ماذا تعني أحلامنا؟
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
ماذا تعني أحلامنا؟
الأحلام قد تكون غامضة، ولكن فهم المعنى من أحلامنا قد يكون محيراً ، قد يتغير محتوى الحلم بشكل مفاجئ ويصور لنا عناصر عجيبة أو مخيفة، في الحقيقة إن كون الأحلام غنية جداً بالأفكار هو السبب الذي يدفعنا للاعتقاد بوجود معاني لها.
يوجد عدة نظريات مختلفة لعدة باحثين تحاول تفسير أسباب أحلامنا ولكن حتى الآن لا يوجد واحدة منها تفهم بشكل كامل غاية الأحلام ناهيك عن معانيها.
في الحقيقة فإن بعض الباحثين البارزين يقترحون أن الأحلام لا تخدم أي هدف حقيقي واضح، وبالرغم من هذا فإن تفسير الأحلام قد أصبح شائعاً كثيراً وبينما لم توضح الأبحاث مغزى الأحلام فإن الخبراء يعتقدون بوجود معنى حقيقي لها.
الأحلام بالنسبة لدومهوف:
إن تعريف "المعنى" هو الارتباط بعلاقات منهجية مع المتغيرات الأخرى، ونسبة لهذا التعريف فإنه يوجد للأحلام معنى، لأنها تبوح بما يجول في أفكارنا،و لقد وجدنا أن 75% من أحلام شخص ما تعطينا صورة نفسية جيدة عن هذا الشخص. أعطنا الف حلم عبر عدة عقود ونستطيع إعطاءك ملفاً شخصياً عن عقل هذا الشخص يكاد يكون فريداً ومميزاً له ومضاهياً لبصمته الشخصية.
أما بالنسبة لفرويد: الأحلام خارطة اللاوعي:
في كتابه تفسير الأحلام يقترح سيجمويند فرويد أن محتوى الأحلام مرتبط بتحقيق الأماني،و يعتقد فرويد أن المحتوى - الواضح للحلم أو الصور والأحداث فيه - مخصص لإخفاء المحتوى الحالي الحقيقي لأمنيات الحالم غير الواعية.
يصف فرويد عناصر هذه العملية بما يسمى "عمل الحلم" من خلال :
1_ التكثيف: العديد من الأفكار والمفاهيم المختلفة يتم تمثيلها بجزء بسيط من حلم واحد، المعلومات يتم تكثيفها إلى صورة أو فكرة وحيدة.
2_ الإزاحة: هذا العنصر من "عمل الحلم" يخفي المعاني العاطفية لمحتوى لا وعي الحالم من خلال خلط الأجزاء الهامة مع التافهة في الحلم.
3_ الرمزية: هذه العملية تعبر عن الأفكار المكبوتة في الحلم بإضافة أشياء تعبر عن محتوى اللاوعي بشكل رمزي.
4_ المراجعة الثانوية: خلال المرحلة الأخيرة من عملية الحلم يقترح فرويد أن العناصر العجيبة للحلم يتم إعادة تنظيمها بالترتيب لجعل المنام مفهوماً وبالتالي توليد المحتوى الظاهر من الحلم.
جونغ: النماذج الأصلية واللاوعي الجماعي:
اتفق جونغ في بعض النقاط مع فرويد ولكنه أحس أن الأحلام هي شيء أكثر من مجرد التعبير عن الرغبات المكبوتة.، واقترح جونغ أن الأحلام تبوح باللاوعي الشخصي واللاوعي الجماعي وتقوم بالتعويض عن أجزاء النفس الناقصة التي لم تتطور في حياة اليقظة.
ولكن على النقيض من تأكيدات جونغ فإن الأبحاث التي أجريت مؤخراً من قبل "هول" وضحت أن صفات الإنسان في الواقع هي نفسها تماما التي يعرضها في الأحلام.
هول: الأحلام كعملية معرفية:
اقترح هول أن الأحلام هي جزء من العملية المعرفية بحيث أن الأحلام تمثل المفاهيم لعناصر حياتنا الشخصية، قام هول بالبحث عن مواضيع وأنماط الأحلام من خلال تحليله للآلاف من المذكرات اليومية لأحلام المشاركين في تجربته. مؤلفاً في النهاية نظام ترميز كمي يقسم محتوى الأحلام إلى عدد من الفئات المختلفة.
وبالنسبة إلى نظرية هول فإن تفسير الأحلام يتطلب معرفة:
أفعال الحالم داخل الحلم.
الأجسام والأشكال في الحلم.
التفاعلات بين الحالم والشخصيات في الحلم.
وضع الحلم وتحولاته وثم نتائجه.
الهدف النهائي من تفسير الحلم ليس لفهم الحلم بل لفهم الحالم.
دومهوف :الأحلام هي انعاكسات لحياة اليقظة:
دومهوف باحث أحلام بارز درس مع هول في جامعة ميامي، في الدراسات ذات المقياس الكبير عن محتوى الأحلام ،وجد هوف أن الأحلام تعكس أفكار واهتمامات الحالم في حياة اليقظة، يقترح دومهوف النموذج العصبي المعرفي للأحلام والذي يفترض أن عملية الحلم ناجمة عن عمليات عقلية عصبية ومنظومة من المخططات، أي يقترح أن محتوى الأحلام هو نتيجة عن هذه العمليات المعرفية.
إن البحوث حول الأحلام ستسمر بالنمو وتوليد الفضول لدى الأشخاص المهتمين بمعرفة معاني أحلامهم. ويقترح عليكم الباحث وليام دومهوف بنصيحته "إن لم تجد أحلامك مسلية ومثيرة للاهتمام أو ملهمة فنياً فلا تتردد في نسيانها".
المصدر: هنا