الابتسامة بين الصدق والتملق
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
الابتسامة .. بين الصدق والتملّق
قد تكون البسمة نابعة من القلب .. كتلك العفوية التي تعلو وجوهنا بلقاء الأحبة .. أو عندما نتبادل النكات مع أصدقائنا .. وقد تكون نوعا من اللباقة .. كالتي تظهر عند التعامل مع زملاء العمل مثلا .. لا تعني هذه البسمة أننا سعداء حقا .. لكن أحدا لن يرغب بأن يكون فظا.
في كلا الحالتين فإن التبسم هو تصرف اجتماعي متبادل .. عندما يبتسم أحدهم لك .. فإنك بحكم العادة ستبتسم بالمقابل ، وبنفس طريقة الابتسام التي ستلاحظها منه . أظهرت دراسة سابقة أن هذا التطابق يحدث في 90 % من الحالات .
اجتماعيا؛ تحمل الابتسامة معاني مختلفة ، الابتسامة الحقيقية هدية اجتماعية ، أما ابتسامة اللباقة فهي مطلب اجتماعي ، وحيث أن الناس ينتظرون الهدايا .. أراد الباحثون معرفة فيما إذا كان الناس ينتظرون الابتسامات أيضا .
أقام الباحثون تجربتين مختلفتين لتبيان ذلك. الأولى كانت تحليلا لمحادثات عادية : طلب من شخصين غريبين إجراء محادثة للتعارف مدتها خمس دقائق، وتم تصويرها. شارك في هذه التجربة 96 شخصا، وكان على الباحثين عدّ الابتسامات المتبادلة بين هؤلاء الأشخاص- سواء كانت حقيقية أو كانت إظهارا للباقة - وحساب الوقت الذي استغرقته التعابير الوجهية لشخص لتؤثر في الشخص الآخر. أظهرت النتائج أن 21 % من الابتسامات الحقيقية استغرقت أقل من 200 ميلي ثانية ليتم تبادلها ( وهي أقل فترة مطلوبة للاستجابة لمؤثر معين )، بمقابل 7 % فقط من الابتسامات اللبقة. يشير ذلك إلى أن الابتسامات الحقيقية كانت متوقعة قبل ظهورها، بينما لم يتم تبادل الابتسامات اللبقة إلا بعد حدوثها.
لمعرفة السبب فيما سبق؛ لجأ الباحثون لتجربة ثانية. شارك 35 شخصا في لعبة يُكافأ فيها من يجيب بشكل صحيح بظهور وجوه كرتونية مبتسمة: اثنان منها يمثلان ابتسامة حقيقية، واثنان آخران يمثلان ابتسامة مصطنعة. في خلال ذلك كان المشاركون في اللعبة موصولين بجهاز(electromyography ) والذي يراقب الأعصاب المسؤولة عن تقلص عضلات الابتسام. أظهرت هذه التجربة أن العضلات الوجهية بدأت بالتقلص قبل ظهور الوجه ذو الابتسامة الحقيقية؛ يؤكد ذلك أننا نكون مستعدين مسبقا - في اللاوعي - للأفعال الصادقة.
لذا ربما عليك أن تفكر بذلك جيدا قبل أن تتملق أحدا .
المصدر: هنا