الشخصية المضادة للمجتمع: الجزء الأول.
علم النفس >>>> القاعدة المعرفية
اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو نوع من الحالة العقلية المزمنة، تختل فيها طرق التفكير وإدراك المواقف والاتصال بالآخرين. الشخص المصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع عادة لا يقيم أي اعتبار للصواب والخطأ، وكثيراً ما يتجاهل رغبات ومشاعر الآخرين. ويميل إلى التعدي عليهم والتلاعب بهم، بالإضافة إلى انتهاك حقوقهم ومعاملتهم بقسوة أو لامبالاة. قد يكذب هذا الشخص ويتصرف بعنف أو تهور، وكثيرا ما ينتهك القوانين، ويقع في مشاكل متكررة، دون أن يظهر الندم أو الشعور بالذنب.
هذه الخصائص تجعل عادة الشخص المصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع غير قادر على إنجاز المسؤوليات المتصلة بالأسرة أو العمل أو المدرسة.
- الأعراض:
• عدم احترام قوانين المجتمع.
• انتهاك حقوق الآخرين المادية أو العاطفية باستخدام التخويف والتضليل والتلفيق.
• كذب أو خداع واستغلال مستمر للآخرين.
• استخدام الحيل للتلاعب بالآخرين من أجل تحقيق مكاسب أو متعة شخصية.
• الافتقار إلى التعاطف، وعدم الندم عند إيذاء الآخرين.
• الأنانية الشديدة، والإحساس بالتفوق.
• التهور، الاندفاع، والعدوان أو العنف.
• الإساءة أو إهمال الأطفال.
غالباً ما يتعاطى الشخص المصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع الكحول والمخدرات، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض الاضطراب. كما أن التعايش بين تعاطي المخدرات واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يسبب تعقيد العلاج لكل منهما.
حوالي 3% من الرجال وحوالي %1 من النساء مصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. وتميل هذه النسب للارتفاع بين نزلاء السجون.
تشخيص اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع لا يتم للأفراد تحت سن 18 عاماً، إلا في حال كان هناك تاريخ طويل من بعض أعراض اضطراب السلوك قبل سن 15 عام.
قد تظهر في مرحلة الطفولة أعراض مبكرة لاضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وتتضح تماماً خلال العشرينات والثلاثينات. وتظهر عند الأطفال بشكل: القسوة على الحيوانات، وسلوك التنمر، والاندفاع أو انفجارات من الغضب، العزلة الاجتماعية، وضعف الأداء المدرسي.
على الرغم من اعتباره اضطراب مستمر مدى الحياة، ولكن بعض الأعراض –لا سيما السلوكيات التدميرية والإجرامية واستخدام الكحول أو المخدرات – قد تنخفض على مر الزمن، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان هذا الانخفاض هو نتيجة للشيخوخة أو بسبب زيادة الوعي بعواقب السلوك المعادي للمجتمع.
- الأسباب:
في حين أن الأسباب الحقيقية لهذا الاضطراب غير معروفة، ويعتقد أن يكون ناجماً عن مزيج من التأثيرات الوراثية والبيئية والعوامل الاجتماعية والنفسية.
بعض الناس قد تملك الجينات التي تجعلها أكثر قابلية لاظهار اعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع –نظراً لحدوث السلوك المعادي للمجتمع بدرجة أعلى عند الأشخاص المولودين لأبوين لديهم الاضطراب- وقد تساهم ظروف الحياة والعوامل البيئية في تطوير اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، كما أن الشخص الذي يملك ميول معادية للمجتمع قد يكون أكثر عرضة للوصول إلى هذا الاضطراب.
قد تكون هناك علاقة بين الغياب المبكر للتعاطف (أي: فهم وجهات نظر ومشكلات للآخرين، بما في ذلك الأطفال) وبين ظهور لاحق من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. حيث أن التحديد المبكر لهذه المشكلات الشخصية قد يساعد في تحسين النتائج بعيدة المدى.
عوامل الخطر
هناك بعض العوامل التي قد تثير هذا الاضطراب أو تزيد من خطر تطوره، ومنها:
• تشخيص اضطراب السلوك في الطفولة.
• التعرض للإيذاء اللفظي أو الجسدي أو الجنسي أثناء الطفولة.
• الحياة الأسرية الفوضوية أو غير المستقرة أثناء مرحلة الطفولة.
• فقدان الوالدين عن طريق حالات الطلاق الصادمة أثناء الطفولة.
• تاريخ إساءة استعمال المخدرات في الآباء أو غيرهم من أفراد الأسرة.
• التاريخ العائلي لاضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أو غيرها من اضطرابات الشخصية أو الأمرض العقلية.
- المضاعفات:
وتشمل:
• العدوانية التي تؤدي إلى عنف لفظي أو جسدي.
• الانضمام للعصابات.
• السلوك المتهور.
• السلوك الجنسي الخطير.
• الاعتداء على الأطفال.
• الكحول أو تعاطي المخدرات.
• مشاكل القمار.
• التعرض للسجن أو الاعتقال.
• سلوكيات القتل أو الانتحار.
• صعوبات في تكوين علاقات.
• فترات عرضية من الاكتئاب أو القلق.
• مشاكل في العمل والدراسة.
• علاقات متوترة مع مقدمي الرعاية الصحية.
• وضع اجتماعي واقتصادي متدني، والتشرد.
• الوفاة قبل الأوان، عادة ما تكون نتيجة للعنف.
كان هذا الجزء الأول من مقالين عن الشخصية المعادية للمجتمع، و سنتحدث في الاسبوع القادم عن أهم طرق التشخيص والعلاج لهذا الاضطراب، فترقبونا!
يجب التنويه أنه يوجد فرق بين الشخصية المعادية للمجتمع (والتي تعد اضطراب مرضي يتطلب العلاج والرعاية)، وبين الشخصية الانطوائية التي تعد أحد الأنماط الطبيعية للشخصية.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
مصدر الصورة:
هنا