سنعيد كتابة العلم بأبجدية عربية

  • الرئيسية
  • الفئات
  • الباحثون السوريون TV
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • About Us
x
جارِ تحميل الفئات

العثورُ على أقدمِ حمضٍ نوويٍّ لإنسانِ النيانديرتال

البيولوجيا والتطوّر >>>> التطور


تم حفظ حجم الخط المختار

Image: Ministry of Cultural Heritage and Activities, Superintendent of the Archeology of Puglia.

يمكنك الاستماع للمقالة عوضاً عن القراءة

لا يزالُ تطورُ الإنسانِ منذُ وجودِه يُشكِّل موضوعاً بحثياً هاماً، يعتمد فيه العلماء غالباً على ما تحمله الاحافير التي تتكشف تباعاً في أرجاءٍ مختلفةٍ من سطح الأرض، وتكشِف في كل مرة عن معلوماتٍ جديدةٍ، يضيفها العلماء إلى ما تمّ اكتشافه سابقاً، يساعد في ذلك التكنولوجيا الحديثة والتقنيات المستخدمة للتحري عن أدق التفاصيل التي تفيد في معرفة كيفيّة حصول التطور...
من أحدث هذه الاكتشافات، ما حمله هيكلٌ عظميّ اكتُشف حديثاً في أحد كهوف إيطاليا.

وُجد مؤخرا في إيطاليا هيكل عظمي مرصع بصخور الكالسيت (CaCO3)، ولا يزال هذا الهيكل العظمي جزءاً من هذا الكهف، ولكن عُثر في هذا الهيكل على أقدم DNA يعود إلى إنسان النيانديرتال (Neanderthal)*، يصل عمر هذه جزيئات DNA التي وُجدَت إلى 170000 ويمكن لهذه الجزيئات أن تساعد يوماً ما في الحصول على الصورة الأكثر اكتمالاً لحياة إنسان النيانديرتال، فعلى الرغم من أن الإنسان الذي يعيش حالياً على سطح الأرض هو النسل الوحيد الذي حافظ على استمرارية وجوده، إلا أن العديد من الأنسال الاخرى عاشت على الأرض، والأقرب إلى السلالة البشرية الحالية هي سلالة إنسان النيانديرتال التي عاشت في أوروبا وآسيا حتى انقرضت قبل 40000 سنة وتفاصيل هذا الاكتشاف هي كالتالي:

وجد العلماء عام 1993 هيكلاً عظميّاً سليماً للغاية لإنسان النيانديرتال ضمن الصواعد والهوابط في كهفٍ من الحجر الجيري بالقرب من Altamura في جنوب إيطاليا، كان لهذا الاكتشاف كما قيل القدرة على كشف معلوماتٍ جديدةٍ عن إنسان النيانديرتال حيث مثّل الهيكل العظمي المُكتَشف في ألتامور الهيكل الأكثر اكتمالاً لإنسانٍ قديمٍ وُجِد حتى الآن، حيث قال الباحثون أنه تمّ الحفاظ على جميع العناصر العظمية تقريباً دون ضرر.

يحمل الهيكل العظمي الذي وُجِد في ألتامور عدداً من صفات إنسان النيانديرتال خاصةً في الوجه والجزء الخلفي من الجمجمة، ولكنَّه بالإضافة إلى ذلك حَمَل بعضَ الصفاتِ التي لا توجد عادة في هذا النوع من الإنسان؛ فعلى سبيل المثال: البروزات التي تتوضع عليها الحواجب كانت أضخم من تلك التي توجد في إنسان النيانديرتال. جعلت هذه الخلافات من الصعوبة بمكان معرفة إلى أي سلالةٍ بشريةٍ ينتمي إنسان ألتامور، ومن الصعوبات الأخرى التي تواجه تحليل هذا الهيكل العظمي، أنّه ما زال جزءاً من صخور كهف ألتامور.

وأظهرت دراساتٌ حاليةٌ أُجريت على DNA قطعةٍ من عظم الكتف الأيمن أنَّ هذا الهيكل يعود لإنسان نيانديرتال، كما أنَّ شكل هذه القطعة العظمية يبدو أيضاً متشابهاً مع شكل عظام النيانديرتال. وتمّ تأريخ هذا الهيكل العظمي إلى 130000- 170000 سنة، وهذا ما يجعل منه أقدم أُحفورة لإنسان النيانديرتال تمّ استخراج DNA منه!

