تحجير الكربون؛ سلاح جديد في مواجهة التغير المناخي
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
إذن كيف سيتعامل العلماء مع الأطنان الملوثة التي تملأ الغلاف الجوي؟
تم التوصل مؤخراً إلى إمكانية تحويله إلى حجارة! نعم حجارة... فقد استطاع فريق دولي يعمل في آيسلاندا ابتكار طريقة ربما تعد أفضل الطرق في تقليل آثار التغير المناخي حتى الآن، وذلك بأن قام الفريق بتجميع الانبعاثات الكربونية التي ضُخت إلى باطن الأرض وتغيير محتواها الكيميائي لتصبح صخور صلبة .
هل هي ناجعة ؟
ليس تخزين الكربون في الغلاف الصخري الأرضي بالشيء الجديد لكن لا لم يتوقع أحد أن تحدث تلك العملية بفعالية وسرعة، إذ ظهر في الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس" أن الباحثين قاموا بتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى صخور في بضعة أشهر، مما يجعل عملية التقاط الكربون واحتجازه وأيضًا تخزينه عملية سهلة وفعالة ضمن مشروع كراب فكس !.
كانت بداية مشروع كراب فكس "Crab Fix" في محطة هلليشيدي للطاقة"Hellisheidi power plant" التي تعتبر أكبر محطة للطاقة الحرارية الأرضية، حيث قام العلماء هناك بخلط ثاني أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين المنتج من المنشأة مع الماء ومن ثم حقن السائل المخلوط في البازلت البركاني الموجود أسفل أساسات المنشأة، وعند تعرض البازلت لثاني أكسيد الكربون والماء، بدأ الكربون بالترسب على شكل مادة بيضاء طباشيرية صلبة، ومن الغريب عدم قدرة العلماء على معرفة كم تأخذ العملية لتحول الكربون إلى صلب.
تشير التقديرات الأولية إلى أن العملية يمكن أن تأخذ ما بين 8 إلى 12 سنة، بينما في حالة البازلت فقد يتحول الكربون إلى تلك المادة الطباشيرية في شهور معدودة. ووفقًا لنتائج الدراسة فإن ما نسبته 95 إلى 98 في المئة من الكربون المحقون يتحول إلى حجارة في أقل من سنتين كما يقول المهندس الجيولوجي والباحث الرئيسي "جيرج ماتر" من جامعة ساوث أمبتون في المملكة المتحدة.
بعد التجربة الناجحة في عام 2012، استمرت محطة الطاقة في حقن ثاني أكسيد الكربون في الأرض مع مراقبة مستمرة لعملية المعّدنة للتأكد من استمراريتها وخلوّها من بعض المخاوف والشكوك المتعلقة بأمان تخزين الكربون تحت المنشأة... لكن لا شيء يتم دون ثمن!.
مميزات وعيوب تحجير الكربون
من أهم مميزات هذه الطريقة أن المعادن الكربوناتية لا تتسرب إلى الأرض ولذلك تُعتبر طريقة صديقة للبيئة وداعمة لتخزين ثاني أكسيد الكربون، من ناحية أخرى يوجد البازلت بشكل شائع مما يجعله مخزناً ممتازاً للكربون حول العالم.
لكن لا يــُـعرف إلى الآن فيما يمكن أن تستخدم الصخور الكربونية الناتجة، فالتجارب السابقة لحصر واحتجاز الكربون مثل التجربة الكندية في تحويل الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون إلى أقراص قد وجدت استخدامًا لها كمصدر وقود، بينما التجربة السويدية في هذا المجال هي قيام شركة تدعى كلايم ووركس "Clime works" بضخ الكربون المستخرج للمزارع للاستخدام الزراعي. لكن ما زال أمام هذه الطريقة الجديدة طريق طويل من البحث العلمي، وتوفير مصدر دائم من المياه بسبب حاجتها للمياه بكثرة، وهذا يسمح للباحثين في التفكير في مياه البحر مما يحل قضية بيئية أخرى عالقة.
يأمل الباحثون في توسيع وترقية رقعة تخزين الكربون في البازلت وهذا ما يحصل في منشأة رايكاجفك هلليشيدي للطاقة الحرارية الأرضية “Reykjavik Energy's Hellisheidi geothermal power plant” حيث يقومون باحتجاز وضخ 5000 طن من ثاني أكسيد الكربون في مستودعات البازلت كل سنة، طمعًا في الحصول على نتائج سريعة من الصخور الكربونية.
جهود حثيثة لا تقدم إجاباتٍ وحلولاً بقدر ما تثيره من تساؤلات مستقبلية حول قدرة هذه الطريقة على حل قضايا النظام الكوني البيئية .
قاموس المصطلحات :
(*) احتجاز وتخزين الكربون carbon capture and storing: هي آلية لتخفيف ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال استخلاص ثاني أكسيد الكربون من مصادره كالمنشآت الصناعية والمركبات وتخزينها في التكوينات الجيولوجية الأرضية بعيداً عن الغلاف الجوي (المصدر
هنا)
المصادر :
Peter Dickrill.2016. Scientists have figured out how to turn CO2 into solid rock within months.10 June. Science alert {accessed 11 June 2016} هنا
University Of Southampton.2016. Climate change mitigation: Turning CO2 into rock.9 June. Eurekalert {accessed 11 June 2016] هنا
Bec Crew.2015. A Canadian start-up is removing CO2 from the air and turning it into pellets.12 October. Science alert {accessed 11 June 2016} هنا
M. Matter, Juerg. Stute, Martin. Ó. Snæbjörnsdottir, Sandra. H. Oelkers, Eric and etl. Rapid carbon mineralization for permanent disposal of anthropogenic carbon dioxide emissions. Science 10 Jun 2016:Vol. 352, Issue 6291, pp. 1312-1314 هنا
Peter Dickrill.2016. Scientists are about to turn on a system that converts atmospheric CO2 into fuel.2 June. Science alert {accessed 11 June 2016} هنا