نوعٌ جديدٌ من الأمراض المنقولة جنسياً - كلّ ما تحتاج معرفته عن المفطورة التناسلية Mycoplasma Genitalium
التوعية الجنسية >>>> الأمراض المنقولة بالجنس
تصيبُ معظمُ الأمراضُ المنقولةُ جنسيّاً الرجالَ والنساءَ على حدٍّ سواء، لكنّ المشاكلَ الصحّيّة التي تسبّبها قد تكونُ أكثرَ حدّةً لدى النساء، وبالأخصّ عند إصابةِ امرأةٍ حامل بإحدى هذه الأمراض وما ينجمُ عن ذلك من مشاكلَ صحّيّة للمرأةِ ولطفلها. وإذا عرفنا أنّ بعضاً من هذه الأمراض تُعتبر من أكثرِ التهديدات الصحّيّة انتشاراً حول العالم، يمكن أن ندركَ حينها أهميّة الفهمِ الصحيحِ والتوعيةِ لكيفيّة انتقالها وعلاجها وطرق تجنّبها. (مصدر 1)
في الوقتِ الذي يسودُ فيه الاعتقادُ بأنّنا جميعاً ندركُ كافّة الأمراضِ المنقولةِ جنسيّاً التي تنتشرُ في أنحاءِ العالمِ، يعلنُ مرضٌ جديدٌ عن وجودهِ اليومَ بتسبّبه للعدوى لمئاتِ الأشخاصِ في المملكةِ المتّحدة. هذا المرضُ الذي جذبَ الانتباهَ مؤخّراً، قد يكون في واقع الأمر شائعاً أكثر مما يُعتقد وفقاً لدراسةٍ حديثة. (مصدر 4)
وجدت دراسةٌ أنّ بكتِريا المَفطورة التناسليّة (Mycoplasma Genitalium)، والتي يُعتقد بأنّها تنتقل جنسيّاً، تُصيب أكثر من 1 بالمئة من البشرِ بين عمر 16 إلى 44 عاماً في المملكةِ المتّحدة. ذلك يعادلُ ما يقارب 250،000 شخصٍ بحسبِ بيانات إحصاءِ السكان. كما توصّلت دراساتٌ عديدةٌ إلى وجود نسبةٍ مماثلةٍ من البشر المصابينَ بهذه البكتِريا في الولايات المتّحدة الأمريكية. (مصدر 3)
هل هو نوعٌ جديدٌ من الأمراض المنقولة جنسيّاً؟ (مصدر 3)
تمّ وصفُ المفطورةِ التناسليّة في العديدِ من عناوين الأخبارِ على أنّها نوعٌ "جديدٌ" من الأمراض المنقولة جنسيّاً، لكنّ هذه البكتِريا كانت قد اكتُشفت للمرّةِ الأولى في ثمانينات القرنِ العشرين. في ذلك الوقت، لم يمتلكِ الباحثون الوسائلَ اللّازمة لدراسةِ هذهِ البكتِريا، لذا فإنّ العلاقةَ بين المفطورةِ التناسليّة والنشاطِ الجنسيّ جاءت في وقتٍ لاحقٍ – تقريباً حتّى منتصفِ التسعينات -.
توصّلت الدراساتُ المبكّرةُ إلى أنّ الأشخاصَ الذين تمّ تشخيصهم بالإصابةِ بالمفطورةِ التناسليّة غالباً ما امتلكوا شركاءَ جنسيّين مصابينَ بها أيضاً.
قامتِ الدراسةُ الجديدةُ بتدعيمٍ لمجموعةِ الأدلّةِ التي تشيرُ إلى كونِ هذا المرضِ منتقلاً عن طريقِ الجنس؛ حيثُ وُجِد أنّ العدوى كانت أكثرَ شيوعاً بين مجموعةِ الأفرادِ الذين امتلكوا أربعةَ شركاءَ جنسيّين جُدد على الأقلِ في عامٍ واحدٍ، ومتفوّقين بذلك على الأفرادِ الذين امتلكوا شريكاً جديداً واحداً أو أقل. إضافةً إلى ذلك، ازداد احتمالُ إصابة الأفراد بالمفطورة التناسلية في حال ممارستهم للجنس غير الآمن، ولم تُسجّل أيّة إصابةٍ بين الأفرادِ الذين لم يسبق لهم أن مارسوا الجنسَ. جميعُ هذهِ النتائجِ بحسبِ الدراسةِ الحديثةِ التي نُشرت في المجلّةِ الدوليةِ لعلم ِالأوبئةِ (International Journal of Epidemiology).
ما هي أعراضُ العدوى؟ (مصدر 3)
يمكن أن تسبّب بكتِريا المفطورةِ التناسليّة التهاباً في الإحليلِ لدى الرجال، الأمرُ الذي يؤدّي إلى مجموعةٍ من الأعراضِ كحرقةٍ أثناء التبوّلِ أو إفرازاتٍ من القضيبِ.
