داء المقوسات
سؤال وجواب >>>> الطب والصحة
إن هواية تربية الحيوانات الأليفة وخاصة القطط منها منتشرة بشكل كبير، قد يكون لها متعة خاصة ولكنها بالمقابل تحوي بعضاً من المضار... وجميعنا تساءلنا لماذا كان يمنعنا أهلنا من ذلك عندما كنا صغاراً؟ مصدر الصورة:
هناك العديد من الأمراض التي تنتقل عبر القطط إلى الإنسان ومن أهمها: داء القطط والذي يسببه طفيلي
المقوسة القندية Toxoplasma Gondi حيث تعد من عائلة الطفيليات المبوّغة (التي تعطي أبواغ) وهي المسبب الرئيسي لمرض داء المقوسات.
اكتُشف عام 1908عند الحيوانات وخاصّة القوارض وهو طفيلي منتشر بشكل واسع عالميّاً، ثويّه (مضيفه) النهائي هو القطط، وتصاب به جميع الحيوانات ذوات الدّم الحار وكذلك الإنسان. شكلها قوسي أحد أطرافها حاد والأخر ضيق وتتحرك بشكل اهتزازي، وأبعادها من 4 -8 ميكرون طولاً و 2 -3 عرضاً .
دورة الحياة :
تتجمّع الأطوار النشطة للطفيلي في حويصل ضمن لحوم الطيور والفئران وعندما تؤكل هذه اللحوم من قبل القطط تؤدّي إلى انحلال غشاء الحويصل محررة الأطوار النشطة التي تخترق جدار الأمعاء الدّقيقة وتبدأ بالتكاثر لاجنسيّاً معطية الأعراس والكيسة البيضيّة وعند عدوى الإنسان تنتشر عبر الدّم وتعيش ضمن خلايا الدّماغ والعصب البصري والكبد والطّحال وتتكاثر معطية كيسة الناشط .
وبائيّات المرض :
لهذا الطفيلي مضيف انتهائي (أي يتواجد الطفيلي بشكله البالغ في هذا المضيف) هو القطط حصراً حيث يعيش ويتكاثر جنسياً في أمعائها وتخرج الكيسات البيضية مع براز القطة حيث تبقى في البيئة (في التربة) لعدة سنوات. ويشكل المضيف المتوسط أي كائن يتناول هذه الكيسات البيضوية الملوثة (عن طريق تناول العشب الملوث ببراز القطط) كالقوارض أو الخراف أو الخنازير وغيرها.
تتشكل الآفة البدئية للمقوسات من ورم حبيبي متماثل في جميع الأنسجة ويتحول هذا الورم في بعض الحالات إلى بؤرة تنخرية تتكلس فيما بعد. وتحدث إصابة الإنسان عند تناول اللحم غير المطهو بشكل جيد والذي يحتوي على الكيسات المرضية، أو الطعام الملوث ببراز القطط، والحالات الأهم هي التي تعبر مشيمة الأم إلى الجنين.
الأعراض :
تقوم المقوسات بتشكيل كيسات ضمن جسم الإنسان الذي يكون لا عرضياً غالباً، وقد قد تبدأ الأ‘راض على شكل إنفلونزا، وفي حالات خاصة تظهر أعراض حكات في أماكن الجسم المختلفة وتضخم العقد اللمفاوية مع صداع وحرارة وتعب إضافة إلى بعض الآلام العضليّة.
أما في الأشخاص الذين يتعرضون لحالات مثبطة للمناعة (مرضى الإيدز- المرضى الذين يتلقون معالجة كيميائية - مرضى زرع الأعضاء) فإن المصاب سيطور أعراضاً شديدة مثل الصداع والتخليط الذهني وسوء التوجه للزمان والمكان مع نوبات صرع والتهاب رئة والتهاب شبكية عين شديد ينجم عنه رؤية غشاوة على العين.
عند إصابة المرأة الحامل بالمقوسات لأول مرة أثناء حملها فهناك نسبة 30% من أنها ستنقل المرض إلى الجنين وتسبب له ما يسمى بداء المقوسات الخلقي وحتى لو لم يكن عند المرأة أعراض داء المقوسات (الخطورة في عدم معرفة الإصابة).
