيعي، إذ أن قيمة المستوردات من الألبسة والأغذية ستكون أكبر نتيجة انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني. ومن المتوقع أن تصل إلى 2% وبشكل متزايد وسيظهر أثر ذلك في الأشهر القادمة.
معدّلات الفائدة: هبوط قيمة الجنيه الاسترليني والمخاوف من ارتفاع الأسعار قد تدفع بالبنك البريطاني إلى رفع معدلات الفائدة بهدف امتصاص أثر التّضخم من خلال جعل الجنيه الاسترليني أكثر جاذبية للمستثمرين بهدف رفع قيمته.
التّجارة: خروج بريطانيا من الاتّحاد سيتبعه مُفاوضات جديدة حول قوانين التّجارة المستقبلية مع الاتّحاد الأوروبي. لن يوجد منطقة تجارة حرة كما سبق وبالتالي ستتخوف الشّركات من تعريف ورسوم جمركية جديدة الأمر الذي يجعلها أقل اهتماماً بالبيع أو الشراء من بريطانيا.
السياحة الخارجية: أيضاً كنتيجة لانخفاض قيمة الجنيه الاسترليني سيكون قضاء عطلة خارج بريطانيا ذو كلفة أعلى، إذ أن الجنيه الاسترليني سيكون ذو قيمة أقل في الخارج. لكن في المقابل، هذه الفترة تعد من أفضل الفترات لقضاء عطلة في بريطانيا كما يشير أحد المحللين، إذ أن انخفاض قيمة الاسترليني ستترافق بانخفاض 10-15% على أسعار المطاعم والفنادق بالنسبة للزائرين من الخارج الذين سيحصلون على جنيهات أكثر عند تصريف عملاتهم.
كيف تأثر الاقتصاد العالمي بعد Brexit؟
خسرت أسواق الأسهم العالمية ما قيمته 2$ تريلون دولار يوم الجمعة بعد أن صوتت بريطانيا لمغادرة الاتحاد الأوروبي، في وقت تراجع الجنيه الإسترليني ليسجل في ذلك اليوم أدنى مستوى له من 31 عاماً مما أدى إلى اتّجاه الأموال للسّندات الحكوميّة والذهب.
وجهت ضربة إلى ثقة المستثمر وأثار التصويت حالة من عدم اليقين، الأمر الذي يمكن أن يَحول من رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كما كان مقرراً هذا العام، بل وقد يُطلق شرارة جولة جديدة لتخفيف سياسة الطوارئ للبنوك المركزيّة الكبيرة.
وقد أعمت هذه الخُطوة المستثمرين الذين توقعوا أن تصوت بريطانيا للبقاء في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أثار إعادة تسعير حادّة في جميع فئات الأصول. تبعها تحمّل أسواق الأسهم الأوروبية عبء وطأة البيع وسط مخاوف المستثمرين من عدم الاستقرار الناتج عن التصويت،
مما أحدث تحوّلاً سريعاً في توجّه المستثمرين للبحث عن الخيارات الآمنة من الدّين الحكومي عالي التّصنيف، الين الياباني إلى الذهب. حيث قفز الذهب إلى ما يقارب 4%، وانخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية فئة العشر سنوات ليصل إلى 1.46%، التي شوهدت آخر مرة في 2012.وحتّى صبيحة اليوم شهدت أسعار الذّهب زيادة جديدة 1.5% حيث يعتبر الذهب الملجئ الآمن للمستثمرين عند هبوط الأسعار.
من ناحية أُخرى، هبطت أسعار النفط نحو 5% وسط مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي الذي يمكن أن يقلّل الطّلب. وانخفض الخام الأمريكي 2.65 دولار إلى 47.46 دولارا للبرميل، بينما نزل خام القياس العالمي مزيج برنت 4.9% إلى 48.21 دولارا للبرميل.
المصادر
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا