التهابُ النُّخاعِ المستَعرِض
الطب >>>> مقالات طبية
يؤدّي هذا الالتهابُ إلى قَطعِ الإشاراتِ العصبيةِ التي تصلُ النخاعَ الشوكيَّ ببقيةِ الأعصابِ المنتشرةِ في أنحاءِ الجسمِ.
لا يقتصرُ حدوثُ التهابِ النخاعِ المستعرِضِ على الأطفالِ فحسب، فقد يشاهَدُ أيضاً لدى البالغين، ومن كلا الجنسَين ومن كلِّ الأعراقِ، كما أنَّ هنالكَ ذُروتَين لحدوثِهِ؛ إحداهُما بينَ سنِّ العاشرةِ والتاسعةَ عشْرةَ، والأخرى بينَ الثلاثين والتاسعةِ والثلاثين منَ العمرِ.
تتطورُ أعراضُ التهابِ النخاعِ المستعرِضِ خلالَ عدّةِ ساعاتٍ لغايةِ عدةِ أيامٍ، ولكنّها قد تتطورُ أحياناً على نحوٍ تدريجيٍّ خلالَ عدةِ أسابيعَ.
ماذا يحدثُ للطفلِ إذا أُصيبَ بالمرضِ؟
يتظاهرُ المرضُ عادةً بشكلٍ ثنائيِّ الجانبِ، وذلكَ تحتَ المِنطقةِ المصابةِ من النخاعِ الشوكيِّ، فيعاني الطفلُ منَ الألمِ الذي قد يبدأُ أسفلَ الظهرِ، وقد يشعرُ المريضُ بألمٍ حادٍّ قاطعٍ، ويختلفُ مكانُ الألمِ وفقاً للجزءِ المصابِ من النخاعِ الشوكيِّ.
كذلك يعاني من اضطرابِ الحسِّ كالخدَرِ والنمَلِ، حيثُ يتظاهرُ بضعفٍ في اليدين أو الطرفين السُّفليين، فيشعر المريضُ وكأنه يجرُّ قدمَهُ، أو يشعر بثقلٍ في الرِّجلِ وصولاً الى الشكلِ الأشدِّ المتجلّي بشللٍ كاملٍ.
أحدُ الاضطراباتِ الأخرى هو اضطرابُ وظيفةِ المثانةِ والأمعاءِ كالسّلَسِ البوليِّ أو صعوبةِ التبوُّلِ أوالإمساكِ.
ما السببُ وراءَ حدوثِ هذا الاضطرابِ العصبيِّ؟
لا يزالُ السببُ الدقيقُ مجهولاً لغايةِ الآن، ولكنْ توجدُ بعضُ الحالاتِ التي قد تسببُ التهابَ النخاعِ المستعرِضِ، وأشيَعُها تلكَ التي تبدأُ بقصةِ زكامٍ عابرةٍ أو غيرِها من الإنتاناتِ التنفسيةِ أو الهضميةِ البسيطةِ، وبعدَ الشفاءِ منها تبدأُ الأعراضُ العصبيةُ السابقُ ذكرُها.
ما هي مضاعفاتُ التهابِ النخاعِ المستعرضِ؟
غالباً ليسَ هناكَ ما يدعو للقلقِ سيّدتي، فمعظمُ الحالاتِ تنتهي كهجمةٍ واحدةٍ من المرضِ دونَ اختلاطاتٍ لاحقةٍ، إلّا أنَّ بعضَ الحالاتِ قد تنكُسُ، وهناكَ بعضُ الاختلاطاتِ التي قد تبقى لدى المرضى وعلينا أن نذكرَ منها:
- الألمَ، وهوَ من أشيعِ الاختلاطاتِ المنهِكةِ والمضنِيةِ للمريضِ على مدى الزمنِ.
- الصلابةَ والتشنّجاتِ العضليةَ المؤلمةَ، وخاصّةً في الأردافِ والأرجلِ.
