هل من مانع حمل هرموني للرجال؟
التوعية الجنسية >>>> الصحة الجنسية والإنجابية
إلا أنه كان لابدّ من إيقاف الدراسة باكراً بسبب المعدَّل المرتفع للآثار الجانبية المشاهدة عند الرجال الذين تلقوا الحقن، ومن بينها الاكتئاب وغيرُهُ من اضطراباتِ المزاجِ تبعاً للدراسة التي نُشِرت في 27 تشرين الأول في مجلة Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism.
وبحسبِ أحدِ الأطباء المشاركين في الدراسة، فذلك يعني أننا بحاجةٍ لمزيدٍ من البحث قبل أن تصبح وسيلةُ منعِ الحمل هذه متاحةً للرجال، حيث يجب دراسةُ مشاركةِ الهرمونات بشكل أكبرَ للحصول على توازنٍ جيد بين الفعالية والأمان، على الرغم من كون الحُقَن فعالة في تخفيض معدل الحمل.
هناك العديد من وسائل منعِ الحملِ الهرمونيةِ للنساء؛ بما فيها الحبوب واللصاقات والحلقات واللوالب، ولكن خياراتَ الرجالِ في التحكم بمعدل الخصوبة لديهم محدودةٌ بالواقياتِ الذكريةِ والجماعِ المبتورِ، والتي تعد أقلَّ فعاليةً من منع الحمل الهرموني. يمكن للذكر أن يخضع لعملية قطعِ الأسهرِ ولكنها طريقةٌ غازيةٌ وغالباً غير عكوسة (أي لا يمكن التراجع عنها).
ألقت دراساتٌ عديدةٌ سابقةٌ الضوءَ على فعاليةِ ضبط الولادة الهرموني عند الرجال، إلا أن الجهود لتطويرِ منتج تجاري قد توقفت، بحسب بعض الباحثين.
شملت الدراسة الجديدة 320 رجلاً سليماً تتراوح أعمارهم بين 18 و 45 سنة ويسكنون 7 بلدان: أستراليا وتشيلي وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا والمملكة المتحدة. كان الرجال كلهم في علاقاتٍ أحاديةِ الشريك طويلةِ الأمد مع نساءٍ، ولم يكن لدى أيٍّ من الأزواج المشاركين في الدراسة أية مشكلة طبيةٍ تمنع حدوث الحمل عندهم.
تلقى الرجال حقنَ الهرموناتِ كلَّ ثمانية أسابيعٍ لمدة سنة، واحتوت الحقن هرمونين: نمطٌ من التستوستيرون يسمى testosterone undecanoate، ونمطٌ من البروجستوجين يسمى norethisterone enanthate. يثبط كلا الهرمونين إنتاجَ السائلِ المنوي، ويُستخدَمان معاً من أجل تقليل الآثار الجانبية. هذا وقد أعطي الهرمونان بشكل حقنتين منفصلتين.
طُلِب من الأزواج استخدامُ الأشكال الأخرى من وسائل منع الحمل غير الهرمونية خلال الأسابيعِ الست والعشرين الأولى لمنع حدوثِ الحملِ، في حين تم خفضُ تعداد النطاف في السائل المنوي عند الرجال. كان هدف الباحثين خفضَ تعدادِ النطاف في السائل المنوي إلى 1 مليون نطفةٍ لكل مل من السائل المنوي أو أقل. علماً أنه يشترط أن يكون تعداد النطاف 15 مليون نطفة لكل 1 مل من السائل المنوي لكي يتم اعتبار الرجل خصباً. وقد نجحت الحقن في تخفيض إنتاج النطاف عند 96% من الرجال الذين استمروا في الدراسة.
طلب من الأزواج الاعتمادُ على الحقن لمنع الحمل بعد انتهاء مدة الأسابيع الستة والعشرين. حدث الحمل لدى أربعٍ من شريكات الرجالِ المشاركين في تلك المرحلة، والذين بلغ عددهم 266 رجلاً. مما يعني أن معدل حدوثَ الحمل قارب 1.5 حملاً من كل 100 شخص بقوا في الدراسة.
بلغ معدل فشل الحقن الكلي 7.5% - و شمل معدل الفشل الكليِّ إضافةً للحمول: الرجالُ الذين لم ينخفض إنتاج النطاف لديهم بما فيه الكفاية، والذين ارتفعَ تعداد نطافهم مرةً أخرى بعد انخفاضه. يقارب ذلك فعاليةَ الأشكال الهرمونية الأخرى لمنع الحمل عند النساء. فمثلاً، يحدث الحمل لدى 9% من النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل سنوياً، وذلك بحسب مراكز ضبط والوقاية من الأمراض .CDC
عاد تعداد النطافِ إلى المستوياتِ الطبيعية خلال عامٍ من إيقاف الحقن عند 95% من الرجال. ولكن احتاج خمسةٌ من الرجال لسنةٍ ونصف قبل أن يعود تعداد النطاف لديهم للمستوى الطبيعي، ولم يعد تعداد النطاف إلى الطبيعي أبداً عند رجل واحد، حتى بعد أربع سنوات من إيقاف الحقن.
بشكل عام، قال أكثر من 75% من الرجال في الدراسة أنهم مستعدون لاستخدام هذه الطريقة في منع الحمل إذا أصبحت متوافرة في المستقبل، في حين واجه بعضُ الرجالِ آثاراً جانبية مثل العد وألمٍ في موضع الحقن وزيادةٍ في الرغبة الجنسية واضطراباتِ المزاج. وُجد أن 60% من الآثار الجانبية الإجمالية مُرتبِطة مع الحقن الهرمونية.
كان معظم هذه الآثار الجانبية خفيفاً إلى متوسطٍ، ولكن تم إيقاف الدراسة في 2011 بسبب القلق من هذه الآثار الجانبية، وبشكل خاص اضطرابات المزاج، والتي تضمنت تقلبات المزاج والاكتئاب. عانى حوالي 5% من المشاركين من تقلبات المزاج و3% منهم أصيب بالاكتئاب.
أصيب رجلانِ باكتئاب شديد وفي حالةٍ منهما أفرط الرجلُ في تناول جرعة الأستامينوفين عن عمد (ولكنه لم يمت).
يعتقد الباحثون بأنه من المحتمل أن يؤدي تغيير توقيت الحقن لآثار جانبية أقلَّ، وخاصة تلك المتعلقة بالمزاج.
المصدر:
هنا