تاريخ أطقم الأسنان
الطب >>>> طب الأسنان
قام الأتروسكانين بصناعة أطقم الأسنان الأولى، وهم مجموعة بشرية عاشت في إتروريا (وهي المنطقة التي تمتد حالياً في كل أومبريا وتوسكانا في إيطاليا)، وذلك منذ عام 700 ق.م. تقريباً. لكن تلك الأطقم لم تكن أطقماً بالمعنى الحرفي حيث كانت توضع فيها أسنان بشرية أو أسنان مأخوذة من حيوانات مثل الثور وكانت تحشر في شريط من أسلاك ذهبية بمشبك معدني وتثبت إلى الأسنان المتبقية. و كانت أطقم الأسنان هذه خياراً متاحاً للأثرياء فقط لأن صناعتها كانت أمراً مكلفاً.
استخدمت لاحقاً أسنان أفراس النهر وبعض الحيوانات البحرية، كما كان يوضع عاج الفيل في أطقم الأسنان ليحل محل مجموعات كاملة من الأسنان، لكن مع مرور الوقت كانت هذه الأسنان تصاب بالتلون أو تفوح منها رائحة كريهة، ليصبح بذلك ارتداؤها داخل الفم أمراً غير مريح. كانت أسنان الإنسان الخيار الآخر، ففي عام 1700 قام الجراح الاسكتلندي جون هنتر بتجربة لزرع الأسنان، فقام بوضع الأسنان البشرية في عرف الديك الذي سيحل محل اللثة في الفم، وكانت الأسنان ثابتة بشكل جيد فيه واقتنع أنّ هذا الأسلوب سوف يوتي نتيجة موفقة مع البشر إلا أنه كان مخطئاَ.
وقد كان قتلى معارك أوروبا حوالي عام 1800م من أهم مصادر الأسنان في هذه الأطقم. لذلك فإن العديد من قتلى معركة واترلو عام 1815 تمت إزالة أسنانهم، حتى أنّ أطقم الأسنان التي شملت أسناناً بشرية في تلك الفترة أصبحت تعرف باسم "أسنان واترلو".
في الفترة الممتدة بين 1840- 1850 دخلت مادة الفلكانيت أو المطاط المقوى، الذي اخترع وطور من قبل عائلة theGoodyear. وقدّم هذا المطاط مادة مثالية لقاعدة أطقم الأسنان عوضا ًعن أسلاك الذهب التي كانت تربط مع الأسنان المجاورة السليمة، مما جعلها متوافرة أكثر بأسعار معقولة. وكانت هذه النوعية من المطاط قابلة لتعدل حتى تناسب لثة الشخص الذي يستخدم الطقم ثمُّ تصلب في نفس الشكل لتكون مناسبة بشكل جيد لفم المريض.
أصبحت بعد ذلك أطقم الأسنان متاحة للجميع ومنذ عام 1951 أصبح الطلب عليها كبيراً جداً. أمّا اليوم فقد أصبحت هذه الأطقم تصنع من مواد بلاستيكية تدعى الأكريل وتثبت عليها أسنان صناعية مصنوعة من مواد متعددة قد تكون خزفية أو بلاستيكية أيضاً.
المصدر:
هنا