هرمون الموعد النهائي
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
لكن انتظر قليلاً!
هنالك من يقول أن هذا السباق مفيد في بعض الأحيان، كيف ذلك؟! هل ضيق الوقت من الممكن فعلاً أن يكون ذو أثار إيجابية؟
يحاول خبير اقتصادي من جامعة هارفارد بالاشتراك مع عالم نفس من جامعة برينستون، إظهار تأثير اقتراب نفاذ الوقت منا على إنتاجيتنا من خلال هذه الدراسة.
البعض منا يكره الاجتماعات (الاجتماعات المتعلقة ببحث مشاكل المؤسسات أو الهادفة إلى تطويرها مثلاً).
"كوني غيرسك" باحثة رائدة في السلوك التنظيمي، أجرت العديد من الدراسات المفصلة والنوعية لفهم كيفية تطور الاجتماعات، وكيف يتغير نمط العمل والمحادثة على مدار عقد الاجتماع، في اجتماعات متعددة الأنواع _اجتماعات بين الطلاب واجتماعات بين المديرين أو اجتماعات تهدف إلى بحث خيارات لاتخاذ القرارات وانتاج شيء ملموس مثل بيع أرض الملعب_ جميع هذه الاجتماعات كانت تبدأ دون تركيز وتدخل في تفاصيل لا صلة لها بالموضوع الأساسي، وتدخل في تعرجات وخلافات، ولكن وفي منتصف الاجتماع يحدث مايسمى _بحسب كوني_ (تصحيح المسار)، وذلك حينما تدرك المجموعة أن الوقت قد بدأ بالنفاذ، وأن الأمر أصبح خطيراً بالفعل، تقول كوني: "إن منتصف الاجتماع كان قفزة تقدم كبيرة لهم، فقد كان تركيزهم كبيراً على النقاط المفصلية ونبذوا خلافاتهم جانباً وذلك بعد إدراكهم لخطورة الموقف واقتراب الموعد النهائي لإتمام الصفقة"
إن النصف الثاني من جلسات كهذه ينتج غالباً تقدماً ملموساً أكثر من النصف الأول، وذلك بسبب كل ما ذكر سابقاً بالإضافة لعنصر المفاجئة.
إن (تصحيح المسار ) يحدث نتيجة لاستيعاب العقل للوقت المحدود وبدء نفاذه، وبمجرد حدوث ذلك فإن العقل يبدأ بالعمل والتركيز بطاقته القصوى.
في تجربة خاصة لدراسة فوائد الموعد النهائي على الإنتاجية، قام بعض علماء النفس بإعطاء مقالات لطلاب جامعيين، مقالة لكل طالب بهدف تنقيحها من الأخطاء، مع مقابل مادي لكل مقال مقرون بدقة التنقيح وطلب منهم تسليمها في غضون ثلاثة أسابيع، وتم تقديم نفس المقالات لمجموعة أخرى ولكن بمدة زمنية أقصر، أسبوع واحد فقط، فكانت النتيجة أن المجموعة مع المدة الزمنية الأقصر كانت إنتاجيتها أعلى وقدمت مقالات بدقة أكبر وكسبت مالاً أكثر.
يظهر هذا الأثر أيضاً _أثر نفاذ الوقت_ على طلاب السنة الأخيرة الذين قاربوا على التخرج، فمعظمهم يميلون إلى الانخراط أكثر في النشاطات، والاستمتاع بشكل أكبر بما تقدمه جامعاتهم لهم.
كما لوحظ تأثير ضيق الوقت في العديد من المجالات المتباينة، ففي تجارب تسويقية تم تزويد بعض العملاء بقسائم شرائية ذات صلاحية محددة، في حين تم تزويد آخرين بقسائم بصلاحية مفتوحة، فلوحظ أن الثانية أقل استخداماً ولفتاً للانتباه.
في مجال آخر لوحظ أن مسؤولي المبيعات قد بذلوا جهداً أكبر في الاسبوع الأخير من دورة المبيعات، كما أن مدخلي البيانات عملوا بجد أكبر عندما اقترب يوم الحصول على الرواتب.
نحن كثيراً ما نربط ضيق الوقت بالعواقب الوخيمة مثل الغرق في الديون والانهماك في العمل المجهد، ولكن يبدو أن هذه اللحظات الحرجة، وهذه المواعيد النهائية قد تخرج أفضل ما نملك من طاقة وإبداع في ما تبقى من اللحظات...
المصدر:
هنا
مصدر الصورة:
هنا