حتى المزارع الصغيرة ليست بتلك البراءة!
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> زراعة
عيَّنَ فريقٌ دولي من الباحثين للمرة الأولى آثارَ المزارع الصغيرة على الغابات المطيرة بجنوب شرق آسيا، وكشفَ الفريقُ عن نتائجَ غيرِ مشجعةٍ فيما يتعلق بالأثر البيئي والاقتصادي والتنوع البيولوجي على المدى الطويل. نُشرت الدراسة في دورية Nature Communications وحتى وقت نشر الدراسة ركَّزتِ الدراسات التي سبقتها على منتجي زيت النخيل الكبار وكيفية استغلالهم غير المسؤول للغابات والتربة.
درس الفريقُ الأساليبَ الزراعية التي يستخدمها المزارعون الإندونيسيون المحليون في ملكياتهم الزراعية الصغيرة وقيَّم التنوعَ البيولوجي والوظائفَ البيئية في الغابات الطبيعية، والأراضيْ الزراعيةِ التقليدية، والزراعةَ الفردية لأشجار زيت النخيل والمطاط، وقاسَ الفريقُ البياناتِ المرتبطةَ بنموِّ الغاباتِ وخصوبةِ التربة ومحتوى الكربون.
Image: المصدر
قابل الفريق كذلك 450 مزارعاً من ملّاك المساحات الصغيرة لكي يفهم بشكل أوضح سببَ اختيار المزارعين لزراعةِ أشجارِ المطاط أو زيت النخيل فقط وكيفية تأثيره على مستوياتهم المعيشية؛ بالنسبة لأغلبهم كان قطعُ الغابات المتنوعة الفصائل وزراعةُ نوع واحد فقط من الأشجار-الزراعة الأحادية- الطريقَ الأسهلَ والأسرعَ للخروج من الفقر، فتزيد إنتاجيتهم وتتناقص المخاطر المالية ويرتفع الدخل. وبالتالي أشارت الدراسة إلى أن هذه المكاسب المالية قصيرة المدى هي الفائدة الوحيدة من الزراعة الأحادية، في حين يتناقص التنوع البيولوجي بشكل سريع،وتفقد الغابات موقعها كمصدر للكربون "في السلاسل الغذائية"وتؤدي زيادة استخدام الأسمدة المعدنية إلى انحلالٍ وتسربٍ إضافي للمواد المغذية من التربة كالنتيتروجين.
تناقض الدراسة ونتائجها النظرة التقليدية الإيجابية تجاه المساحات الزراعية الصغيرة باعتبارها صديقة للبيئة. حيث يستغل صغار المزارعين في إندونيسيا مجموع مساحاتٍ من أراضي الغابات أكبر مما يستغله كبار ملاك الأراضي، وعندما يعتمد صغار المزارعين الزراعة الفردية يشكلون ضغطا على البيئة والتنوع البيولوجي، ووفقاً للقائمين على الدراسة يحتاج تغيير الأساليب الزراعية لصغار المزارعين جهوداً من مختلف الأطراف ودعماً مالياً كافياً.
المصادر:
هنا
الدراسة:
Yann Clough et al, Land-use choices follow profitability at the expense of ecological functions in Indonesian smallholder landscapes, Nature Communications (2016). DOI: 10.1038/ncomms13137