- الشّللَ الجزئيَّ أو الكاملَ لليدَين أو القدَمين أو لكليهما.
- اضطرابَ الوظيفةِ الجنسيةِ.
- القلقَ والاكتئابَ اللذَين يَشِيعان عندَ مرضى التهابِ النخاعِ المستعرضِ الذين تطورَت لديهم اختلاطاتٌ متعبةٌ كالألمِ المزمنِ وضعفِ الوظيفةِ الجنسيةِ.
ولكن كيفَ يُوضَعُ التشخيصُ؟
عندَ تطورِ ما يشبهُ الأعراضَ السابقةَ تنبغي مراجعةُ الطبيبِ، الذي سيبدأُ أولاً بالفحصِ السريريِّ للطفلِ، وطَلبِ بعضِ الفحوصِ المساعدةِ على تأكيدِ التشخيصِ، ومنها:
- صورةُ الرنينِ المغناطيسيِّ التي تُظهرُ الالتهابَ في النخاعِ الشوكيِّ، كما أنّها تُظهرُ أمراضاً أخرى قد تكونُ سببَ أعراضِ المريضِ.
- البَزْلُ القطَنيُّ، إذ يتمُّ أخذُ عينةٍ من السائلِ الدماغيِّ الشوكيِّ (وهوَ السائلُ الذي يحيطُ بالدماغِ والنخاعِ الشوكيِّ)، فقد توجدُ فيهِ مستوياتٌ مرتفعةٌ من الكريّاتِ البيضِ أو بعضِ البروتيناتِ المناعيةِ عندَ الإصابةِ بالتهابِ النخاعِ المستعرِضِ، ومنَ الممكنِ طلبُ فحوصاتٍ أخرى أكثرَ نوعيةً على العينةِ في حالِ التوجُّهِ لأسبابٍ محدّدة.
- بعضُ الفحوصِ والتحاليلِ الدمويةِ.
كيفيةُ علاجِ المرضِ:
هناكَ عدةُ علاجاتٍ تهدفُ إلى تخفيفِ الأعراضِ الحادةِ في التهابِ النخاعِ المستعرِضِ، نوردُ منها:
- الستيروئيداتِ: وتُعطى بالطريقِ الوريديِّ على مدى عدّةِ أيامٍ، وهي تساعدُ في تخفيفِ شدةِ الالتهابِ.
- فَصْدَ البلازما: ويتمُّ اللجوءُ إلى هذا العلاجِ في حالِ فشلِ العلاجِ بالستيروئيداتِ.
- الأدويةَ المضادّةَ للفيروساتِ: قد يحتاجُ بعضُ المصابينَ بأخماجٍ فيروسيةٍ في النخاعِ الشوكيِّ إليها.
- مسكِّناتِ الألمِ؛ إذ إنَّ استمرارَ الألمِ يعدُّ من مضاعفاتِ المرض.
- أدويةً لعلاجِ المضاعفاتِ: قد يصفُ الطبيبُ بعضَ الأدويةِ لعلاجِ مضاعفاتِ التهابِ النخاعِ المستعرِضِ
كالأدويةِ المُرْخِيةِ للعضلاتِ، أو الأدويةِ التي تساعدُ على التخلصِ من الاضطراباتِ المَثانيةِ والمعَويةِ.
هذا بالإضافةِ إلى كلٍّ منَ العلاجِ الفيزيائيِّ والنفسيِّ لمساعدةِ المرضى على التّغلبِ على المشكلاتِ النفسيةِ التي قد يتعرضون لها جرّاءَ إصابِتهم بهذا المرضِ.
وفي النهايةِ ينبغي التذكيرُ بضرورةِ اللجوءِ إلى المساعدةِ الطبيّةِ المناسبةِ في حالِ تطوّرِ أيِّ ضعفٍ عضليٍّ أوحسيٍّ تالٍ لإنتانٍ تنفسيٍّ أوهضميٍّ بسيطٍ.
المصادر:
هنا
هنا
هنا