عبر القرون طوّر قبائل يانومامو Yanomamo و كاشيناهوا Cashinahua طرق نادرة و شاعرية للموت.

عبر القرون طوّر قبائل يانومامو Yanomamo و كاشيناهوا Cashinahua طرق نادرة و شاعرية للموت.

قبائل كاشيناهوا من بيرو و يانومامو من فنزويلا من المعروف أنهما من قبائل غابات الأمازون المطرية و بسبب كثافة غابات الأمازون فهم في عوالم مختلفة , كلا القبيلتين يؤمن بالحياة بعد الموت حيث يذهب الموتى و لهم طقوس و عادات مختلفة في حالة الموت ,إذ تؤمن قبائل اليونومامو بآكل الأرواح الذي يستمر بالتنقل بالعوالم المختلفة ليحصد اﻷرواح ,أما قبائل كاشيناهوا فتؤمن بأن روح العين تغادر الجسد عند الموت.

مشروب موت اليانومامو

تؤمن قبيلة اليانومامو بأنه عند موت كائن حي فإن آكل اﻷرواح قام باستهلاك قوة الحياة فيه ,عند موت شخص ما من القبيلة تقام له الجنازة و يتم أخذ الجثة و حرقها بحضور الذكور فقط ,إذ يقومون بغسل كل شيء ابتداءً من أنفسهم إلى البيوت و اﻷسلحة. بعد الحرق يقومون بسحق البقايا الكبيرة من الجثة ,ولكل جنس من الجنسين نوع خاص من المدق الذي يقومون بسحق البقايا به و لكل جنس مزين بطريقة مختلفة. بعد الانتهاء من المراسم و الحرق يقومون بحرق كل من المدق و الهاون.

يتم تخزين بقايا و رماد الجسد المحروق ليتم استخدامها لصناعة حساء مع موز الجنة(و هو موز يتم استخدامه للطهي) و يقام وليمة على شرف الميت و يقوم أشخاص مختارون من أقربائه بشربه.

روح العين للكاشيناهوا

حسب معتقدات الكاشيناهوا فإن الجسد يحتوي على 5 أرواح على الأقل تقوم بتسيير أمور الحياة اليومية و هي البول و الوجوه و الجسد و اﻷحلام و العين ,و تعتبر اﻷخيرة هي الروح الرئيسية التي يعتمد عليها البقية.

عند موت الشخص فإن روحه تغادر إلى مدينة الأرواح إلى منزل اﻷب و تبدأ مراسم الجنازة ,عبارة عن أغاني و رقصات ,عندما تظهر أعراض الموت على شخص ما حتى قبل موته لتسهيل خروج الروح من الجسد ليبدأ رحلته ,يعتمد طول الجنازة على عمر الشخص و أهميته

حالياً يفضل الكاشيناهوا دفن الموتى بعد أن يتم تغليفهم بأوراق النخيل إن كان ذكراً أما الأنثى فتوضع في سلة و ينتهي الحزن حالما تغادر الجثة القرية ,أما سابقاً فكانوا يقومون بسلق الميت بوضعية الجنين ملفوفاً بالقماش إن كان ذكر أو بالسلة إن كانت أنثى و من ثم يقومون بأكل قطعة من الميت مع موز الجنة المطبوخ.

كل من القبيلتين تعيش في الغابات المطرية و قد تأثرت قبائل اليانومامو بباقي العالم و لكنهم يحاولون الحفاظ على ممارساتهم ,أما قبيلة الكاشيناهوا تغيرت ممارساتهم عند إضافة الصلوات المسيحية إلى فترة الحزن و لكن طقوس الحياة و الموت ما زالت معقدة و جميلة.
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
إن هاتين القبيلتين ليستا إلا اثنيتن من عشرات القبائل في الغابات المطرية التي لكل منها عاداتها و طريقتها الخاصة بالحياة.

ترجمة: بشار ضامن
تدقيق وتصميم:ليلى السعدي