خطوة كبيرة نحو فهم أسباب الفصام
علم النفس >>>> القاعدة المعرفية
الفصام مرض عقلي يتميز باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك وأحيانا الإدراك، ويُعتبر مرض الفصام من أخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان، ومنذ أن عُرف هذا المرض بدأ العلماء بوضع الفرضيات التي تحاول الكشف عن أسباب حدوث هذا المرض.
ومن أحدث الفرضيات تلك التي ربطت بين الفصام وعملية "تقليل المشابك العصبية" Synaptic pruning".
وعملية "تقليل المشابك العصبية" هي عملية طبيعية تحدث في الدماغ وفيها يتخلص الدماغ من التشابكات العصبية الضعيفة وهي جزء طبيعي من عملية تطور الدماغ في مرحلة الطفولة وفي مرحلة المراهقة، حيث يمر المخ بعملية مكثفة من تقليل المشابك العصبية ويساعد ذلك على ظهور خلايا عصبية جديدة أكثر فعالية، أما في حالة الفصام فتخرج عملية تقليل المشابك العصبية عن السيطرة، ويتعرض كثير من الوصلات العصبية المهمة التي يحتاجها المخ للتدمير.
إن هذه الفرضية مقنعة نظرا إلى أن أعراض الفصام غالبا ما تظهر في مرحلة المراهقة.
وقد أُجريت دراسة دعمت هذه الفرضية تم فيها التعرف على 108 جين مرتبط بمرض الفصام، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يحملون جينات تُسرع أو تُحفز من عملية " تشذيب أو تقليل المشابك العصبية" هم أكثر عرضة للإصابة بالفصام، وبالتحديد وجدوا أن الأشخاص المُصابين بالفصام أكثر احتمالا بأن يكون لديهم نوع نشط من جين يُطلق عليه اسم "C4”، وهو جين يُحفز عملية تقليل الموصلات أو المشابك العصبية، حيث أن أحد فرعي هذا الصبغي لوحظ ظهوره بكثرة في حالات الإصابة بالفصام.
إن هذه الدراسة لا تُثبت صحة فرضية تقليل المشابك العصبية كأحد مسببات الفصام ولكنها تدعمها كثيرا.
حيث أن هذه الفرضية كأحد مسببات الفصام تتوافق مع فكرة أن شبكة الخلايا العصبية يُمكن أن تتأثر بتغيرات في البناء العصبي، إن هذه الطريقة في التفكير بالعلاقة بين خلايا الشبكة العصبية أدت إلى التخلي عن مصطلح "الخلل الكيميائي" لشرح كيفية تطور الفصام.
وعلى الرغم من صعوبة وتعقيد الوصول إلى مسببات مرض الفصام إلا أن منطقية وجود خصائص بيولوجية كامنة وراء الفصام يدفعنا خطوة على طريق فهم أسباب هذا المرض. وكلما تقدمنا على هذا الطريق كلما زادت الفرص في الوصول إلى دواء أفضل لعلاج هذا المرض.
المصادر:
هنا