نوعٌ جديدٌ من الدعامات لأمّهاتِ الدمِ الأبهريّة
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
تمَّ في مشفى Mayo clinic في الولايات المتحدة تشخيصُ أمِّ دمٍ أبهريةٍ لدى مريضٍ يبلغُ منَ العُمر ثمانينَ عاماً، وأظهرت الفحوصات الشعاعيَّة أنَّ قطرَها يقارب الخمس إنشات، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف قطر الأبهر الطبيعي، فكانت بذلك كالقنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في أيِّ لحظةٍ مودِيَةً بحياة المريض.
يتمُّ عادةً إصلاحُ أمهاتِ الدمِ الأبهريةِ بالتداخلِ الجراحيِّ المفتوحِ، ويعود ظهور هذا البروتوكول إلى خمسينيات القرن الماضي، وسمحَ تطوُّرُ العلم فيما بعد بإمكانية إصلاحِها باستخدامِ الشبكاتِ الجراحية والتي يمكنُ إدخالُها عبرَ الشريان الفَخِذِيّ.
لكنَّ هذه الحالةَ كانت مختلفةً، فقد كانت أمُّ الدمِ الأَبهَريَّةُ لديه ممتدَّةً لتشملَ الفروعَ الشريانيَّة التي تُغذّي الكِلى والأمعاءَ والكبدَ، مما فرض ضرورةَ التداخُلِ الجراحيِّ بأسرعِ وقتٍ ممكن.
لقد تمَّ استخدامُ نوعٍ جديدٍ من الشبكات وهو لا يزالُ يخضعُ للدراسات والتجارُب، وبذلك كانت هذه أولَّ تجربةٍ لزرعِ هذا النوعِ من الشبكات في الولايات المتحدة.
تمَّت صناعةُ الشبكة بحيث تكون مماثلةً قدر الإمكان لأبهرِ المريض بواسطة تقنيَّة الطباعةِ ثلاثيّة الأبعاد في مشفى Mayo Clinic. كما تمَّت الاستعانةُ ببعضِ بيانات مرضى المشفى للحصول على الأبعاد الأنسب للشبكة.
تدرَّب الأطباءُ على العمل الجراحي مرَّتين قبل يوم العمل الجراحي، ثمَّ بدأت العمليةُ وتمَّ التداخلُ الجراحيُّ حسبَ الخطواتِ المُعتادة، مع إضافة الصعوبات والتحديات التي تحملها هـذه الحالة، والناجمةُ عن نوعٍ الشبكةِ الجديدِ وامتدادِ أمِّ الدم للفروع الشريانية الصادرةِ عن الأبهر، مما اضطرَّهم لتصنيعِ الشبكة على ثمانِ أجزاءٍ، يتمُّ وصلُها أثناءَ الجراحة، والتي كانت أوَّلُها القطعةُ الأبهريةُ، ومنها تخرج الأفرع الجانبية.
و مع أنَّ المعدلَ الوسطيَّ للاستشفاء بعد إجراء جراحةٍ كهذه يُقدَّر بأسبوعٍٍ إلى عشرة أيام، إلَّا أنَّ حالة المريض كانت مستقرةً لدرجة تخريجه من المشفى بعد ثلاثة أيامٍ فقط، وهو ما يُعتبر زمناً قياسياً بالنسبة لعمليةٍ تتمُّ على أكبر شريانٍ في الجسم.
يُعدُّ هذا التداخل باباً قد يفتح على عصرٍ جديدٍ بالنسبة للدعائم الشريانية، مما قد يحسِّن من فعاليتها ويؤثّرُ بالتالي على حياة حامليها.
المصدر: هنا