العلاج الهرموني للرجال المصابين بسرطان البروستات بإمكانه أن يزيد من الفرص في حدوث مشاكل في القلب والدورة الدموية، وخاصة عند أخذ جرعات عالية.

يُعتبر سرطان البروستات شائعاً، حيث أصيب أكثر من 41000 رجل في المملكة المتحدة بسرطان البروستات في عام 2011. لكن العديد من سرطانات البروستات تنمو ببطء شديد، ولا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ولأنّ مُعظم الرجال المصابين هم فوق سن الـ65، فإن العديد منهم يموتون نتيجة أسباب أخرى كأمراض القلب وذلك قبل أن يصبح السرطان سيئاً بما يكفي لكي يكون خطراً على حياتهم.

من الممكن أنْ تُسبب بعض علاجات سرطان البروستات مشاكل صحية بحد ذاتها، فتُعتبر مصدر قلق للرجال كبار السن المصابين بهذا المرض. وأحد أنواع العلاج يُدعى بـ "العلاج الهرموني"، وعلى الرغم من أنه يمنع نمو سرطان البروستات ويساعد على قتل الخلايا السرطانية، لكنه يُمكن أنْ يُزيد من فرص الإصابة بمشاكل القلب والدورة الدموية، وخاصةً في الجرعات العالية.

لمْ يَكن من الواضح أيّ الرجال هم الأكثر عُرضة لمشاكل القلب الناجمة عن العلاج الهرموني، فبحثت هذه الدراسة في فئات مختلفة من الرجال: البعض لديهم مشاكل قلبية سابقة، والبعض الآخر لم يتعرضوا لأيّة مشاكل قلبية سابقة. حيث شملت الدراسة أكثر من 5000 رجل مصاب بسرطان البروستات، بمتوسط عمر 70 سنة. وكان جميع الرجال في الدراسة قد خضعوا للعلاج الإشعاعي الموضعي.

إضافة لذلك، تعرّض حوالي 1500 رجل ممّن شملتهم الدراسة للعلاج الهرموني لمدة متوسطها أربعة أشهر. العلاجات التي تلقّاها الرجال كانت تُدعى بإطلاق مضادات هرمون الغونادوتروبرين، وأخرى تدعى مضادات الأندروجين. وقد استمرت الدراسة نحو خمس سنوات.

وجدت هذه الدراسة أنّ الرجال الذين لديهم مشاكل معيّنة في القلب -كإصابة مسبقة بنوبة قلبيّة أو الإصابة بقصور (فشل) القلب- كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات للوفاة بسبب أمراض القلب في حال تعرضهم للعلاج الهرموني أكثر ممّن لمْ يتعرضوا له.

حيث تُوفي حوالي 7 من 100 رجل تعرّضوا للعلاج الهرموني بسبب مشاكل قلبية بعد خمس سنوات، مقارنة بحالتي وفاة من بين 100 رجل لديهم نفس المشاكل القلبية لكنهم لمْ يتعرضوا للعلاج الهرموني.

بينما لم يتم الربط ما بين أيّة مشاكل أخرى في القلب والدوران، مثل: السكري وضغط الدم المرتفع والكولسترول المرتفع، ومابين الوفاة بسبب التأثيرات القلبية بعد العلاج الهرموني.

لا يمكننا التأكد من أنّ نتائج هذه الدراسات تنطبق على جميع الرجال المصابين بسرطان البروستات، فقد شملت الدراسة الرجال الذين تلقوا العلاج في مستشفى واحد فقط في الولايات المتحدة. وكذلك هناك فقط 256 رجلاً في الدراسة يعانون من فشل في القلب أو عانوا من نوبة قلبية في وقت سابق، وفقط 95 من هؤلاء الرجال عولجوا بعلاج هرموني. وبالتالي نحن بحاجة لدراسة أوسع من هذه لتأكيد مخاطر العلاج الهرموني لدى بعض الرجال. دراسة كهذه قد تساعد الرجال الذين يعانون من سرطان البروستات وأطباءهم من معرفه حجم المنافع مقارنة بزيادة احتمالات الوفاة بسبب مشاكل القلب.

إنْ كنت تتلقّى العلاج الهرموني، لا يُمكنك التوقف عن أخذه دون استشاره طبيبك، وهو يعلم ما إذا كنت مُعرّضاً للخطر عند تلقيك العلاج. وفي حال كان لديك أيّة مخاوف، عليك مناقشتها مع الطبيب.

المصدر:

هنا

مصادر الصورة:

هنا

هنا