أما عند النساءِ، وعلى الرّغم من عدمِ وضوح ماهيّةِ العدوى التي تسبّبُها هذه البكتِريا، فقد تمّ ربطُ هذهِ العدوى بحدوثِ التهابِ عنقِ الرّحم، بالإضافِة إلى الدّاءِ الالتهابيّ الحوضيّ.
"تهدفُ معظمُ الأبحاثِ التي تجري اليومَ إلى التوصّلِ إلى فهمٍ أفضلَ لمقتضياتِ هذه العدوى عند النساء" وفقاً لقولِ البروفيسور ليزا مانهارت Lisa Manhart من جامعةِ واشنطن. وقد توصّلت في دراسةٍ مع زملائها مؤخراً إلى أنّ خطرَ الإصابةِ بالتهابِ عنقِ الرّحم والدّاءِ الالتهابيّ الحوضيّ والولادةِ المبكّرةِ؛ جميعُها ترتفعُ عند النساءِ المصاباتِ بالمفطورةِ التناسليّةِ بنسبةِ الضّعفِ عن النساءِ غير المصاباتِ بها. على الرغمِ من ذلك، يرغبُ بعضُ العلماءِ بالعثورِ على مزيدٍ من الأدلّةِ قبل الإقرارِ بتسبّبِ هذهِ البكتِريا لمضاعفاتٍ لدى النساء.
وجدتِ الدّراسةُ الأخيرةُ المنشورةُ في المجلّةِ الدوليّةِ لعلمِ الأوبئةِ أنّ ما يُقارب 94 بالمئةِ من الرجالِ و56 بالمئةِ من النساءِ المصابينَ بالمفطورةِ التناسليّةِ لا تظهرُ لديهم أيّةُ أعراضٍ.
هل يتوجّبُ إجراء اختباراتٍ للأفرادِ لتقصّي إصابتهم بهذه البكتِريا؟ (مصدر 3)
لم تقم إدارةُ الغذاءِ والدواءِ الأمريكيّة (FDA) بالتصديقِ على إجراءِ أيّ اختبارٍ من أجل الكشفِ عن المفطورةِ التناسليّةِ، ولا يقومُ الأطباءُ عادةً بإجراءِ أيّ فحوصٍ تستهدفُ هذه البكتِريا.
يوصي الأطباءُ بإجراءِ الفحوصِ اللّازمة لمن تظهر لديه أعراضٌ مشابهةٌ للأعراضِ السابقةِ، بالإضافةِ إلى المرضى الذين يُبدون أعراضاً مستمرّةً بعد المعالجةِ التاليةِ للإصابةِ بغيرها من الأمراضِ المنقولةِ جنسيّاً.
لكن يؤكّدُ العديدُ من الباحثين الحاجةَ لإجراءِ مزيدٍ من الأبحاثِ للوصول إلى فهمٍ أفضلَ للآثارِ السريريّة لهذهِ العدوى والمضاعَفات المحتملةِ على المدى البعيد.
ماذا عن العلاج؟ (مصدر 2)
الصادّاتُ الحيويّة التي تُستعمل عموماً لعلاجِ التهابِ الإحليلِ والتهابِ عنقِ الرّحم والدّاء الالتهابيّ الحوضيّ لا تُبدي عادةً أيّة فعاليّة ضدّ المفطورةِ التناسليّة. بالتالي، يجب أن يتوجّه الأطباءُ إلى أصنافٍ أخرى أكثرَ فعاليّةً.
من بين هذهِ الأصنافِ نجدُ الماكروليدات، وخصوصاً الأزيثرومايسن، الذي يمثّلُ خطّ العلاجِ الأوّل. بالإضافةِ إلى بعض الكينولونات الجديدةِ كالموكسيفلوكساسين الذي أبدى فعاليّةً جيّدةً تجاهَ هذه البكتِريا.
ومن الجديرِ بالذكرِ أنّ النموّ شديدَ البطءِ لهذه البكتِريا يستلزمُ فترةَ علاجٍ مطوّلةٍ للقضاءِ النهائيّ عليها. (كورس علاجي لمدّة 5 أيام من الأزيثرومايسين).
توصيات:
بناءً على المعطياتِ المتاحةِ حاليّاً، يُنصح بإجراءِ اختبارٍ للمرضى الذين يملكون أعراضاً تناسليّة لتقصّي إصابتهم بالمفطورةِ التناسليّة. والعلاجُ لمن تثبت إصابتهُ بهذه البكتِريا يجب أن يكونَ الأزيثرومايسين في المقامِ الأوّل. (مصدر 2)
عموماً، يجبُ الحذرُ من مخاطرِ الجنسِ غير الآمنِ، ويُنصحُ دوماً باستعمالِ مانعاتِ الحمل (كالواقياتِ الذكريةِ) بغرضِ الوقايةِ من انتقالِ العديدِ من الأمراضِ. (مصدر 3)
مصدر 1:
هنا
مصدر 2:
هنا
مصدر 3:
هنا
مصدر 4:
هنا