النباتات تكبح جماح الاحترار العالمي... إلى حد ما
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
كيف ساهم النظام النباتي في عمليّة التخفيف تلك؟
تستجيب كافة أنواع النباتات والمحاصيل لارتفاع نسبة CO2 في الجو من خلال ما يسمّى بعمليّة التسميد"fertilisation" ، إذ تتضمّن هذه العمليّة امتصاص المزيد من الغاز من الجو، الأمر الذي ينعكس على تزايد قيام النباتات بعمليّة التركيب الضوئي "Photosynthesis" والذي يؤدّي بالنتيجة إلى تزايد نمو النبات من خلال تركيب المزيد من المواد المغذيّة والضروريّة.
العمليّة الأخرى التي لعبت دوراً هامّاً في تخفيف الانبعاثات هي عمليّة التنفس الخلوي عند النبات -وهي العمليّة التي تمتص فيها النباتات الأكسجين من الجو وتطلق غاز CO2- ولم تزدد هذه العمليّة بالمعدل نفسه مقارنةً بعمليّة التركيب الضوئي وذلك لأنّها تتعلّق بدرجة حرارة الوسط، خاصة وأن معظم المناطق ذات الكثافة النباتية على كوكب الأرض لم تشهد تزايداً شديداً في درجات حرارتها كما هو الحال في المناطق البعيدة عن الغطاء النباتي.
بالمجمل؛ من خلال مقارنة معدّلات تزايد تركيز CO2 سنوياً نجد أنها ارتفعت بشكل تدريجي خلال النصف الثاني من القرن الماضي، حيث بلغ التزايد نحو 0.75 جزءاً في المليون سنوياً عام 1959 ووصل إلى 1.86 جزءاً في المليون سنوياً عام 2002، ليثبت التزايد السنوي بعد ذلك قريباً من 2 جزءاً في المليون سنوياً.
كان الباحثون المشاركون في هذه الدراسة متأكّدين من تضخّم أحد مستهلكات الكربون، لكنهم لم يتمكنوا من تحديده، وقد اعتُبِرت المحيطات إحدى تلك المستهلكات، لكنّها لم تكن مرجّحة بشكل كامل، لذلك تم أخذ عامليّ امتصاص الكربون وعمليّة التنفس الخلوي في النبات بعين الاعتبار.
لجأ العلماء بسبب كثرة الخيارات إلى إجراء نمذجة حاسوبية تضمنت بيانات عن كل الخيارات المرجّحة، وكانت النتيجة التي توصّلوا إليها هي أن ارتفاع مستويات CO2 دفع بالنباتات لمضاعفة استهلاكها من الكربون من 1-2 طن سنويّاً في خمسينيّات القرن الماضي إلى حوالي 2-4 طن سنوياً، وبالمقارنة مع الإنتاج البشري، فنحن ننتج حوالي 9-10 طن سنويّاً من الغازات الدفيئة.
يثق العلماء الآن بأن النباتات تقوم بامتصاص كميات أكبر من الكربون، وهناك تفسيرات معقولة لذلك، إلا أن السؤال المطروح حالياً يتعلق بتحديد المناطق التي يكون فيها هذا الامتصاص بأفضل فعالية، وكم سيدوم هذا الازدياد وما الذي يحمله لمستقبل مناخ الأرض. كما يتوجب كذلك معرفة مدى حساسيّة الأنظمة البيئيّة الأرضية للتغيّرات المناخيّة حيث أنه من الضروري المحافظة على هذه الأنظمة لتستمر في أداء عملها الحيوي والرئيسي لاستمرار الحياة على هذا الكوكب.
المصادر:
هنا
هنا