وكل ما كانت الإصابة أبكر لدى المراة الحامل (أي في الشهور الأولى) فإن هذا سيسبب مشكلة كبيرة للجنين الذي قد ينتهي به الأمر بالإجهاض بسبب إصابته أو يولد حياً ويعاني من عدة مشاكل منها: نوبات الصرع - كبد وطحال متضخمين - يرقان ولادي ولون أصفر - إصابة عينية شديدة.
قلة من المواليد فقط هي التي تظهر هذه الأعراض عند الولادة أما في الغالب فالأطفال المصابون الذين يكبرون بشكل ظاهري طبيعي تظهر لديهم أعراض خاصة مثل (فقدان السمع - حدوث إعاقة عقلية - أمراض العين الشديدة) في بداية سنين المراهقة أو ما بعد ذلك. لذلك يتوجب على المرأة التي ترغب بالحمل الذهاب إلى العيادة الطبية وطلب عمل الاختبارات التشخيصية المناسبة.
التشخيص المخبري :
يعتمد بشكل أساسي على كشف الأضداد في مصل المريض بأحد الطرق التالية:
1- التراص المباشر: ويتم بكشف الطفيلي إما في خزعة التشريح المرضي أو عن طريق حقن العينة المرضية في حيوانات التجربة كالفأر الأبيض.
2- التّراص الدموي اللامباشر: وهي أفضل حساسية من التراص الدموي المباشر حيث تُغلّف الكريّات الحمراء الحيوانيّة المصدر بمستضدات الطّفيلي وتدعى بـ "الكريات الحمراء المحسسّة".
3- التألّق المناعي اللامباشر Indirect Immuno fluorescence
يُثبّت الطفيلي على صفيحة زجاجيّة ويضاف إليها مصل المريض الممدد وتحضن لعدة أيام ثم يضاف إليها أضداد تحتوي على إما أضداد من النوع IGG أو IGM تكرر عملية الحضن ثم يتم غسل العينة بعد ذلك للتخلص من أضداد المريض الغير مرتبطة وتقرأ النتيجة بواسطة مجهر التألق، في حال الإصابة تلتصق الأضداد حول الأضداد المضافة في المرحلة الأولى وتعطي تألّقا ولمعاناً واضحا حول جسن الطفيلي.
الوقاية:
1- ارتد القفازات عند زراعة حديقة منزلك أو التعامل مع التربة.
2- لا تأكل اللحم النيئ أو قليل النضج.
3- اغسل الأدوات التي تستخدمها لتحضير اللحم أو الدجاج بشكل جيد وبالماء المغلي (الصحون - السكاكين وغيرها).
4- اغسل كل الخضار والفواكه.
5- لا تشرب الحليب غير المغلي.
6- غط أحواض الرمل الخاصة للعب الأطفال.
لعشاق القطط:
1- ساعد قطتك لتبقى بحالة صحية جيدة بإطعامها طعام القطط المعلب وتجنب إطعامها اللحم النيء.
2- لا تتبنّ القطط المشردة أو الصغيرة التي تجدها (على الرغم من أن جميع القطط تستحق من يتبناها ولكن دع شخصاً غيرك يفعل ذلك :P). يمكن فحص القطة لمعرفة إذا ما كانت مصابة حيث لا تبدي أعراضاً غالباً ولكن هذا الاختبار يحتاج إلى وقت يقارب الشهر.
3- اغسل حوض القطة بشكل جيد باستخدام الصابون والماء الحار وارتد القفازات أثناء ذلك وغير التراب الموجود فيه كل يوم لكي لا تصبح الكيسات في حال وجودها معدية، وتذكر أن الماء الحار والمطهرات الكيميائية لن تقتل المقوسات القندية لذلك احرص على عدم وضع الحوض داخل المطبخ أو قريباً من أماكن الطهو وامنع قطتك من الدخول إليها.
المصدر:
هنا
كتاب الطفيليات الطبية – جامعة حلب إعداد د. محمد خليل الدبش و د. إياد عمر تنبكجي