إنتاج أجنة دون الحاجة إلى خلايا البيوض الأنثوية!
البيولوجيا والتطوّر >>>> التقانات الحيوية
يقول الدكتور Tony Perry المتخصص في علم الأجنة وأحدُ الباحثين في هذه الدراسة: "إنَّها المرة الأولى التي يحدث فيها أن تنجحَ عمليةُ حقنِ نطافٍ في أجنةٍ بشكلٍ تام، لقد كنا نعتقدُ أنَّ البيضةَ هي فقط القادرة على برمجة النطفة للسماح للنمو الجنيني بالحدوث، إلّا أنَّ عملنا هو تحدٍ للمبدأ الذي سار عليه أوائل علماء الأجنة عندما درسوا بيوض اللبائن منذ عام 1827م وشاهدوا عمليةَ الإخصاب قبل 50 عاماً، إذ اعتقدوا أنَّ المولودَ الحيَّ لا يُمكن أن يَنتجَ إلا من تخصيب بيضةٍ بنطفة."
تعود هذه الفكرة أساساً إلى الدكتور Toru Suzukiوهو أحدُ أفراد فريق الدكتور Tony Perryالبحثي في مختبر علم أجنة الثدييات الجزيئي في جامعة باث في المملكة المتحدة، وقد أجرى الدكتور سوزوكي الدراسةَ مع الدكتور Maki Asami وزملائه من جامعة ريغنسبورغ ومعهد فراونهوفر لعلم السموم والطب التجريبي في ألمانيا.
إنَّ صغارَ الفئرانِ الناتجةِ عن هذه التِقْنية تبدو سليمة تماماً، ولكن قد بدأت تظهر على حمضها النووي (DNA) علاماتٌ أو واسماتُ تخلُّق متوالٍ مختلفة (epigenetic marks) مقارنةً مع تلك الناتجة عن الإخصاب الطبيعي، وهذا الأمر يوحي بأنَّ هناك عدةُ مساراتِ تخلُّق متوالٍ تؤدي إلى نفس الوجهة التطورية، وهو ما لم يُبَيَّن سابقاً.
ولا يخلو هذا الاكتشاف من تداعياتٍ أخلاقية، فهناكَ اقتراحاتٌ تُطرح حديثاً -كانت قد استُبعِدَت سابقاً- حول استخدام التوالد البكري في الإنسان مصدراً للخلايا الجذعية الجنينية، كما أنَّ هناك تلميحات حول إمكانية استيلاد حيوانات في المستقبل البعيد بدءاً من خلايا لا بيضية ونطافٍ دون استخدام خلايا البيوض الأنثوية. وعلى الرغم من أنَّ ذلك لا يزال فقط في طور الفكرة والنقاش، إلَّا أنَّه قد يحملُ أهميةً تطبيقيةً مستقبليةً في البحث عن علاج مشكلاتِ الخصوبة لدى الإنسان إضافةً إلى استيلاد أنواع من الكائنات الحية المهددة بالانقراض.
ويقول الدكتور (Paul Colville-Nash) من مجلس البحوث الطبية (MRC) الذي موّل هذه الدراسة: "إنَّه اكتشافٌ مذهل قد يساعدنا في فهم الكثير حول بداية حياة الإنسان وما يُسيطر على نمو الأجنة والآليات المُهمة في الخصوبة. وقد يكون لهذا الاكتشافِ الأثرَ في علاج حالاتِ العقم يوماً ما، لكن لا يزال الطريق طويلاً أمامنا."
وفي نهاية المطاف، يبقى هذا البحث بحاجة إلى تقييم جاد من قبل المجتمع العلمي لمعرفة إمكانية الاستغناء عن البويضات الأنثوية في هذه العملية بشكل كامل أو استبدالها بطريقة أو بأخرى. ولا يبقى أمامنا سوى الانتظار والمتابعة...
المصدر:
هنا
البحث الأصلي:
هنا