وتجدر الإشارة إلى أن عظام إنسان ألتامور، لا تُعد أقدم عظامٍ تعود لإنسان النيانديرتال فأقدم هذه العظام تعود لحوالي 200000 سنة، أما أقدم عينة DNA فكانت قد جُمعت من أحفورةٍ تعود 400000 سنة ولكنها لا تعود لإنسان النيانديرتال بل تعود لسلالاتٍ قريبة منه.

وجد الباحثون أنَّ العظم الذي يعود للهيكل المُكتشف حالياً قديمٌ جدأً كما أنَّ ال DNA قد تضرر بشكلٍ كبير، ولهذا لم يستطع الباحثون تحديد الجينوم لخلايا العظم ( الجينوم هو تتابع النيكلوتيدات في DNA والتي تحدد الصفات الوراثية في الفرد) ضمن الإمكانات والتقنيّات المتاحة حالياً، ولكن الجيل القادم من التقنيّات التكنولوجية الأكثر تطوراً قد يكون قادراً على إعطاء نتائج هامةً حول جينوم النيانديرتال.

قدَّم هذا الاكتشاف لهذا الهيكل العظمي في ألتامور إيطاليا، معلوماتٍ إضافيةً جديدةً حول إنسان النيانديرتال لم تكن الأحافير التي وُجدت سابقاً قادرةً على توضيحها؛ فالمعلومات الجديدة أضافت تفاصيل هامةً لكل من علوم الوراثة والتشريح والبيئة، فلقد وصفه أحد الباحثين بأنه يُشكل حلم الكثيرين فهو هيكلٌ احفوريٌ كاملٌ، يمكن وصفه ودراسته بالتفصيل، وهو يقدم من الناحية الشكلية لمحةً نادرةً لمرحلةٍ مبكرةٍ من التطور التاريخيّ لإنسان النيانديرتال ويلقي الضوء على حدثٍ هامٍ وحاسمٍ في تطور البشرية ومن خلال ذلك يمكن أن يساعدنا للوصول إلى فهمٍ أفضل لتطور تلك السلالة البدائية على وجه الخصوص.

*النيانديرتال: هم أقرب أقرباء الإنسان المنقرضين، ومن الصفات الشكليّة التي تميِّز جماجمهم هي الحجم الكبير للجزء الأوسط من الوجه، وعظام الخد المقوسة، وأنوف ضخمة لترطيب وتدفئة الهواء البارد الجاف. أجسامهم أقصر من أجسامنا، ولكنَّ حجم أدمغتهم لا يختلف كثيراً عن حجم أدمغتنا الحالية.

المصادر:
هنا
البحث الأصلي: هنا
الحاشية: هنا

مواضيع مرتبطة إضافية

المزيد >


شارك

تفاصيل

25-01-2016
2348
البوست

المساهمون في الإعداد

ترجمة: Faten Abo Fakher
تدقيق علمي وتدقيق لغوي ونشر: Shaden Al-laham
تعديل الصورة: Loai Shalish
صوت: Naif Ghanem

استمع لمقال عشوائي


من أعد المقال؟

Faten Abo Fakher
Shaden Al-laham
Loai Shalish
Naif Ghanem

مواضيع مرتبطة

طول التيلومير قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة!

إنتاج أجنة دون الحاجة إلى خلايا البيوض الأنثوية!

السلاح الجديد لمحاربة السّرطان قد يكون في جسمك!

لا أعراض – لا مَرَض: محاولات لعكس أعراض التوحّد عند الفئران

العلاج الجيني يعيد السمع للفئران

عندما حكمت ثلاثيات الفصوص /التريلوبايتس/ الأرض

الكائنات الدقيقة؛ حلولٌ علاجيةٌ فعالة للأمراض المستعصية- الجزء الأول

سلسلة فوائد البكتريا│(29) دور البكتريا في المكافحة الحيوية

الرياضيّات لمواجهة الجراثيم المُمرضة!

التحفيز الكيميائي لمراكز المتعة في الدماغ... أملٌ في علاج مشاكل الإدمان

شركاؤنا

روابط مهمة

  • الشركاء التعليميون
  • حقوق الملكية
  • أسئلة مكررة
  • ميثاق الشرف
  • سياسة الكوكيز
  • شركاؤنا
  • دليل الشراكة
جميع الحقوق محفوظة لمبادرة "الباحثون السوريون" - 2023