بقايا المدرسة الشبلية تزين ساحة الميسات في دمشق
التاريخ وعلم الآثار >>>> الحضارة السورية
ننسج مقالنا هذا للغوص في هذا الأثر التاريخي، فتاريخ هذه المدرسة يعود إلى العصر الأيوبي و موقعها خارج أسوار مدينة دمشق حيث كانت تقع ضمن طريق ركن الدين إلى الشمال الغربي من المدرسة البدريّة، ثم تمّ نقلها إلى موقعها الحالي بعد تنظيم المنطقة.
أمّا نسبة هذه المدرسة فتعود إلى مؤسسها الأمير شبل الدولة كافور الحسامي، طواشي (مملوك) حسام الدين محمد بن لاجين بن ست الشام ولقب بالحسامي نسبة للأمير حسام الدين المذكور أعلاه. وتسمّى أيضاً بالمدرسة الشبليّة البرانيّة لتمييزها عن المدرسة الشبلية الجوانيّة التي تقع في زقاق المحكمة الحالي وتُعرف بالمدرسة الشبليّة الحسامية.
وكما نهاية كل الحكايات فقد توفي كافور الحسامي عام 632هـ/1226م، فرافقها حتى النهاية ودُفن فيها وقد زالت أطلال المدرسة كاملة إلا التربة فيها.
واليوم لم نعد نرى سوى أربعة جدران بلا سقف وفي كل جدار ثلاثة عقود أو مداخل قوسيّة، الأوسط منها الأكثر اتساعاً وارتفاعاً وفي داخل البناء قبر الواقف الحجري المنقوش بالكتابات وهي العنصر الوحيد الزخرفي الموجود في التربة.
وفي نهاية مقالنا لابد من الإشارة إلى اللوحة المؤرِخة التي وضعتها مديرية الآثار والمتاحف فوق الواجهة الشمالية الشرقية للمشيدة المكتوب فيها: المدرسة الشبلية أنشأها ودفن فيها شبل الدولة كافور الحسامي سنة 626هـ/1228م.
وهنا نلاحظ خطأ مركب لأن هذه المشيدة هي تربة المدرسة وليست المدرسة بحد ذاتها، وقد أجمع المؤرخون أن وفاة شبل الدولة في سنة 623هـ/1226م، وهذا يتعارض مع معلومات اللوحة المعلقة بالرغم أن ابن شداد هو الوحيد الذي ذكر بين المؤرخين وفاة شبل الدولة سنة 626هـ وهذا غير دقيق غالباً ويبدو أن من كتب اللوحة اعتمد عليه دون غيره من المؤرخين.
Image: naseemalsham.com
الشكل (1): التربة من الخارج
Image: naseemalsham.com
Image: naseemalsham.com
الشكل (2): القبر والنقوش الموجودة عليه
Image: naseemalsham.com
الشكل (3): التربة قبل نقلها وتنظيمها
Image: naseemalsham.com
الشكل (4): اللوحة الرخامية
المصادر:
1- الريحاوي، عبد القادر. العمارة في الحضارة الإسلامية، مركز النشر العلمي جامعة الملك عبد العزيز، الرياض، 1990.
2- الشهابي، قنيبة. مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية، وزارة الثقافة، دمشق، 1995.
3- العلبي، أكرم حسن. خطط دمشق دراسة تاريخية شاملة، دار الطباع، دمشق، 1989.