هل تقلل القراءة على الإنترنت من مهاراتنا الكتابية؟
التعليم واللغات >>>> اللغويات
هل علينا أن نقرأ فقط لنزيد حصيلة مفرادتنا اللغوية؟ أم أنه يجب أن ننتقي ما نقرأ بعناية؟
هل يستطيع من يقرأ نصوصاً بسيطةً ومقالاتٍ منشورةً على الإنترنت، الكتابة بكفاءةٍ مماثلةٍ لمن يقرأ نصوصاً علميةً وأدبية؟
سيتناول مقالنا هذه الأسئلة للإجابة.
دراسةٌ أُجريت على مجموعة طلابٍ يدرسون إدارة الأعمال في جامعة فلوريدا وصلت لنتائجَ مثيرةٍ للاهتمام، تتلخص في أن قراءة المحتوى الموجود على الانترنت يُخفّض من مهاراتنا الكتابيّة بشكلٍ كبير. بينما ترفع قراءتنا لنصوصٍ أدبيةٍ وعلميةٍ تمت صياغتها بكفاءةٍ وعلى مستوىً لغويٍ رفيعين، من مستوى كتابتنا النحوي وتماسكه ووضوحه.
تشير الدراسة إلى أن القراءة لها التأثير الأكبر على أسلوب الكتابة ومدى المهارة ومستوى التعقيد النحوي المستخدم في بناء الجمل وتوصيل المعاني الذي يمتلكه الكاتب.
وقامت هذه الدراسة التي نشرتها المجلة العالمية لإدارة الأعمال بدراسة وتحليل رسائل الدوافع (وهي رسالة يذكر فيها الطالب الأسباب التي دفعته إلى دراسة تخصصٍ معيّنٍ أو اختيار جامعةٍ بعينها) التي كتبها مجموعةٌ من طلاب إدارة الأعمال في جامعة فلوريدا. وقد افترض الباحثون أنَّ الطلاب سيقومون باستخدام كافة المواردِ اللغويةِ التي يمتلكونها، وأفضلَ الجمل التي يمكن أن تخطر في بالهم لصياغة هذه الرسائل.
اعتمدت الدراسة للوصول إلى نتائجها على استطلاعِ رأيٍ إلكترونيٍ تم إرساله للطلاب عبر البريد الإلكتروني لجمع معلوماتٍ حول عادات الطلاب في القراءة، ومصادرهم التي يقرؤون منها. واستفسر الاستطلاع أيضاً عن نوعية المصادر التي يقرؤون منها إذا ما كانت افتراضيةً أم ورقية، وما إن كانت كتباً أم مجلاتٍ وجرائدَ.
استهدف الاستطلاع مجموعةً من الطلاب عددهم 65 طالباً وتترواح أعمارهم بين 23 و 42، وكان منهم طلابٌ أجانبُ ليست الإنكليزية لغتهم الأم.
تم بعد ذلك استخدام برنامجٍ يعمل بخوارزميةٍ مخصصةٍ تقوم بتحليل التعقيد النحوي وتماسُك الجمل في النصوص التي كتبها الطلاب وما يقابلها مما يقرؤونه معظم وقتهم.
تم تقسيم الطلاب بعد الحصول على نتائج الاستطلاع إلى فئتين رئيسيتين تبعاً لمصادر القراءة أولهما فئة من يقرؤون من مصادر مثل The Economist و Business Weekly و Forbes و The Wall Street والفئة الأخرى من يقرؤون من مصادر مثل Tumblr و Reddit و BuzzFeed و The Huffington post.
ويمكن التفريق بين المصادر في المجموعتين بشكلٍ واضحٍ من حيث جودة الصياغة اللغوية وتعقيدها وتماسكها ووضوحها، حيث ترجح الكفة للمصادر في المجموعة الأولى.
أشارت النتائج بصراحةٍ إلى أن الطلاب الذين يقرؤون نصوصاً ذاتِ صياغةٍ أفضلَ ومحتوىً لغويٍّ متماسكٍ وقويٍ تتأثر كتابتهم بها ويتحسن مستواها بشكلٍ ملحوظ.