هل يخفي سطح كوكب عطارد أسرار نشاطه البركاني في الماضي؟
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
وقد تضمنت بعض الثغرات في فهمنا لأقرب الكواكب للشمس نقصاً أساسياً لوصف طبقات الكوكب، كيف تشكلت وتطورت، وهل مازال باطنه نشيطاً أم لا؟ ولكن عودة ناسا الآن إلى عطارد بمهمة MESSENGER تسمح للعلماء بمواجهة كل تعقيدات بنية الكوكب .
وسط عدد لا يحصى من الحفر الناجمة عن اصطدام النيازك احتوى المشهد على علامات لم تتشكل بسبب الاصطدامات. وبفضل الدقة العالية لكاميرات MESSENGER تكمن العلماء من تحديد وجود نشاط بركاني لم يكن معروفاً سابقاً مما يغير ما نعرفه عن تشكل الكوكب بل وحتى عن تاريخ نظامنا الشمسي.
العديد من الصور المفصلة أظهرت ان عطارد يمتلك انخفاضات ملساء بلا حواف تقريبا مما وضح أنها لم تتشكل بسبب اصطدامات النيازك.هذه الانخفاضات كانت محاطة بمادة لامعة بلون مائل للحمرة تدعى بالمواد النارية الرسوبية و يعتقد أنها تشكلت بسبب تدفقات حمم بركانية مما يشير الى أن هذه المنخفضات هي عبارة عن فوهات براكين.
كما لوحظ أن حطام الانفجارات قذف لأبعد من 50 كيلومتراً عن فوهات البراكين. نعم إنها مسافة لا يستهان بها.
يتم تحديد قوة ثوران بركان من الغازات المتطايرة الكامنة تحت سطح الكوكب. ففي البداية تكون هذه الغازات منحلة في المواد المنصهرة. و ما إن تصل الى السطح حتى تنتفخ بسرعة و تجزئ الحمم البركانية الذائبة الى أجزاء صغيرة هي ما ندعوه الترسبات النارية مما يعني أنه كلما زادت الغازات المتطايرة في الحمم المنصهرة التي تغذي انفجار البركان كلما كان الانفجار أعنف.ولينطلق الحطام بعيدا فمن المفترض أن تكون غازات المنحلة في الحمم المتواجدة في قشرة عطارد ممتلئة بالغازات المتطايرة.
و تشير احدث بيانات MESSENGERأن ما يقارب الـ 1.5% من حجم الحمم الذائبة ناتج عن الغازات المتطايرة.و بالنسبة للغازات فهذه نسبة مرتفعةجداً لأن الغاز ما إن يصعد الى السطح حتى يزداد حجمه تلقائياً بشكل كبير.
قبل الكشف عن طبيعة عطارد "المتفجرة" افترض الخبراء أن نشأة عطارد بقرب الشمس قد تسببت بتجريده من الغازات المتطايرة في وقت مبكر من حياته ولكن الآن يجب على كل نظرية عن تشكّل عطارد أن تأخذ بعين الاعتبار كيف أخفى هذا الكوكب بداخله هذا الفوران من الغازات.
ولكن لنكن منصفين فكون اكتشاف النشاطات الانفجارية لعطارد لا يزال طازجا فمن السابق لاوانه التكهن بأن هذه طبيعة مطلقة له ولكن من ناحية ثانية ففوهة واحدة على الأقل من تلك التي أظهرها MESSENGER ربما كان نشاطها انفجارياً بشكل كليّ مما قد يبين خاصة فريدة من خواص الكوكب.
من الجدير بالذكر أن معنى اسم عطارد "Mercury" عند الرومان هو " المتطاير والمتقلب " نسبة الى تشابه حركته السريعة والمتقلبة مع مرسال الالهة عند الرومان والذي اطلق على عطارد اسمه، ولا يزال العلماء يبحثون الى أي مدى يمتلك هذا الكوكب نصيبا من اسمه.
المصدر:هنا
حقوق الصورة:NASA/Johns Hopkins University Applied Physics Laboratory/Carnegie Institution of Washington