حقائق وأساطير عن مرض الفصام
علم النفس >>>> القاعدة المعرفية
في الأفلام القديمة، وإلى الآن في بلدان كبلدنا، يُرمى مرضى الفصام في ملاجىء تُسمى مستشفيات (مستشفى ابن سينا وابن خلدون)، ويمضون بقية عمرهم في عزلة، وربما في العديد من الأوجه، ما زلنا نرى بأن حدوث اضطراب كالفصام، يُشبه تلقي الحكم بالسجن مدى الحياة. ولذلك مازال الكثير من الناس يعتقدون بأن مرضى الفصام لا يُعالَجون وأن هذه الملاجىء هي الحل الوحيد "لهم" بالأحرى لنا.
ورغم أن الفصام ليس كالتهاب اللوزتين من ناحية العلاج، فإنه يُمكن معالجته بنجاح، فالأدوية وإعادة التأهيل والعلاجات النفسية والاجتماعية، والأهم علاج المريض ضمن بيئته، يُمكن أن تُساعد المرضى على أن يعيشوا حياتهم بشكل مستقل ومُنتج وفي الواقع، بالعلاج المناسب، يُمكن لمعظم مرضى الفصام أن يعيشوا حياتهم كأي شخص عادي.
الأسطورة الثانية: الفصام يتضمن فقط الأوهام والهلوسات السمعية أو البصرية
يعتقد الكثير من الناس مُخطئين بأن مرضى الفصام يُعانون فقط من الأوهام والهلوسات، وهذا الأمر ليس مستغرباً، ذلك أن الأعراض الذُهانية (الأوهام والهلوسات) غير اعتيادية وغالبا مخيفة للناس، وبالتالي فإن الثقافة الشعبية تُركِز عليها أكثر من أعراض الفصام الأُخرى. فمرض الفصام هو مرض دماغي يُصيب وظائف الدماغ المختلفة، حيث يفقد المريض القدرة على التفكير بوضوح أو اتخاذ القرارات المناسبة أو التحكم بعواطفه والتواصل مع الآخرين، كما يؤدي هذا الخلل الدماغي إلى اقتناعه بأفكار غير صحيحة (اعتقادات خاطئة أو ضلالات) كأن يعتقد المريض أن هنالك من يلاحقه أو أن أحدهم ينظر إليه أو يتآمر عليه.
الأسطورة الثالثة: مرضى الفصام هم أشخاص خطيرين وعنيفين
غالبا ما يُصوَر مرضى الفصام في الروايات و الميديا على حد سواء، كساديين و عنيفين وذوي سلوك غير متوقع. ورغم أن بعض المرضى قد يرتكبون جرائم، فإن الأغلبية العظمى منهم غير عنيفين.
ولسوء الحظ، فإن فكرة أن كل مرضى الفصام خطيرون، تُساهم إلى حد بعيد في انتشار الوصمة التي تحيط بهم، الحقيقة أن أغلب مرضى الفصام هم ضحايا للعنف وليس سببا له، ولكن يظل هذا العمل يخص فئة محددة من مرضى الفصام ممن يتناولون المشروبات الكحولية أو لا يتلقون العلاج المناسب، هؤلاء فقط هم أكثر عرضة لارتكاب أعمال تتسم بالعنف. فيُفضل مرضى الفصام عادةً الابتعاد عن الآخرين ويميلون للبقاء لوحدهم.
الأسطورة الرابعة: إن المصاب بالفصام يُدرك بأنه شخص مريض
الحقيقة أن تشخيص إصابة المريض بمرض الفصام قد يستغرق أشهراً وأحياناً سنوات، قد يُعاني هذا الشخص بشكل كبير حتى يتلقى التشخيص المناسب وبالتالي العلاج المناسب، ويحدُث ذلك أحيانا كون المريض غير مُدرك لحقيقة وضعه والخطب الذي يُعانيه، فمُعظم مرضى الفصام يعتقدون بأنهم أشخاص أصحاء ولا يحتاجون لعلاج (فهم يجهلون ما يحدث).
الأسطورة الخامسة: لدى مريض الفصام شخصيات متعددة ومُتشعبة
وهي من أكثر الأساطير شيوعا. يتضمن الفصام مجموعة واسعة من الأعراض، ولكن بالتأكيد ليس من بينها تعدد الشخصيات. ولعل السبب في انتشار هذا الخطأ الشائع هو التسمية: الفصام المترجمة عن اليونانية (schizo ) والتي تعني انقسام، لكنها تعني أن هناك فجوة ( أو انقسام) في قدرة المريض على التفكير و التعبير الانفعالي. أما تعدد الشخصيات (وهي حالة شديدة الندرة) فيعاني منها من لديه اضطراب الهوية الانفصالية ( التفارقية).
الأسطورة السادسة: الفصام هو نتاج التربية السيئة أو نتيجة ضعف الشخصية
الفصام هو مرض أكثر تعقيداً وهو ليس نتاج التربية السيئة أو نتيجة ضعف الشخصية، بل يرتكز على أسس وأسباب بيولوجيّة غير محددة بدقة، فقد تكون العوامل البيئية سبباً من الأسباب ولكنها ليست عاملاً أساسياً.
الأسطورة السابعة: يتوجب تناول الكثير من الأدوية لعلاج هذا المرض.
أثبتت الأبحاث أن مرضى الفصام يُمكنهم أن ينعموا بحياة طبيعية فيما إذا خضعوا لعلاج متكامل يشمل مضادات الذهان بالإضافة للعلاجات النفسية والاجتماعية، وتشمل العلاجات النفسية والاجتماعية:العلاج العائلي والمعالجة الإلزامية المجتمعية والتوظيف المدعوم والعلاج المعرفي. الفصام لا يُشفى لوحده، بل إنَ التشخيص المُبكر للإصابة به والمُعالجة السريعة عاملان مُهمان جداً ويُؤثران على الشفاء منه، فالمشاكل الشديدة في العمل أو المدرسة، سماع ورؤية أشياء لا يراها أو يسمعها الآخرون، الاعتقاد بأمور خاطئة، الانعزال عن المجتمع والتكلم بطريقة مشوشة ومضطربة أو الشعور بالارتياب تُشكل جميعها إشارات وعوارض الفصام، فإذا عرِفت أحداً يُعاني من هذه الأعراض، فمن فضلك شجعه للحصول على مُساعدة مُختصة في أسرع وقت ممكن...
حقائق أُخرى عن الفصام:
-العمر الوسطي للإصابة بالفصام: عند الذكور من أواخر سنوات المُراهقة إلى بداية العشرينات، وعند الإناث من مُنتصف العشرينات إلى بداية الثلاثينات.
- يعيش نحو ١٪ من الناس حياتهم مع الفصام في كل المجتمعات
-أي شخص هو عرضة للإصابة بالفصام بغض النظر عن ثقافته أو عرقه أو وضعه الاقتصادي أو جنسه.
- تلعب الوراثة والبيئة دوراً في تطور حالة الفصام عند الشخص.
- 50% من مرضى الفصام يُسيؤون استخدام العقاقير والمواد الكيماوية .
-يتطلب هذا المرض علاجاً طويل الأمد، وأعراض المرض لا تختفي مباشرة أو في فترة وجيزة بعد تناول الدواء، فهي تتطلب وقتاً طويلاً ليظهر التحسن المطلوب ويعاود المريض مزاولة حياته كالمُعتاد
المصادر:
هنا