تلسكوب فيرمي يعثرُ على أدلةٍ قد تؤكّد وجود المادّة المظلمة داخل مجرّة أندروميدا
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
أشعة غاما هي أشعّة كهرومغناطيسيّة تمتلكُ طاقةً عاليةً جداً. تنتج هذه الأشعة عن الظواهر العنيفة التي تحدث على المستوى الكونيّ كالنجوم النابضة pulsars والنجوم النيوترونية والمُستعرات العظمى. وصدور أشعّة غاما هو أمرٌ شائع في المجرّات، حيث تنتج ايضا عن تفاعل جُسيمات الأشعّة الكونية الّتي تتحرّك بسرعاتٍ قريبة من سرعة الضوء مع سحب الغاز النجميّ والضوء الصادر عن النجوم. للمزيد حول أشعة غاما (هنا)
أظهرت أحدثُ البيانات الصادرة عن "فيرمي" أشعةَ غاما صادرةً عن مركز مجرّة أندروميدا المعروفة أيضًا باسم M31، لكن الغريب هو أنّ هذه الأشعّة محصورةٌ فقط في مركزِ المجرّة بدلًا من انتشارها في المجرّة كلها. و لتفسير هذا التوزّع الغريب، يعتقد العُلماء بأن الانبعاثات تصدُرُ من مصادر مجهولة، يُمكن أن تكون إحداها المادّة المُظلمة، وهي مادّة نظريّة يُعتقد بأنها تشكّل مُعظم الكون. للمزيد حول المادّة المظلمة (هنا)
يقول العالم بيريك مارتن، عالم الفيزياء الفلكية من المركز الوطني للبحوث العلمية والبحوث، معهد الفيزياء الفلكية في والكواكب في تولوز، فرنسا. "إن العثور على مثل هذه الإشارة هو أمرٌ مثير للغاية، لأننا نتوقّع أنّ المادّة المُظلمة تتراكم في المناطق الداخليّة من مجرّة درب التبانة والمجرّات الأخرى".
تُبدّد بعض النجوم النابضة معظم طاقتها على شكل أشعّة غاما، لذلك يُحتمل أن يكون مصدرُ أشعّة غاما هو عدد كبير من النجوم النابضة pulsars في مركز المجرّة M31 حيث يبلغ وزن كل من هذه النجوم النيترونيّة الدوّارة نحو ضعف كُتلةِ شمسنا، وتعدُّ أكثر الأجرام الكونيّة كثافةً. فملعقةٌ صغيرة من مادّة النجم النيوتروني قد تزِنُ مليار طنٍ على الأرض. للمزيد حول النجوم النيترونيّة (هنا)
لكن M31 تبعُدُ عنا نحو 2.5 مليون سنة ضوئية، لذلك فإنه من الصّعب أن نرصد نجومًا نابضة بشكلٍ مُنفرد. وللتأكّد فيما إذا كانت أشعة جاما تأتي من هذه الأجرام الكونيّة، يُمكن للعلماء تطبيق ما يعرفونه عن النجوم النابضة في درب التبانة على الأشعة السينية والراديويّة الّتي يرصدونها من أندروميدا.
والآن بعد أن كشف فيرمي عن أشعة غاما مماثلة في كل من مجرّة أندروميدا ومجرة درب التبانة، يمكن للعلماء الاعتماد على هذه المعلومات لحل الألغاز المرتبطة بالمجرّتين، لكن بالطبع ما زال العلماء بحاجة إلى رصد المزيد من الانبعاثات الصادرة عن المجرّتين على حدٍّ سواء للمقارنة بينهما والتوصّل الى معلوماتٍ أكثر تفصيلًا.
يُذكرُ أنّ الورقة الّتي تَصِفُ النتائج، ستصدُر في العَددِ القادِم من مجلة الفيزياء الفلكية Astrophysical Journal
المصدر: هنا