التعاطف مع من نحب
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة لجامعة فيرجينيا "أننا مبرمجون للتعاطف مع الآخرين"، ففي عمق أنفسنا نشارك الناس القريبين منا مَشاعرنا سواءً كانوا أصدقاءً أم عائلة.
أراد البروفسور كون أن يبرهن صحة قوله: "عندما نتقرب من الآخرين ونألفهم يصبحون جزءًمن أنفسنا ..."
جزء كبير من ذواتنا يكوّنه من نحب ومن نسمح له أن يقترب منا.. و كما يقول المثل (قل لي من تعاشر أقول لك من أنت).
أجرى البروفسور "كون" و زملاؤه تجربةً علميةً مع 22 شاباً مشاركاً، كانت برهاناً على قوة العلاقات، فقد أُخضعت أدمغتهم لمسح رنين مغناطيسي لمراقبة نشاطها أثناء التجربة، حيث يتم تعريض الشباب لصدمة كهربائية معتدلة، ثم يتم تعريض أحد المقربين إليهم لنفس الصدمة، وكذلك الأمر مع أحد الغرباء عنهم، ثم بعد ذلك تتم دراسة نتائج مسح المغناطيسي.
وجد الباحثون كما توقّعوا أنّ المناطق النشطة في الدماغ أثناء تهديد صديق كانت ذاتها عند تعرض الشخص ذاته للصدمة الكهربائية، و تختلف عن مناطق الدماغ النشطة عند تعريض غريبٍ عنه لخطرالصدمة.
حرفياً "نحن نشعر بالتهديد عندما يكون صديق لنا مهدداً أو عرضة للخطر و لكن ليس في حالة الغريب".
قال بروفسور كون: "عندما يكون صديق لنا مهدداً بخطر، فإن الوضع يكون مشابهاً لوجودنا تحت هذا التهديد، إذ بإمكاننا أن نفهم الألم أو الصعوبة التي يمرون بها بنفس الطريقة التي نفهم ونستوعب فيها ألمنا".
وبرأي البروفسور أيضاً "النتائج أوضحت قدرة الدماغ الرائعة لفهم الآخرين، وإنّ من نحب يصبحون جزءً مننا، و تلك ليست استعارةً أو شعر ، بل هي حقيقةٌ مجرّدة!"
من المحتمل أن يكون مصدر التعاطف هذا هو جزء من العملية التطورية، فإن إنشاءَ صداقاتٍ و التقرب من الآخرين لحد جعلهم جزءً من ذواتنا يوسع مصادرنا، وهو جزء من قدرتنا على النجاة والاستمرار بالحياة...
"الناس بحاجة لأصدقاء كما أن اليد الواحدة تحتاج لأخرى لتصفق"
المصدر:
هنا