نظرية جديدة حول الجاذبية، قد تفسّر وجود كل من المادة والطاقة المُظلمة
الفيزياء والفلك >>>> فيزياء
لم تستطع الفيزياء الحديثة، إيجاد السبب الّذي يدفعُ المنطقة الخارجية من المجرات، إلى الدوران بسرعة أكبر مما ينبغي، بالنظر إلى كمية كتلتها، وطاقة النجوم والكواكب والغازات بين النجوم، وبقية المواد فيها.
لذلك، ومن أجل تفسير سلوك الجاذبية الغريب هذا، لجأ العُلماء لتفسيرٍ يقضي بوجود مادةٍ خفية لا نستطيع رؤيتها، ولم نكتشفها بشكل فعلي بعد، أسموها "المادة المُظلمة".
ولكن فيرليندي، لديه نظرية جديدة تُفسّر هذا الشذوذ في حركة المناطق الخارجية من المجرّات، وقد أطلق على نظريته الجديدة اسم "الجاذبية المنبثقة". تبعًا لهذه النظرية، فإن الجاذبية ليست قوة أساسية من قوى الطبيعة، بل مجرد ظاهرة ناتجة عن بتات أساسية من المعلومات مخزنة ضمن نسيج الزمكان نفسه. وعندما تتغير هذه البتات الأساسية تنتج قوة الجاذبية.
وقد ذكر فيرليندي، " بأن لديه أدلة تفيد بأن هذه النظرة الجديدة للجاذبية، تتوافق مع ما يرصده العلماء " فقد تمكن اعتمادًا على هذه النظرية، من التنبؤ بشكلٍ دقيق بسرعة دوران النجوم حول مركز مجرة درب التبانة، وكذلك سرعة دوران النجوم في مجرات أخرى دون أي حاجة للمادة المظلمة. وبتوليف نظريته مع مبدأ الهولوغراف فقد تمكن فيرليندي، من تفسير الطاقة الخفية التي تسبب توسع الكون. ينص مبدأ الهولوغراف على أن الكون عبارة عن محاكاة للحقيقة، التي هي عبارة عن معلومات محفوظة بشكل ثنائي البعد ضمن نسيج الزمكان. والكون ثلاثي الأبعاد الذي نعيش فيه عبارة عن هولوغرام (صورة مُجسّمة) لعرض هذه المعلومات.
نموذج جديد :
إن فهمنا الراهن للجاذبية، يعتمد بشكل أساسي على نظرية أينشتاين العامة في النسبية، الّتي يمكنها تفسير معظم الأحداث في الكون. إلا أن هذه النظرية تفشل عند تطبيقها على المستوى الفيزيائي الكميّ،الّذي تظهر تأثيراته جلية في الظروف الاستثنائية. مثلاً بالقرب من الثقوب السوداء أو خلال الانفجار العظيم، لذلك يعتقد العديد من العلماء بأن نظرية الجاذبية تحتاج إلى تحديث. يقول فيرليندة" العديد من علماء الفيزياء النظرية مثلي يعملون على تحديث نظرتنا للجاذبية، لقد قمنا بالعديد من التحديثات الأساسية، وربما نقف الآن على عتبة اكتشاف علمي جديد سوف يغير نظرتنا لطبيعة الفضاء و الزمن و الجاذبية بشكل جذري ".
مازالت نظرية الجاذبية المنبثقة، نظرية بحتة، وفي الحقيقة فإنها تواجه بعض التحديات، فهي غير قادرة على تفسير الظواهر الكونية، على المستوى الكبير، مثل تجمعات عناقيد المجرات. ومع ذلك فهي خطوة مقبولة باتجاه جمع النظريتين الأساسيتين في الفيزياء الحديثة، نظرية النسبية العامة لأينشتاين، و ميكانيك الكم، في نظرية واحدة. انه أمرٌ يستحق التفكير، بالرغم من الصداع الذي سيرافقه.
المصدر: هنا
الورقة البحثية هنا