دراسة الطب..والإرهاق النفسي
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
يمكنك الاستماع للمقالة عوضاً عن القراءة
دراسة، ضغط، سهر، تعب، إرهاق، قلق وأرق .........
جميعنا نعلم أن طالب الطب والأطباء بشكل عام يعانون من التعب والضغط النفسي الكبير خلال الدراسة والعمل، ولكن ما هي انعكاسات هذا الأمر على صحتهم العقلية والجسدية؟ وكيف يمكن مساعدتهم للتخفيف من هذه الضغوط؟
أولاً_ الاكتئاب عند طلاب الطب:
إن دراسة الطب والعمل كمقيم في المشافي تعتبر من أكبر التحديات التي تواجه الأطباء في مهنتهم.
يمر على الأطباء خلال ساعات عملهم لحظات مثيرة وممتعة، ولحظات أخرى عصيبة ومربكة، كما تنتظرهم ساعات طويلة من العمل مقابل ساعات قليلة من النوم، وذلك ضمن بيئة تتسم بالضغط الكبير أثناء العمل. تنعكس هذه العوامل بشكل سلبي حتماً على الطالب أو المقيم الذي تبدأ معاناته بالإرهاق، ومع استمرار الضغوط وعدم قدرة الطبيب على التأقلم معها يصل إلى الاكتئاب، وقد تراوده بعض الأفكار الانتحارية أو حتى الانتحار بحد ذاته في بعض الأحيان.
لقد بينّت دراسة أجريت على أكثر من 4000 آلاف طالب طب في 7 كليات طبية مختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية أن:
49.6% من الطلاب المشاركين يشعرون بالإرهاق.
11.2% من الطلاب المشاركين لديهم أفكار انتحارية.
كما أظهرت دراسة أخرى أجريت في كلية الطب في جامعة ميتشيغن أن:
14.3% نسبة انتشار حالات الاكتئاب من الدرجة المتوسطة إلى الشديدة، وبأن الاكتئاب بين الإناث يصل إلى 18% بنسبة أعلى من الذكور9%.
ويبدو الأمر مذهلاً إذا علمنا بأن فئة الطلاب الذين يعانون من الاكتئاب المتوسط إلى الشديد يعتقدون بأن زملاءهم لن يحترموهم، وبأن إدارة الكلية سترى أنهم غير قادرين على تحمل مسؤولياتهم في المهنة، وهذا في حال تم كشف أمر معاناتهم من الاكثئاب، كما أن طلاب السنوات الأولى والثانية في كلية الطب بشكل خاص يعتقدون بأن العلاج الطبي للاكتئاب يجعلهم يشعرون بأنهم أقل ذكاء.
تعتبر هذه الإحصائيات مخيفة حقاً، لأن الإرهاق والاكتئاب والأفكار الإنتحارية هي ولسوء الحظ ما يعانيه الأطباء خلال فترة التدريب، ولكن لا يجوز أن تقود الأطباء إلى عواقب مأساوية، لذلك فأي طبيب يعاني من الاكتئاب أو لديه أفكار يقود بها نفسه لدرجة الانتحار، يجب أن يطلب المساعدة الطبية.
ثانياً_ كيف يتأقلم الطبيب مع هذا الضغط؟
1- عندما تشعر بالانزعاج والضغط، فمن المهم أن تترجم هذه المشاعر بشكل إيجابي، أن تخرج للمشي أو الجري أو أي حركة تريح فيها نفسك من الضغوط، ولا تنسى تناول الأغذية التي تغير مزاجك من الداخل، كتناول البوظة مثلاً .........
2- إبحث عن موضوع يرفع معنوياتك.... بقراءة كتاب ما، أو متابعة بعض المواقع الشعبية على الانترنت.
3- إبحث عن نشاط يمنحك بعض لحظات السعادة، وتأكد بأن اهتمامك بنفسك لبعض الوقت بأمور تكسبك مشاعر ايجابية لا يدل على أنانيتك ولا يعني ضياعاً للوقت، واعلم دائما أيها الطبيب بأن وقتك كله تقضيه في الطب، ولكن هناك عالم آخر خارج حدود المشفى والمكتبة.
4- حاول أن تحيط نفسك ببعض الأصدقاء من خارج الوسط الطبي الذين يجعلونك تنسى الضغوط لفترة من الوقت، عندها فقط تشتاق لكتبك أكثر، فنحن نعلم أن أغلب حفلات الأطباء تدور الأحاديث فيها حول الطب والعمل، وبالتأكيد لا يعني ذلك أن تبتعد عن أصدقاء العمل، بالعكس فهم من سيقفون إلى جانبك في اللحظات الصعبة، كحالة وفاة أحد مرضاك أو بعض الحالات الطبية الأخرى الحرجة.
ثالثاً_ التركيز على الهدف.
عملك كطبيب متعب جداً، ولكن تذكر دائماً بأنك لا تعمل من أجل لا شيء، إنما تعمل وتتعب من أجل كل مريض يطلب منك العناية ويثق بك خلال حياتك المهنية.
يمكن البعض بعد ما يقرأ الموضوع رح يخاف من دراسة الطب، بس بنفس الوقت رح تبرروا لطلاب الطب ليش دائما منهمكين بالدراسة حتى بيقولوا الناس عن طالب الطب إنه (مقت دائماً بايده الكتاب وعم يدرس)، بس أنا بأكدلكون انه أغلب الأطباء مرحين وبيمزحوا وبحبوا الحياة وبتحملوا الضغوط مثل غيرون، بس ممكن الوقت يلي بتطلبه الدراسة طويل نسبياً والضغط أكبر، فشو رأيكون ترحموا طلاب الطب شوي؟
المصدر:
هنا