الأغذية الوظيفية Functional foods - الجزء الأول
الغذاء والتغذية >>>> مدخل إلى علم التغذية
يضم مصطلح الأغذية الوظيفية مجموعةً واسعةً من المنتجات، بدءاً من الأغذية المُولّدة لعنصرٍ وظيفيٍ معينٍ مثل: منتجات الدَّهن (التي تُدهَن على السندويش) منخفضةِ الدسم الغنية بالستيرول والستالون أو المواد الغذائية التي تكون مُدَعَمَةً بعناصرَ غذائيةٍ معينةٍ وعادةً لا تكون منتشرةً بشكلٍ كبيرٍ مثل الخبز وحبوب الإفطار المُدْعَمَة بحمض الفوليك، والخبز المُدعم بالأحماض الدهنية كالأوميغا 3 المستخرج من زيت السمك.
ماهي الأغذية التي لا تندرج تحت قائمة الأغذية الوظيفية؟
قبل الحديثِ عن أنواعِ الأغذية الوظيفية (والتي سنتناولها بالتفصيل في مقالنا القادم) لا بد من توضيح الالتباس الذي قد يقع فيه العديد ممن يخلطون الأغذيةَ الوظيفية ببعض المواد الأخرى. وفيمايلي بعض المواد التي لا تندرج تحت قائمة الأغذية الوظيفية:
الأدوية:
من الناحية القانونية تختلف الأدوية عن الأغذية الوظيفية، فلا يُسمح بوضع ادعاءاتٍ حول القدرة على منع أو تخفيف أو معالجة مرض معين على الأطعمة التي تحتوي على أغذيةٍ وظيفيةٍ بينما يُسمح للأدوية بذلك.
السوبر فوود Superfoods:
يستخدم هذا المصطلح عادةً من قبل الصحفيين في المجلات والصحف وذلك لوصف المواد الغذائية الغنية بمغذياتٍ معينةٍ أوغيرها من المواد النشطة بيولوجياً. لايوجد تعريفٌ معينٌ لل "سوبرفوود" كما أنه ليس هناك وسيلةٌ لاختبارِ ما إذا كان الغذاء "سوبر" أم لا.
الأطعمة المُدَّعَمَة Fortified foods:
الأطعمة المدعمة هي الأطعمة التي يضاف لها بعض العناصر الغذائية (أملاح ومعادن) لرفع قيمتها الغذائية أو لاستعادة العناصر الغذائية المفقودة أثناء المعالجة. على سبيل المثال: يتم إضافة عددٍ من الفيتامينات والمعادن للخبز الأبيض وذلك بسبب فقدان بعضٍ منها أثناء عملية طحن القمح لإنتاج الدقيق. يمكن اعتبار بعض الأغذية الوظيفية أطعمةً مدعمةً والعكس صحيح.
تنسب العديد من الفوائد الصحية للأغذية الوظيفية، أو ما يسمى إدعاء صحي health claim، ولكنها قد لا تكون صحيحةً دائماً وهو ما استوجب وضع تشريعاتٍ غذائيةٍ تحمي المستهلك من هذه الادعاءات المضللة. يشير الادعاء الصحي الموجود على الغذاء إلى وجود علاقةٍ بين فائدةٍ صحيةٍ ما ونوع الغذاء أو أحد مكوناته. وهي مهمةٌ لتقييم كل غذاءٍ بشكلٍ فرديٍ بناءً على كفاءَته، كما تتناول تأثير هذه المواد بشكلٍ ايجابيٍ على الوظائف الفيزيولوجية في الجسم مثل تأثيره على ضغط الدم أو على العلامات البيولوجية كدوره في خفض كوليسترول الدم.
يعتبر مستوى الاستهلاك الواجبُ تناولٌه من المواد الغذائية لتحقيق أثرٍ مفيدٍ على الصحة أحدَ الأمور الهامة الواجب أخذها بعين الاعتبار، لذلك يجب تناول غذاءٍ متنوعٍ ومتوازنٍ يحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الأغذية الوظيفية حتى يتم الحصول على النفع المطلوب.
قد توفر الأغذية الوظيفية فوائدَ صحيةً عديدةً لكن لا ينبغي أن يُنظَر إليها كبديلٍ لنظامٍ غذائيٍ متنوعٍ ومتوازنٍ ونمط حياةٍ صحيٍ. ولتحقيق أعلى مستوى من الصحة يَنبغي تشجيع الناس على الامتناع عن التدخين، والقيام بالعديد من الأنشطة البدنية، واتباع نظامٍ غذائيٍ متوازنٍ يتضمن نسبةً عاليةً من الخضار والفواكه.
من الممكن أن نقول أنَّ الأغذية الوظيفية لا توفر "حلاً سحرياً" للمشاكل الصحية، لكن اتباع حميةٍ تحتوي على هذه الأغذية يساعد في تجنب الإصابة ببعض الأمراض أوالتخفيف من أعراضها.
المصادر:
1. هنا
2. International Food Information Council. Functional Foods Now. Washington, DC: International Food and Information Council; 1999.