الولد الباكي
الفنون البصرية >>>> فن وتراث
أيضاً، قامت الفنانة الاسكتلندية آنا زينكيسين هيسيلتاين Anna Zinkeisen برسم سلسلة لوحات تحمل الفكرة ذاتها أسمَتها "طفولة". اكتسبت لوحاتها هذه شهرةً كبيرة خاصة في شمال بريطانيا لدى الطبقة العاملة في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين لتبدأ بعدها بالانتشار في دولٍ أخرى حيثُ بيعت نسخٌ منها في كلٍّ من ألمانيا وبلجيكا وهولندا والدول الإسكندنافية وصولاً لأمريكا الجنوبية.
بداية القصة تعودُ عام 1985 عندما قامت صحيفة The Sun البريطانية في الرابع من أيلول بنشر مقال بعنوان "لعنة لوحة الولد الباكي الحارقة" تكشف فيه كيف أتت النار على بيوت عدة في يوركشاير البريطانية احتوت كلّ منهه على نسخة على الأقل من اللوحة لكن دون أن تمسّ النار أيًا من هذه اللوحات. قررت الصحيفة بعد أن تلقت العديد من القصص يروي فيها أصحابها حكاياتهم المرعبة عن اللوحة أن تدعوهم لإحضار لوحاتهم، والتي بلغت 2500 نسخة، لإضرام النار فيها جميعاً دفعة واحدة للتخلص من اللعنة.
Image: http://www.theparanormalguide.com/uploads/1/7/3/8/17382059/2385369.jpg?379
من هو الصبيّ في اللوحة؟
انتشرت بعض النظريات عن هوية صبي اللوحة، أشهرها تلك التي تتكلم عن ولد ارتبط اسمه بالنحس لشدة ما سبب من حرائق في كل مكان تطؤه قدماه بما فيه منزل والديه. ورغم استنكار كاهن الكنيسة تبني الصبي "الشيطان"، قام جيوفاني بتبنيه ورسمه مركزاً على تعابير وجهه الحزين ودموعه وقد لقت اللوحات إقبالاً مما أكسب الفنان شهرة واسعة. لكن لعنة الصبي طالته أيضاً عندما احترق مرسمه ليختفي بعدها الصبيّ الصغير. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو إن كانت لعنة هذا الصبي قد طالت كل من اقتنى لوحةً ظهر فيها، هل كان الأطفال الآخرون الذين ظهروا في نسخ أخرى كالتي رسمتها زينكيسين ملعونون أيضاً؟
لم لم تحترق اللوحات الملعونة؟
قام الكاتب ستيفين بونت بإعطاء تفسيرين علميّين لسببِ عدم احتراق اللوحات، أولهما أن تكون اللوحة مرسومة على لوح عالي الكثافة ممّا يجعل احتراقَها صعباً، أو أن تكون مطلية بورنيش مقاوم للّهب، والثاني أن يكون سقوطها على الأرض أثناء الحريق بحيث تكون الصورة ملاصقةً للأرض مما يحميها من النيران. إلا أنه تمّ نفي الافتراض الأخير لأنَّ الأغلبية تحدثت عن بقائها معلّقة سليمة بعد الحريق. رغم فشل بونت وغيره بحرق نسخٍ منها، يبقى السؤال كيف تمكنت الصحيفة إذاً من حرق 2500 لوحة منها؟ وهل تمّ إحراقُها فعلاً؟
يُقال إن رئيس تحرير صحيفة The Sun حينها كان يؤمن بالخرافات ورأى في القصة حدثاً يجب التركيز عليه مما ساعد على انتشارها، وقد تلاشت القصة رويداً رويداً بعد إحراق اللوحات لكنها عادت للواجهة مع بدء انتشار الإنترنت.
المصدر:
هنا