طريقة لإخفاء كوكب الأرض عن عيون المخلوقات الفضائية
الهندسة والآليات >>>> تكنولوجيا الفضاء
تُعتبر الأرض كوكب غنيّ بالموارد، وهذا الغنى سيجذب الغزاة لا محالة، من المؤكد وبالنظر للتاريخ فإن الغزو لا يحمل معه سوى الدمار. يؤكد العالم ستيفن هوكنغ على هذا الكلام بقوله: "أستطيع أن أتخيل وجود حضارة أذكى من حضارتنا على كوكب آخر، وعندما تستنفذ هذه الحضارة كل مواردها، ستحاول عندها بكل تأكيد البحث عن كوكب جديد؛ لاحتلاله والاستفادة من موارده، وربما يكون هذا الكوكب هو الأرض".
لحل هذه المشكلة، وفي محاولة لجعل الأرض تتجنب مثل هذا السيناريو، قام الباحثان (David Kipping) و (Alex Teachey) من جامعة كولومبيا بإيجاد طريقة محتملة لإخفاء كوكب الأرض عن أعين جيراننا الكونيين، وقدما هذه الطريقة ضمن ورقة بحثية بعنوان (A cloaking device for transiting planets). أي جهاز الحجب عن الكواكب العابرة.[1]
صورة(1) صورة تخيلية للجهاز:
Image: discovermagazine
استطاع البشر ومن خلال أجهزة فلكية مثل تلسكوب "كيبلر"، التابع لوكالة ناسا من إيجاد آلاف الكواكب التي من الممكن أن تحتوي حياة على سطحها، وذلك من خلال البحث عن انخفاض الضوء المنعكس عن كوكب ما عند عبوره أمام النجم الذي يتبع له. يحدث هذا الانخفاض في الضوء عندما يكون الكوكب بين نجمة والأرض، وتسمى هذه المرحلة بالعبور (نستطيع تشبيه ذلك للكسوف أثناء مرور القمر أمام الشمس). يحمل هذا الانخفاض في الضوء معلومات وتفاصيل مذهلة حول حجم هذا الكوكب، والمسافة بينه وبين نجمه، وبالتالي يستطيع العلماء تحديد ما إذا كان هذا الكوكب يصلح للحياة أم لا، و بحساب بعد الكوكب عن النجم نعرف إذا كان بارداً جداً أو حاراً جدا،ً أو معتدلاً، كما هو الحال في كوكب الأرض وبالتالي مدى صلاحيته للحياة.
بنفس الطريقة يستطيع العلماء الفلكيون في الكواكب المختلفة الأخرى فرض وجودهم، واكتشاف كوكب الأرض. يستطيع هؤلاء رصد كوكبنا أثناء مروره أمام الشمس، وبالتالي سيتمكنون وبسهولة من حساب بعد الأرض عن الشمس ومعرفة أن هذا الكوكب يصلح للحياة. [2]
صورة (2) توضح طريقة انخفاض الضوء:
Image: Nasa
طريقة الإخفاء:
بحسب هؤلاء الباحثين سابقي الذكر، فإن طريقة إخفاء كوكب الأرض عن عيون الفضائيين ليست بذلك التعقيد، فيكفي أن نعوض الانخفاض الحاصل في الضوء أثناء مرحلة العبور، وهذا التعويض يجب أن يحصل في مجال الطيف المرئي، وفي كامل الأطوال الموجية المختلفة الأخرى. أما طريقة التعويض فتحقق عن طريق إرسال شعاع ليزري باستطاعة 30 ميغاواط، لمدة عشر ساعات متواصلة مرة واحدة سنوياً. يعمل هذا الشعاع على تعويض الانخفاض في الضوء أثناء المرور أمام الشمس. أما إذا أردنا تعويض الضوء في كل الأطوال الموجية، فإننا بحاجة لشعاع ليزري باستطاعة أكبر تصل حتى 250 ميغا، وذلك من خلال مصفوفة من أشعة الليزر.
وبدلاً من ذلك، يقترح الباحثون إمكانية إخفاء العلامات الجوية المرتبطة بالنشاط البيولوجي مثل الأوكسجين، وهو ممكن مع قوة ليزرية تصل حوالي 160 كيلوواط مع كل عبور فلكي. هذا ما سيجعل الأرض تبدو وكأنما الحياة لم توجد يوماً عليها لحضارات أخرى، لكن تعتبر هذه الطريقة مكلفةً جداً. كما يحاول الباحثون حساب عدد الألواح الشمسية على محطة الفضاء الدولية والتي سيتم استخدامها لتشغيل مجموعة الليزر، سواء لاستخدامها في طريقة الإخفاء الأولى أو في طريقة إخفاء العلامات الجوية. [1]
لا تفيد نتائج هذا البحث فقط من يتخوف من هؤلاء الفضائيين المفترضين ويعتبرهم خطرعلى كوكبنا، ولكن أيضاً من يملك نظرة إيجابية حولهم. أي أننا نستطيع بدلاً من إخفاء كوكب الأرض، أن نرسل إشارة بواسطة هذا الجهاز، أثناء مرحلة العبور من شأنها إيصال رسالة ذكية إلى العلماء المحتملين على الكواكب الأخرى يمكن كشفها بسهولة، تحقق هذه الرسالة العديد من الأهداف من بينها أن يفهم هؤلاء الفضائيو ن أننا نملك تكنولوجيا متقدمة جداً.[1]
يؤكد العلماء القائمين على هذا البحث أن بحوثهم لا تعتمد وجهة نظر محددة، ولا تتخذ أي موقف يؤكد إخفاء الأرض، أو إرسال رسائل، وإنما يتيح هذا البحث كلا الخيارين. فلا يمكن التأكد فيما إذا كان هؤلاء الفضائيون يحملون أية نوايا عدائية أو أنهم مسالمين، ففي كل الأحوال يجب أن نبقى حذرين للغاية.
المصادر :
[1] هنا
[2] هنا